هيئة حقوقية تدعو لتحقيق دولي بجرائم التعذيب ضد الفلسطينيين

وثّقت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” سلسلة من الانتهاكات بحق الفلسطينيين، خاصة منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية في السابع من أكتوبر 2023، حيث تعرض المعتقلون، ومن بينهم نساء وأطفال، للتجريد القسري من الملابس، والقتل الممنهج.
وقالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” في بيان، بعثت به لـ”الشروق”، تزامنا واليوم العالمي لمناهضة التعذيب، إن هذه المناسبة تأتي والأراضي الفلسطينية تشهد تصعيدًا غير مسبوق في حملات الاعتقال التعسفي في قطاع غزة والضفة الغربية، ترافقها انتهاكات ممنهجة وجرائم تعذيب قاسية بحق المعتقلين.
ووثقت “حشد” سلسلة من الانتهاكات بحق الفلسطينيين، خاصة منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية في السابع من أكتوبر 2023، حيث تعرض المعتقلون، ومن بينهم نساء وأطفال، للتجريد القسري من الملابس، والحرمان من الطعام والماء والرعاية الطبية، والاعتداءات الجسدية، والتحرش الجنسي، والحرمان من الحقوق القانونية داخل منشآت احتجاز غير قانونية، خاصة في معسكرات الاحتجاز المؤقتة داخل قطاع غزة التي احتُجز فيها أكثر من 13 ألف معتقل حتى الآن.
وفي الضفة الغربية، أكدت “حشد” تزايد حملات الاعتقال والاقتحامات الليلية، وما يرافقها من أعمال تنكيل وتعذيب ميداني، خصوصًا في محافظات جنين ونابلس والخليل وطوباس، حيث تشير بيانات نادي الأسير الفلسطيني إلى اعتقال أكثر من 9,300 فلسطيني منذ أكتوبر الماضي، تعرض المئات منهم للتعذيب الجسدي والنفسي خلال التحقيق، في مراكز احتجاز بينها المسكوبية والجلمة وعسقلان.
وأشارت “حشد” إلى استشهاد ما لا يقل عن 72 أسيرًا داخل سجون الاحتلال منذ بدء العدوان، بينهم 45 معتقلاً من قطاع غزة، غالبيتهم نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي، دون فتح أي تحقيقات مستقلة، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 309 شهداء، في وقت لا يزال فيه نحو 10,400 فلسطيني داخل سجون الاحتلال، بينهم 49 سيدة و440 طفل، وأكثر من 3,562 معتقل إداري بدون تهمة أو محاكمة.
وأكدت الهيئة أن اليوم العالمي لمناهضة التعذيب يشكل فرصة مهمة لكشف وفضح هذه الجرائم، وتسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين وآلامهم النفسية والجسدية المستمرة، التي يغذيها غياب المحاسبة وتشجع الاحتلال على مواصلة التعذيب كأداة للقمع الجماعي.
وطالبت “حشد” المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته الأخلاقية والقانونية تجاه مناهضة التعذيب، داعية إلى فتح تحقيق دولي عاجل من قبل لجنة تقصي الحقائق الأممية الدائمة ومكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في جرائم التعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين، وتوفير الحماية الدولية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، والضغط على دولة الاحتلال لوقف جرائم التعذيب والإهمال الطبي بحقهم، ودعوة المقررين الخاصين بالأمم المتحدة المعنيين بالتعذيب والاعتقال التعسفي لزيارة الأراضي الفلسطينية والتحقيق ميدانيًا في هذه الانتهاكات، مع إطلاق حملة مناصرة وتضامن دولية واسعة مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بما يضمن الضغط على الدول الثالثة للقيام بدورها في مناهضة التعذيب ضد الفلسطينيين.
وختمت “حشد” بيانها بالتأكيد على أن مناهضة التعذيب ليست مجرد شعار، بل التزام قانوني وأخلاقي، يستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا لحماية الشعب الفلسطيني وإنصاف ضحايا الانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها داخل سجون الاحتلال الصهيوني.