-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هيئة وطنية للوقاية من مخاطر إنترنت..

هيئة وطنية للوقاية من مخاطر إنترنت..
أرشيف

ما قامت به وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، وكذلك وزارة التربية من تعميم لمنشور متعلق بخطورة استخدام منصّات التواصل الاجتماعي المختلفة وبخاصة منصة “تيك توك” على أبنائنا يُعَدُّ عملا وقائيا مُهِمًّا، علينا التنويهُ به لِمَا يحمل من معلومات وتوجيهات يُمكن أن يستفيد منها ليس فقط الشباب والمراهقون بل كذلك الأولياء الذين كثيرا ما يجهلون خطورة وأبعاد مثل هذه المنصات.

ولعله لا يكفي أن تقوم وزارة أو وزارتان بمثل هذا العمل الإعلامي والتحسيسي بل على كافة الهيئات الرسمية وغير الرسمية أن تتدخل في هذا المجال لخطورته الكبيرة على المجتمع والدولة، ولمساسه المباشر بأمن بلدنا العام في المديين المباشر والقريب وبتماسكنا الثقافي والاجتماعي في المديين المتوسط والبعيد.

بل إني أقول إنه علينا التفكير من الآن في هيئة وطنية مركزية لها فروع محلية مهمتها فقط رصد تأثير التكنولوجيات الجديدة والرقمنة على المجتمع، وإعداد استراتيجيات وقائية لِمَنع تحول منصات التواصل الاجتماعي وغيرها مما تحمله انترنت إلى وسائل هدم للإنسان والمجتمع والدولة. وعلى هذه الهيئة في تقديري أن تتكفل ليس فقط بإعداد برامج للتوعية، تُنشَر عبر وسائل الإعلام بل أن تُدرَج هذه البرامج في المقرّرات الدراسية ويكون لها أساتذة لتدريب الأطفال في سن مُبكِّرة على الاستخدام السليم لإنترنت وكيفية الوقاية من الآثار السلبية لِما تُطوره التكنولوجية من منصات وتطبيقات مختلفة بدأت بفيسبوك وتويتر وأنستغرام… ووصلت إلى تيك توك وستصل غدا إلى ما بعدها بأساليب جديدة واستراتيجية مُحكَمة لا يعلم أبعادها سوى المتحكمين في التكنولوجيات الرقمية المتقدمة.

إلى جانب هذا ينبغي لمثل هذه الهيئة إيجاد حلول مبتكرة للتقليص قدر الإمكان من الاستخدام السيئ لإنترنت. وهنا ينبغي إفساحُ المجال لشبابنا القادر على الابتكار لإيجاد ما يُلائم الجيل الصاعد من حلول بإمكانها تطويق الآثار السلبية لِما تحمله “إنترنت” من مساوئ. ولا أظن أنهم سيعجزون عن ذلك إذا ما تمّ تحفيزهم وإشراكهم بحق كجنود في هذه الحرب العالمية الإلكترونية التي تستهدف وجودنا برمَّته.

وهذه الحلول لن تكون فقط تكنولوجية، برغم أهمية الحلول التكنولوجية، إنما يُمكنها أن تمرّ عبر مداخل تربوية وتثقيفية ورياضية وفنية مختلفة، فضلا عن تنمية العمق الإيماني لدى أبنائنا وترسيخ القيم الدينية في وجدانهم باعتبار هذه القيم هي الحائط الصلب الذي لا تقوى على اختراقه أي مِن منصَّات التواصل الاجتماعي مهما كانت تكتيكاتُها.

ولعل هذا ما يدفعني إلى التأكيد أن هذا العمل لا يكفي أن تهتمَّ به بعض الوزارات أو حتى كافة الوزارات، بل ينبغي بالفعل إنشاءُ هيئة وطنية خاصة به تقوم برصد التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيات الجديدة والرقمنة ذات الأثر المباشر وغير المباشر على المجتمع، والوقاية من آثارها السلبية… وبذلك نكون قد أبقينا على بعض الأمل في أننا يُمكن أن نقاوم وننتصر على مستوى هذه الجبهة التي تُعَدُّ اليوم من أخطر جبهات الصراع الفكري والعلمي والتكنولوجي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • أدعوة للتضييق هذه؟

    عيشوا إذن في "قرعة" واعتزلوا العالم واقطعوا خيوط الأنترنت والربط مع العالم الخارجي ... كلامك يا صاحب المقال هراء وتبهديل فبدل طلبك تلميحا بالتضييق على مستخدمي النت كان عليك الدعوة إلى نشر الفضيلة وتعليم أبنائنا قيم دينهم وإحياء روح التكافل والأخلاق والنهي عن المنكر التي هي عنوان ديننا وميزة لشعبنا فلا يمكن لبلد مهما بلغ من التقدم أو التأخر سواء بسواء أن ينفصل كما تدعو عن العالم أو ينزوي عن المجتمعات العالمية فتحصين أبنائنا هو الحل وليس فصل كوابل الأنترنت كما تدعو أو فرض رقابة قد يستغلها النظام للتضييق أكثر عن الناشطين والمعارضين فنصبح مثل كوريا الشمالية أو أسوأ.

  • الطيب

    تنمية العمق الإيماني لدى أبنائنا و ترسيخ القيم الدينية في وجدانهم باعتبار هذه القيم هي الحائط الصلب الذي لا تقوى على اختراقه أي مِن منصَّات التواصل الاجتماعي مهما كانت تكتيكاتُها.....
    نعم أستاذ هذه هي الوقاية الحقيقية...و لكن الكثير منا لا يقبلها بل منا مَن لا يؤمن بها أصلا ..