-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تنقل حقائق مثيرة عن الفقيد

وأخيرا.. انتشال جثة المرحوم عياش محجوبي

الطيب بوداود
  • 55661
  • 26
وأخيرا.. انتشال جثة المرحوم عياش محجوبي
أرشيف

أعلنت العديد من المصادر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وشهود عيان، عن تمكن أعوان الحماية المدينة اخيرا من انتشال جثة الشاب عياش محجوبي، بعد معاناة طويلة لعدة أيام..

ونقل شهود عيان أن جثة الفقيد تم انتشالها من البئر وبقيت مدة من الوقت في المكان بسبب تخوف من ردات فعل غير منتظرة من الأعداد الغفيرة للمواطنين المحيطة بالمكان..

وفي سياق متصل قال مراسل قناة الشروق نيوز أن جثة المرحوم عياش قد تمت معاينتها بعين المكان من طرف طبيب شرعي، وأضاف أنه من المنتظر نقل جثة الفقيد إلى مستشفى بوسعادة الذي تتواجد به في هذه الأثناء تعزيزات أمنية مشددة، كما لوحظ تجمهر المئات من المواطنين حوله..

وكانت جهود انتشال جثة الشاب عياش، أو العياشي مثلما كان يناديه البعض، قد تعثرت مرة اخرى في وقت سابق من هذاالأربعاء، بعد أن ارتفع منسوب المياه في محيط البئر، وغير بعيد عن هذه الأخيرة، اكتظت مجالس العزاء التي أقيمت للفقيد، بالجموع التي قدمت من كل الولايات، من الولاية رقم 01 إلى الولاية 48، وفي تلك المجالس، رصدت “الشروق” جوانب من حياة وشخصية الفقيد.


كان الحاج عيسى محتفظا برباطة جأشه، وهو يتوسط سيول المعزين التي تقاطرت على منزله بقرية أم الشمل، وبدا عليه الصبر والإيمان بقضاء الله وقدره، ولعل السر في صبره وجلده، هو مروره بتجربة سابقة: “فقدت ابنا آخر في عام 2005.. خالد مات بالرصاص داخل حظيرة قصدها لشراء قطع غيار، غير أن الحارس أطلق عليه النار وأرداه قتيلا، وقد رفضت يومها تشريح الجثة وقلت لوكيل الجمهورية هذا قضاء الله وقدره”.

متضامنون .. من الولاية 1 إلى الولاية 48

وعلى الطريق المهترئة وعلى طول 12 كيلومترا، كانت حركة السيارات لا تنقطع، جيئة وذهابا، “أم الشمل كانت ميتة، وعياش أحياها”، هكذا علق الوالد المكلوم على الحركية التي باتت تعرفها القرية، وعلى صيتها الذي انتشر في كل البقاع وباتت الألسن تردده داخل الجزائر، وخارجها. وطيلة تواجدنا بالمجلس، لم يكن الحاج عيسى يتوقف عن ترديد عبارة “ربي يعفو على الحيين.. أما عياش راه مات!”.

ولع بتربية الخيول

تجولت “الشروق” بين سبع خيم عزاء انتشرت حول منزل آل محجوبي، لاستيعاب المعزين الكثيرين، وتوزع عليها أٌقارب عياش لتقبل العزاء، وتحت إحداها كان عمه، الذي كشف جوانب مثيرة عن شخصية عياش غير العادية، ومن ذلك أن الفقيد عقب عودته من الخدمة العسكرية، أناطت به عائلته مهمة الاعتناء بالماشية، التي تنتجع بجبل محارقة، حيث كان عياش يلازمها هناك، وإلى جانب العناية بالماشية كان يعتني بالخيل التي يهوى تربيتها، حيث كان يربي سبعة خيول.

“هذي تاع الشعب!”

عياش كان أيضا بارعا في العزف على الناي المحلي، المعروف بالقصبة، وكثيرا ما كان يتردد على البئر ويجلس عند فتحتها ويعزف على نايه، ويقول العم أنه قبل أسبوعين من الحادثة، عاد عياش إلى منزل عائلته، ويواصل العم حديثه، وقد حفته جماعات المواطنين القادمين من كل حدب وصوب، وكان لافتا تواجد مشايخ وأئمة قدموا من جنوب البلاد، وأسراب من الدراجين، وعددهم نحو مائة قدموا على متون دراجاتهم الكبيرة. وقد تحلق المعزون والفضوليون جماعات جماعات، في محيط منزل عياش وفي أزقة القرية، وبينهم كانت تُتداول قصص كثيرة حول أسباب وظروف سقوط الشاب في البئر، وبعضهم أعطى خلفية غيبية للحادثة، حين راح يروي لمن تجمعوا حوله، أن البئر “تسكنها الجن!”، وأن عياش “قتلته جنية!”، وكان كثير من الحاضرين يؤمنون على أٌقواله، مصدقين لما جاء على لسانه!

