-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

واجبنا نحو “قانون قيصر”

واجبنا نحو “قانون قيصر”
ح.م

في غفلة من العالم المنشغل بمحاربة وباء كورونا، تخرج علينا الولايات المتحدة الأمريكية بقانون غريب أطلق عليه “قانون قيصر” نسبة إلى المصوِّر العامل في الجيش السوري الذي وثّـّق الفظائع التي ارتكبها هذا النظام في حق السوريين. هذا القانون، يعطي الرئيس الأمريكي “الحقّ” بفرض عقوبات على الأشخاص الأجانب والكيانات من شركات ودول، إذا قاموا بتوفير دعم مالي أو تقني للنظام، أو تعاقدوا معه أو مع الحكومة السورية أو أي من المؤسسات الرسمية أو الكيانات التي تسيطر عليها الحكومة.

بعد عشر سنوات كاملة من التقتيل والتنكيل والحرب المدمِّرة التي كان الأجانب هم الفاعلون الرئيسيون فيها، سواء من جانب النظام الذي استعان بإيران وروسيا لتثبيت أركانه وإخماد الثورة ضده، أو من جانب المعارضة التي سمحت لنفسها بأن تكون أدواتٍ طيِّعة للقوى الأجنبية لتنفذ أجنداتها.. بعد كل هذا يأتي هذا القانون بحجة حماية المدنيين من بطش النظام السوري!

تابعنا جميعا كيف انهارت الليرة السورية وفقد السوريون ثلث قدرتهم الشرائية خلال أيام فقط، بسبب هذا القانون الجائر، ومن الواضح أن الذي يدفع ثمن هذا القانون هو السوري البسيط في المدن والأرياف الذي لا يستطيع شراء رغيف الخبز وليس بشار الأسد ولا أركان نظامه، وهو بالذات ما حدث مع العقوبات الاقتصادية ضد النظام العراقي في عهد صدام حسين حين قضى مئاتُ الآلاف من الأطفال جوعا.

نص القانون الأمريكي الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب ودخل حيّز التنفيذ قبل أيام، يشير إلى أن الغاية منه هي تحقيق عدة أهداف من أبرزها “حماية المدنيين السوريين من ظلم حكومة الرئيس الأسد وقمعها لمواطنيها وتعديل النظام السياسي القائم حاليا”، لكن هذا التبرير مجرَّد تغطية على الهدف الحقيقي للقانون، وهو الضغط على النظام السوري من أجل التخلّي على روسيا وإيران وحزب الله والارتماء في الحضن الأمريكي ليحظى بالرعاية والحماية كما تفعل أمريكا مع ديكتاتوريات عربية في المنطقة، وهذا ما صرَّح به المبعوثُ الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري الذي قال إن “بلاده قدّمت للأسد طريقة للخروج من هذه الأزمة، وإنه إذا كان مهتمًّا بشعبه فسيقبل العرض”، مشيرا إلى أن انهيار اللّيرة السورية دليلٌ على أنَّ روسيا وإيران لم تعودا قادرتين على تدعيم النظام السوري.

لذلك، فقانون قيصر هو في الواقع مساومة للنّظام السوري للتخلي عن حلفائه والالتحاق بالأنظمة الراعية للمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة، وليس رغبة في حماية المدنيين السوريين، وواجبنا نحوه هو رفض هذه المساومة ومساعدة السوريين على تخطي الأزمة بحل توافقي بعيدا عن الأجندات الأجنبية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • algeriano

    تقول : واجبنا نحوه هو رفض هذه المساومة ومساعدة السوريين على تخطي الأزمة بحل توافقي بعيدا عن الأجندات الأجنبية .... العرب هم من خربوا سوريا وهم من مولوا الارهاب في سوريا وخاصة : السعودية والامارات وقطر...............فكيف تريد لمن خرب سوريا بالأمس أن يقف اليوم الى جانبها .... يقول ابن خلدون : أينما حل العرب حل الخراب. العرب إذا جاعوا سرقوا. و إذا شبعوا فسقوا.

  • TADAZ TABRAZ

    واجبنا نحو “قانون قيصر” .. لا حول لكم ولا قوة فوزن العرب في المعادلات والاستراتيجيات رغم كل ما يملكون من ثروات وأموال وحجم ديموغرافي وموقع استراتيجي.............................أقل بكثير من وزن اسرائيل الدولة المجهرية . فما بالك بدولة بحجم الولايات المتحدة التي لا يتنفس العرب وخاصة عمائم الخليج دون إذنها وبالالي فحتى لو تكلم العرب فصوتهم جعجعة دون طحين

  • زهف الباطل

    يا أخي نحن من واجبنا الحياد لاننا ضعفاء في الميزان الدولي لا تأثير لنا على الاطلاق. سوريا تحكمها اقلية متسلطة, روسيا دخلت سوريا من أجل مصالحها و تجريب أسلحتها الفتاكة على شعب مسكين. ايران دخلت سوريا من اجل تمكين مشروعها الثوري بمليشياتها الطائفية تقتل و تهجر كل مخالف. تركيا من اجل مصالحها و تأمين حدودها. أميركا دخلت بالعقوبات الاقتصادية من أجل مصالحها و عدم تمكين الروس و ايران من الكعكة السورية بالكامل و ان كانت ظاهريا نصرة لضحايا التعديب من قبل نظام الاسد.

  • نحن هنا

    المضطر ليس كالمخير وإذا كان قانون قيصر يرغم الاسد على فك القيد على الشعب فليكن فالشعب ليس له ما يخسره

  • محمد

    مهما كانت رؤيتنا لرئيس أمريكا الحالي ومهما كانت آراؤه المعادية للعرب والمسلمين فإن جرائم الأسد أعظم خزيا بكثير من أفعال غيره.على الشعوب العربية والسوري خاصة أن تتعلم كيف تقاوم وحدها الطغاة الجبابرة ولا تنزلق في أحضان المجرمين من جميع الجهات والاعتماد فقط على طاقاتها الوطنية وتبعد من صفوفها الموالين للخارج وما يغدق عليهم من أموال.لقد فضح ترامب بكلامه الفج كل زعماء العرب الذين بينوا له خساستهم وانحطاطهم يوم زارهم في عقر دارهم فرأى فيهم الفساد المجسد والانحطاط البليغ وخيانتهم لشعوبهم المدجنة بل أغدقوا عليه بالأموال التي هي من حق أبناء طائفتهم.حتى ولو لم يعاقبهم فإن الأموال لا تصل أبدا لأصحابها.

  • سهيل

    وواجبنا نحوه هو رفض هذه المساومة ومساعدة السوريين على تخطي الأزمة بحل توافقي بعيدا عن الأجندات الأجنبية .....
    كيف يمكن ذلك اخي الكريم ؟
    هل حللنا مشاكلنا الداخلية والقليمية القريبة منا كليبيا مثلا حتي نضع ايدينا مع نظام قتل شعبه وشرده في بقاع الارض ...
    قانون قيصر تم وضعه قبل ازمة كورونا واشار اليه اعضاء في الكونغرس الامريكي قبل عام تقريبا و هو لتقليم اظافر ايران في سوريا اما روسيا فهي حليف لامريكا قبل ان تكون منافسا لها في المنطقة و التسوية القادمة ستكون ثلثية بين روسيا وامريكا وفرنسا بحسب اتفاقية سايكس بيكو الاولي مع تعديل في خرطة سوريا التي ستقسم الي دويلات او فدراليات الشرق الاوسط