هولوكوست النظام ”البوشي”
محمد يعقوبي
لم يعد ثمة مجال للتشكيك في المقاومة أو انتقادها من أي كان بعد مجزرة قانا التي وضعت النقاط على الحروف وفككت ما كان معقدا من معطيات وتفاصيل المعركة الدائرة في لبنان.
أمريكا التي بعثت بطائرتين من القنابل الذكية إلى حليفتها إسرائيل عن طريق مطار حليفتها بريطانيا، شعرت بالحرج، فبعثت رايس بأفكار غبية إلى المنطقة وتبرعت للجيش اللبناني بـ 10 ملايين دولار، حتى لا يقال ربما إن النظام “البوشي” (بالمعنيين) لا يعدل في توزيع الأسلحة!!
الجنود الإسرائيليون الذين فرّوا من المعركة البرية وشوهد أغلب قتلاهم ومقابرهم ملقون على بطونهم، لأن المقاومة الباسلة التقطتهم وهم يفرون من ساحة المعركة ويستنجدون بالغطاء الجوي.. وحتى هذا المشهد فضحته مجزرة قانا التي أكدت للمرة الألف أن القواعد العسكرية والصواريخ الوحيدة التي تقصدها وتبحث عنها المقنبلات الإسرائيلية هي رؤوس المدنيين وأرواح الأبرياء، لكن فضائيات العالم ومنها “الحرة الأمريكية” والكثير من الفضائيات العربية لم تشأ إزعاج الرأي العام الإسرائيلي بصور أشلاء الأطفال والنساء التي كانت مترامية هنا وهناك..
عربيا أصبح واجبا على جبهة الخنوع العربي أن تعدّل مواقفها، فالخطأ الذي تكلم عنه حسني مبارك لم يعد كذلك وعلى الرجل أن يجد من الكلمات ما يقنع به الشارع المصري الثائر وأن يضع في الحسبان مشاعر المصريين والعرب قبل “مشاعر” الإسرائيليين.
السعوديون الذين حمّلوا مسؤولية ما يجري في لبنان إلى حزب الله، نريد أن نسمع منهم موقفا بحجم وثقل الإعانة المالية التي أعطوها للبنان (مليار دولار ونصف) وأن يلتقي علماؤهم ليعيدوا النظر في فتاويهم التي خربت لبنان وشجعت إسرائيل على همجيتها.
أما الأردن، فلعل الوقت قد حان لتشرح لنا السلالة الهاشمية طبيعة الأجندة التي تنفذها إسرائيل وكيف يفهمها النظام الأردني مادام حزب الله ينفذ أجندة إيرانية.
بعد مجزرة قانا، أصبحت المقاومة هي الحقيقة الواحدة واجبة الاحترام في كل ما يحصل للبنان وإذا كان الأمل يبدو ضئيلا في المنظومة الدولية والعربية، فإنه يتعاظم في الداخل اللبناني بوحدة الصف والالتفاف حول خيار المقاومة ومدها بما تحتاجه من دعم ومساندة حتى يتحقق النصر الموعود.