موت عياش يبعث الحياة في أم الشمل

خلال انتقالنا لموقع البئر، كانت الجهود متواصلة لانتشال الجثة، لكن التوقعات باستخراجها الأربعاء تبخرت، الماء غمر محيط الحفرة، وزاد تعقيدا مهمة عناصر الحماية المدنية، وسائقي الآليات التي كانت بالمكان، وحرص المواطنون على وضع ملصقات على هياكلها، حملت عبارة “هذي تاع الشعب”، وهو تعبير عن موقف الشارع من المجادلة التي دارت بين الوالي وشقيق عياش قرب البئر، ووصفت بالمؤسفة والمستفزة، وزادت من غضب المواطنين حيال السلطات، وكل ما يرمز لها حتى أن بعض المواطنين، اعترضوا طريق جرافات تابعة، لشركة “كوسيدار” العمومية، ومنعوها من ولوج الموقع، وهو مؤشر على التوتر السائد، الذي يبدو أن الجهات المعنية لم تأخذها مأخذ الجد، بدليل إرسال تعزيزات، من رجال الدرك، صادفت “الشروق” عند مغادرتها المنطقة، عددا من الحافلات تنقلهم إلى منطقة عين الشمل. وعند مغادرتنا كانت أرتال من سيارات المتضامنين تتدفق على المنطقة من دون انقطاع، باعثة فيها الحياة.. فالحياة في أم الشمل مبعثها الموت.. موت عياش!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
26
  • **عبدو**

    نسأل الله ان يرحمه و يغفر له و يلهم ذويه الصبر و السلوان قال الله تعالى :{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}

  • benchikh

    ويبقى التقصير الاكبر من قبل الوالدين ,ان كان في الانبوب او في البحر وهذا نقص في التضحيات بلا تضحيات لا تقوم الامم .

  • ملاحظ

    اللهم إجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم أكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد واحشره مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

  • ali ali

    تسائل .... ماذا لو لم يتدخل الشعب و ترك الامر للدولة ماذا ستفعل ؟

  • محمد

    #المجاهد يدرك معنى الوطن
    لم أرى في حياتي .. شخصاً قويا وصابرا ومحتسبا لقضاء الله وقدره مثل المجاهد عيسى محجوبي والد المرحوم عياش. قال أثناء الدفن "هذا إبنكم تودعونه، أشكر كل المعزين بما فيهم السلطات المحلية لتمكنها من الوقوف إلى جانب عائلتي وإنتشال جثة إبني .. حافظوا على الوطن .. حافظوا على رسالة الشهداء " ..

  • شخص

    بعد حادثة عيّاش، اتّضح أن الجزائر كلها عالقة في أنبوب !

  • نور

    إنا لله وإنا إليه راجعون ،اللهم ارحم جميع موتى المسلمين وألهم ذويهم الصبر والسلوان

  • عبده

    رحمه الله

  • جثة

    للاسف كل شيئ سايب في هذه البلاد لا الموضف يقوم بعمله ولا والمراقب يقوم بعمله والكل كسول والبعض ينهب ولا يهمه اي شيئ اخر ... الشعب فاقد الضمير والدولة غائبة والمصير مجهول ...

  • جنوبي

    ياجماعة (لو)
    العياشي رحمه الله كتب له الله ان يموت في تلك اللحظة
    وهذا قضاء وقدر
    ولو ...ولو...ولو...نزل ملك من السماء ماستطاع ان يؤخر اجله او يزيد في عمره
    هو مات ربي يرحمو ونحن ربي يحسن خاتمتنا

  • elgarib

    لو كان أجنبي لسخرت الدولة كل الإمكانيات اللازمة لإنقاض حياته من الدقيقة الأولي و لكن المواطن يحتاجه إلا للإنتخابات

  • سعيد

    عمر
    "والحل كان في إنزال حبل أو شخص ليربط الحبل عليه ويرفعوه." لقد حاولت الحماية المدنية انزال أحد أفرادها و اختاروه نحيفا ليستطيع دخول الماصورة لكنه عندما أراد ربط الحبل حول جسم العياشي (الله يرحمه) لكي يتم سحبه، لم يستطع بسبب ضيق الماسورة على جسم المرحوم. الحماية المدنية قامت بما استطاعت القيام به لكن الأجل يسبق كل شيئ. الله يرحم العياشي و يلهم أهله الصبر و السلوان.

