-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وضع جاهلي

الشروق أونلاين
  • 1119
  • 0
وضع جاهلي

سالم‮ ‬زواوي‮

مع اقتراب الديمقراطيين الأمريكيين من الاستيلاء على القرارات الأساسية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوزهم في الانتخابات الأخيرة، يزداد الوضع تعفنا في العراق وبشكل لم يسبق له مثيل، خاصة خلال الأيام الأخيرة التي تميزت بقرار غلق الجامعات ومؤسسات التعليم العالي إلى أجل غير مسمى – وهو ما لم يحدث حتى في التاريخ -ووصول الأمر إلى حدود اختطاف إطارات وموظفي وزارة التعليم العالي بالمئات في المرة الواحدة، كما حدث أول أمس، وهذا بعد أن تم اغتيال ما يزيد عن ثمانية آلاف عالم وباحث وأستاذ جامعي من خيرة العلماء والباحثين‮ ‬والأساتذة‮ ‬الذين‮ ‬امتلكهم‮ ‬العالم‮ ‬العربي‮ ‬منذ‮ ‬غزو‮ ‬العراق‮ ‬سنة‮ ‬2003‮.‬

لقد اغتيل أغلب هؤلاء من طرف عناصر الموساد الإسرائيلي الذي أصبح يملأ المناطق الحساسة في العراق ويتخذ من منطقة كردستان العراقية قاعدة خلفية له ومن المافيا الكردية حماية من أي إحراج أو عراقيل أو افتضاح أمام الرأي العام العالمي.

واليوم في ظل تفاقم التعفن واشتداد وطأة الانقسامات والانشقاقات العرقية والطائفية وتصاعد عمليات القتل بالجملة التي تمارسها قوات الاحتلال الأمريكي في حق مختلف فئات الشعب العراقي مع صعود الديمقراطيين الأمريكيين ومطالبة بعضهم بجدولة الانسحاب العسكري من العراق خلال سنة على أبعد تقدير، تدخل إسرائيل على الخط وبصورة سافرة هذه المرة لتعارض هذا الانسحاب المزعوم بدعوى أنه يخلي الأجواء لإيران وطموحاتها في العراق والمنطقة، وهو، كما يقول المسؤولون الإسرائيليون، ما يشكل خطرا مباشرا على وجود إسرائيل وكيانها ويفسح المجال لتطبيق‮ ‬ما‮ ‬يسمونه‮ ‬المخطط‮ ‬الإيراني‮ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الدولة‮ ‬العبرية،‮ ‬مسكونة‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬بهوس‮ ‬الدعوة‮ ‬الأمريكية‮ ‬الأخيرة‮ ‬لكل‮ ‬من‮ ‬إيران‮ ‬وسوريا‮ ‬بالاندماج‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬إيجاد‮ ‬حل‮ ‬لإخراج‮ ‬أمريكا‮ ‬من‮ ‬المستنقع‮ ‬العراقي‮.‬

هذا كله يعني أن نسبة كبيرة جدا مما يجري في العراق والمنطقة إنما يجري لصالح الأهداف والمصالح اليهودية الصهيونية والكيان الإسرائيلي ويكشف عما يمكن أن تذهب إليه إسرائيل من جرائم في سبيل ذلك مع دول عربية أخرى، مثل ما تفعل مع الشعب الفلسطيني اليوم، وهو يعني أيضا أن هذه المنطقة العربية والإسلامية لا يمكن أن تتسع لأهلها وللكيان الصهيوني الدخيل عليها في نفس الوقت، وبالتالي لا يمكن أن يكون ثمة بديل عن الحل الذي يقترحه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لهذا الكيان!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!