المدرب الوطني السابق محي الدين خالف في ذمة الله

توفي، الثلاثاء، المدرب الوطني الأسبق، محي الدين خالف، بالجزائر العاصمة، عن عمر ناهز 80 سنة، بحسب ما أكده شقيقه عبد الحق، على أن يوارى الثرى الأربعاء بمقبرة العالية بعد صلاة الظهر.
فقدت الأسرة الكروية الجزائرية واحدا من أبرز الوجوه التي صنعت التميز وطنيا وإقليميا وقاريا، ويتعلق الأمر بالمدرب الوطني السابق، محي الدين خالف، الذي وافته المنية، صبيحة أمس الثلاثاء، في مسكنه بالعاصمة عن عمر ناهز 80 سنة، إثر صراع مع المرض.
وقد رحل محي الدين خالف عن هذا العالم وسط موجة من الحزن في الشارع الكروي الجزائري، الذي لا يزال يذكر الأمجاد التي صنعها مع المنتخب الوطني وشبيبة القبائل الذي يعد النادي الوحيد الذي عمل معه في الجزائر، ناهيك عن تجربته الناجحة في التدريب خارج الوطن، وكذلك التحليل الرياضي مع عدة قنوات تلفزيونية معروفة.
ساد الشارع الرياضي الكثير من الحزن، إثر وفاة المدرب محي الدين خالف، الذي يعد واحدا من صناع أمجاد الكرة الجزائرية، ما جعله يترك بصمة واضحة في ذاكرة الجزائريين، بفضل نجاحاته الهامة مع المنتخب الوطني وشبيبة القبائل، وهو الأمر الذي مكنه من تحقيق عدة إنجازات وتتويجات تزين مسيرته مع مهنة التدريب التي شغلها في فترة مبكرة من عمره، وذلك مباشرة بعد اعتزاله الميادين كلاعب سبعينيات القرن الماضي، مفضلا تسخير خبرته موازاة مع تكوينه الجامعي ومشواره كلاعب مع عدة أندية مغربية وجزائرية، إذ إن البداية كانت نهاية الخمسينيات مع شبان النادي القنيطري، ليرتقي إلى صنف الأكابر لذات النادي موسم 60-61، قبل أن يخوض مسيرة دامت 6 مواسم مع اتحاد الخميسات، ليقرر العودة إلى أرض الوطن من بوابة شبيبة القبائل (68-70) ثم نصر حسين داي (70-71) ثم العودة مجددا إلى الشبيبة (71-74) التي اعتزل معها ميادين الكرة كلاعب بعد أن نال معها لقب البطولة كلاعب ومدرب موسم 72-73، ليفكر بشكل جاد في شق مساره مع التدريب، ما مكنه من صنع التميز في هذا الجانب بفضل مؤهلاته العلمية والفنية، وكذلك شخصيته القوية التي جعلته يحرص على الانضباط في المجموعة، وهو الأمر الذي جعله يشكل ثنائيا منسجما لسنوات طويلة (11 سنة) مع المدرب البولوني زيفوتكو في العارضة الفنية لشبيبة القبائل، ما سمح لنسور الكناري بالتألق وطنيا وقاريا، بدليل التتويج بكأسي إفريقيا للأندية البطلة عام 1981، وكذلك الكأس الإفريقية الممتازة، موازاة مع عدة تتويجات محلية مع الشبيبة كان للمدرب خالف بصمته فيها، منها 8 بطولات وطنية، وكأس الجمهورية في مناسبتين (1977 و1986)، وهي إنجازات تعد ثمرة 11 سنة كاملة قضاها خالف مع فريقه المحبوب، منذ السبعينيات، وطيلة سنوات الثمانينيات، التي ختمها بلقب البطولة نسخة 90. ليحول الوجهة بعدها إلى خارج الوطن، بعدما أشرف على نادي العين الإماراتي، وبعد ذلك انتقل إلى الدوري المغربي، مشرفا على اتحاد طنجة ومولودية وجدة، كما عمل في بطولات عربية أخرى، مثل الدوري التونسي، وأشرف على النجم الساحلي، لكنه كان دوما في خدمة شبيبة القبائل كلما طلبت خدماته، بدليل مساهمته في التتويج بلقب كأس الكاف نسخة 2000 رفقة سنجاق.
وإذا كان خالف محي الدين يعد المدرب الأكثر تتويجا على صعيد الأندية، فقد كانت له بصمته أيضا مع المنتخب الوطني، الذي أشرف عليه في عدة مناسبات، وحقق معه عدة إنجازات قارية ودولية مهمة، من ذلك التأهل إلى أولمبياد موسكو 1980، وتنشيط نهائي كأس أمم إفريقيا في دورة لاغوس 80 ضد منتخب نيجيريا، إضافة إلى قيادته المنتخب الوطني في نهائيات مونديال 82 بإسبانيا، رفقة المدير الفني رشيد مخلوفي، حيث لا تزال هذه النسخة مرجعا في تاريخ الكرة الجزائرية والعربية، بعد أن فاز رفقاء بلومي على المنتخب الألماني بهدفين مقابل هدف واحد، إضافة إلى المؤامرة التي حيكت لحرمان الجزائر من التأهل إلى الدور الثاني، من طرف ألمانيا والنمسا، وهذا، رغم تحقيق المنتخب الوطني فوزين في دور المجموعات. كما قاد المنتخب الوطني في نسخة 84 من “الكان” واحتل المرتبة الثالثة، بعدما ضيع فرصة التأهل إلى النهائي ضد الكاميرون، بسبب ركلات الترجيح.
وعلاوة عن التألق اللافت للفقيد خالف محي الدين مع المنتخب الوطني وشبيبة القبائل التي تعد النادي الجزائري الوحيد الذي أشرف عليه في البطولة الوطنية، فقد كانت لخالف محي الدين تجارب مهمة في التدريب خارج الوطن، منها الدوري المغربي في تسعينيات القرن الماضي، كما مارس التحليل الرياضي مع عدة قنوات عربية معروفة. وكان واحدا من الذين واكبوا ملحمة أم درمان تحليلا، خريف 2009، وأشاد حينها بدور زميله سعدان وزملاء عنتر يحيى بشكل عام.