  • بوقرد

    إيه و سمعتوا....نزيدلكم...جدو مجاهد كبير دارولو سدنة المعبد و الكهنة بمال الشعب تعت إشراف بوهيمي فيلما إسمه الوهراني ....و الجنية واسمها حمارة يبهيمة....و جاب طفل بعد طلاقه من الجنية حكمت محكمة الجن و الإنس بحظانة الطفل للجن مما أغضب العياش و دخل في حفرة الحديد....هكذا يزيد التشويق تع إعلام قناة الحمار و الروقال لإلهاء الشعب المحتار......

  • tablati elhor

    رقم 10 فكرتك مليحة لكن ماشي في بير قطره 35 سم و عمق اكثر من 100 م
    اعتقد و الله اعلم كان لابد اولا ابعاد كل الناس ثم تزويد البئر بالاكسجان ثم استعمال الوسائل القوية الحديثة (و لو من الشركات الاجنبية) التي تمتص المرحوم من البئر par aspiration

  • hakim

    قضية العياشي , عمقت الهوة بين الشعب و السلطة في الجزائر , هناط طلاق بائن بينهما , لا الشعب يبادرها الاحترام و لا السلطة تهتم بقضاياه. وصلت الامو الى الالنسداد التام و لا بد من التغيير و نتمنى ان يكون سلميا

  • Akchich de Calgary

    Je me demande pourquoi on n'a pas pensè a' utiliser une echelle a' base de corde ou de chaine des le debut. un volontaire
    ou un agent de protecton civile aurait pu le sauver.

  • عمر

    حفر حفرة ضخمة لم يكن الحل، ربما حفر حفرة موازية ولكن من دون أجهزة تعتبر مستحيلة ومضيعة للوقت، والحل كان في إنزال حبل أو شخص ليربط الحبل عليه ويرفعوه! للأسف الحماية المدنية غير مؤهلة وتفتقد للإمكانيات والوسائل، لأننا في بلد يعتمد على الأجانب وحتى دولة صغيرة مثل قطر صرنا نتوسل إليها لتستثمر عندنا ولدينا نفط وغاز أكثر منها ومساحتنا أكبر بمئات آلاف المرات! عيب يا مسؤولين ببلد العزة والكرامة!

  • *

    رحمك الله

  • زكرياء

    رحمه الله

  • Amine

    Les gens qui tombent dans des puits y en a tous les jours
    Je ne comprends pas toute cette hystérie médiatique
    La protection civile a fait ce qu'elle a pu dans un endroit très difficile et des centaines de gens amassés H24
    Allah Yar7mou

  • إبن بطوطة

    اللهم ارحمه والهم أهله الصبر و السلوان

  • Rachidrachedi

    اظن انه لو تدخلت المؤسسة العسكرية في الايام الاولي لكانت النتيجة مغايرة نظرا للوساءل والمعدات التي تحوز عليها و توفر نظام وقيادة الحفر بدل الاعمال العفوية
    سة

  • LOGIQUE

    اللهم إرحمه وألهم أهله الصبر.
    كنت أتمنى له النجات في الأيام الأولى ثم تمنيت إخراجه ودفنه حتى ترتاح القلوب-
    أرجع وأقول وأنا متأكد %100 أنه كانت هناك حظوظ كبيرة لإنقاذه في اليوم1 او 2 على الأكثر لو كانت هناك دراسة دقيقة وتنفيذ سريع من طرف أخصائيين في الميدان- ولكن هذا قدر الله.
    الوضع الان ليس بالهين, إستخراج المرحوم يتطلب دراسة دقيقة من أخصائين في الميدان ومعدات طبعاً.
    حسب رايي هذه المشكلة لا تحل إلا من وزارة الطاقة (سونطراك)

  • franchise

    - " كان الحاج عيسى محتفظا برباطة جأشه" ....
    لمذا سرقتم العبارة التي إستعملها المغامسي في مدح بن سلمان المنشاري...هل هذا سيشرّف العيّاشي ؟؟!

  • Mouwatan

    Goultalkoum bali almaricain maykhardjouch wantouma atab3ouli fi assolotates almahaliya li ga3dines yassanou ghir kanch akhbar 3ala alkhamisa.

  • Eddine

    Rahimaka. Wa askanaka el jenna
    Ina li allah wa ina ileyhi rajioune
    Amine