وفاة أربعة أشخاص وإصابة 13 إثر انزلاق أرضي بوهران

عاشت مدينة وهران، ليلة الجمعة إلى السبت، على وقع كارثة فجعت القلوب جراء حدوث انزلاق الأرضي بحي 570 مسكن بأرض شباط بحي الصنوبر “بلانتار”، الذي أدى لانهيار خمسة منازل، وخلّف، كحصيلة نهائية، وفاة 04 أشخاص من عائلة واحدة هم الأم 43 سنة، والبنت 17 سنة (مقبلة على إجراء امتحان الباكالوريا) وطفلة 5 سنوات، وطفل 7 سنوات، وحسب شهود عيان بعين المكان، فإن الوالد وعند بداية الانزلاق، هرع لجلب سيارته، واصطحاب عائلته لمغادرة المكان، إلا أنه عند عودته، وجد عائلته تحت الركام.
الانزلاق الأرضي أدى كذلك إلى إصابة 13 شخصا بجروح مختلفة، تتراوح أعمارهم بين 12 سنة و75 سنة، تم إسعافهم ونقلهم إلى المستشفى، وخضع اثنان منهم لعمليات جراحية، انتهت إحداها ببتر ساق أحدهما، في حين أن باقي المصابين حالتهم مستقرة ولا تدعو إلى القلق.

“اعتقدنا أن زلزالا ضرب المنطقة”
السيد عبد القادر، (52 سنة)، من سكان هذا الحي قال لـ”الشروق”، إن سكان هذا الحي هم من أقدم سكان وهران، وبعض العائلات استقرت به منذ سنة 1937، وبالتالي، فإنه ليس حيّا فوضويا، بل هو من أعرق أحياء “الباهية”، لكن أغلب سكناته مهترئة ومهدّدة بالانهيار، وأضاف أنه قبيل منتصف الليل، شعروا باهتزاز الأرض، وظنوا أنه زلزالا ضرب وهران، وأسرعوا إلى الهروب لكن بعض الذين كانوا نياما، سقطت عليهم بناياتهم الهشة، ومنهم أفراد العائلة المنكوبة، وذكّر بالمناسبة، بالانزلاق الأرضي الذي شهده حي الصنوبر في بداية تسعينيات القرن الماضي، وأدى إلى وفاة 13 شخصا، وإصابة العشرات بجروح، وتدمير العديد من السكنات، بالإضافة إلى انهيار عشرات المساكن والعمارات القديمة بكل من حي الصنوبر وحي سيدي الهواري، في السنوات الماضية، بسبب قدمها واهترائها الأمر الذي يستوجب التحرك بسرعة لتفادي تكرّر مثل هذه الحوادث، عبر تكثيف عمليات إعادة الإسكان وتسريعها، وتخصيص برنامج استعجالي لحيي الصنوبر وسيدي الهواري، لترميم بناياتهما، وهدم التي توشك على الانهيار.
“ب.هواري”، أحد قاطني الحي، أفادنا بأنه بمجرد حدوث الانزلاق الأرضي، هبّ الجميع لنجدة المصابين، ونقلهم بسياراتهم إلى المستشفى، ولحسن الحظ، فإن تدخل الحماية المدنية لم يتأخر وإلا لكانت حصيلة الضحايا مرتفعة.
أمام هول الكارثة التي حلّت بحي الصنوبر، جنّدت مديرية الحماية المدنية كل إمكاناتها لمواجهة تداعيات حادث الانزلاق الأرضي، حيث تدخلت في حدود الساعة 00سا 05د بأربع شاحنات إنقاذ، وخمس سيارات إسعاف، وفرقة التدخل والدعم الأولي، وفرقة البحث والتدخل في الأماكن الوعرة، والفرقة السينوتقنية، بالإضافة إلى ما يفوق 150 عون تدخل بمختلف الرتب، وقد أشرف على عمليات التدخل، الإنقاذ والإسعاف، المدير الولائي للحماية المدنية بعين المكان.

وفد وزاري يحل بالولاية
لم تمض إلا سويعات على كارثة حي الصنوبر، حتى حلّ وفد وزاري هام صبيحة الأحد بوهران، بأمر من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للاطمئنان على صحة المصابين في الحادث والإطلاع على ظروف التكفل بهم، وتقديم واجب العزاء لعائلات الضحايا، وضمّ الوفد كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، مرفوقين بالمدير العام للأمن الوطني، علي بداوي، والمدير العام للحماية المدنية، بوعلام بوغلاف.
وقد توجّه الوفد إلى حي الصنوبر لمعاينة آثار هذه الكارثة، كما توجّه إلى مصلحة الاستعجالات الطبية للمركز الاستشفائي الجامعي “الدكتور بن زرجب” بوهران للاطمئنان على صحة المصابين، وصرح وزير الداخلية، في تصريح لوسائل الإعلام، أن زيارة الوفد جاءت بأمر من رئيس الجمهورية، الذي يولي عناية كبيرة للمواطنين في كل أنحاء البلاد، وأنه بالإضافة إلى مهمة الاطمئنان على حالة المصابين وظروف التكفل بهم، وتقديم واجب العزاء لعائلات الضحايا، فإن المهمة الأساسية هي اتخاذ الإجراءات المناسبة حتى لا تتكرّر هذه المأساة.

قرار بإعادة إسكان المتضررين
وأعلن بأن القرار قد اتخذ لترحيل السكان المهدّدة سكناتهم بالانهيار، مساء الأحد، إلى سكنات جديدة، بالتنسيق مع والي وهران ووزير السكن، كما أكد أن وزيرة التضامن ستتكفل بتوفير الاحتياجات الضرورية للمرحّلين، وهذا تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دائما بأن الدولة تهب دائما للتكفل بمواطنيها ومؤازرتهم ولتحسين وضعهم، وإشعارهم بأن الدولة مع المواطن ولا يمكن أن تغفل عن الوقوف معه، وجدّد الوزير موقف السلطات العليا القاضي باتخاذ إجراءات استباقية لتفادي وقوع مثل هذه الكوارث، وإبعاد الأخطار المحدقة بالمواطنين، سواء تعلق الأمر بالبنايات الهشة أو تلك المبنية على ضفاف الأودية، أو غيرها من الأخطار الأخرى.

رئيس الجمهورية يعزي عائلة الضحايا
تقدّم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأحد، بخالص التعازي وعميق المواساة إلى عائلة الضحايا الأربعة الذين وافتهم المنية في حادث انزلاق للتربة، جرف خمس سكنات هشة بولاية وهران. وكتب رئيس الجمهورية عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي: “بتأثر وحزن عميقين، نعزي أنفسنا وعائلة الضحايا الأربعة الذين قضوا، إثر انزلاق للتربة، جرف خمس سكنات هشة بوهران”. وأضاف رئيس الجمهورية: “وبهذا المصاب الجلل، أتضرع إلى الله، عزّ وجل، أن يتغمدهم بواسع رحمته ويجود بالشفاء العاجل على كل المصابين. (إنا لله وإنا إليه راجعون)”.