هل يرفع الصيام هرمون السعادة؟

يحتفل العالم الدولي، في 20 مارس من كل عام، باليوم العالمي للسعادة، الذي اعتمدته الأمم المتحدة، في دورتها السادسة والستين، اعترافا منها بأهمية السعي للسعادة في أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع شعوب العالم. ولقد وضعت الأمم المتحدة معايير لقياس مدى تمتع شعوب الدول بالسعادة. فما هذه المؤشرات؟
السعادة في الرضا
تختلف ماهية السعادة ويتباين مفهومها من شخص إلى آخر. فما يجعلني سعيدا، قد لا يجعلك كذلك بالضرورة. وبالتالي، لا يوجد تعريف ثابت ومتفق عليه حول مفهومها. ولكن، بحسب تعريف الأمم المتحدة، فإن السعادة هي: “مدى رضا الشخص عن حياته”. وعلى هامش الدورة الـ 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال أمينها العام آنذاك، “بان كيمون”: “إن العالم في حاجة إلى نموذج اقتصادي جديد، يحقق دعائم الاقتصاد الثلاث: التنمية المستدامة، الرفاهية المادية والاجتماعية، سلامة الفرد والبيئة، الذي يصب في تعريف ماهية السعادة”.
ما معايير قياس السعادة؟
وبناء على ما سبق، تم ربط مفهوم السعادة بستة مؤشرات، حيث وضعت الأمم المتحدة معايير، لو توفرت وتوافرت لأي شعب، فسيُحكم عليه بأنه سعيد. وهي:
-نصيب الفرد من الناتج المحلي.
-حرية اتخاذ القرارات.
-جودة الخدمات الصحية والتعليمية.
-متوسط عمر الفرد.
-انتشار العدل.
-انعدام الفساد وعدم انتشاره.
هل يرفع الصيام هرمون السعادة؟
ولكن، بعيدا عن مقاييس السعادة الغربية البراغماتية المادية في أغلبها، التي لا ننكر أهميتها في تحسين جودة الحياة وتوفير الراحة والرفاهية، تختلف معايير السعادة في مجتمعاتنا المسلمة عن تلك التي وضعتها الأمم المتحدة، فهي ترتبط أكثر بجوانب روحية إيمانية ومدى التزام المسلم بتعاليم دينه وتقربه من خالقه، مصداقا لقوله تعالى: “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا”.. وبالتالي، من أقبل على الله زادت سعادته ورضاه عن حياته بغض النظر عن ظروفه وأحواله المادية والمعيشية. ومن ضمن تلك القربات، صيام شهر رمضان المبارك، الذي أثبت العلم الحديث فعلا أن له العديد من الانعكاسات الإيجابية على نفسية الصائم. كما يزيد من إفراز هرمون السعادة. ففي دراسة بشرية أجري فيها فحص لمستويات البلازما والسيروتونين “هرمون السعادة “والدوبامين “هرمون المتعة” وعاملي التغذية العصبية ونمو الأعصاب، لدى 29 شخصا التزموا بصيام صحي، خلال شهر رمضان،
لوحظ ارتفاع في مستويات كل ما تم فحصه، ما يثبت أن الصيام عامل مهم للحصول على السعادة والرضا نهارا، والمتعة بالإفطار ليلا.