-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

..ولا الخبّ يخدعني!

جمال لعلامي
  • 2579
  • 0
..ولا الخبّ يخدعني!

انهيار أو انكسار أو”انتحار” نفق جبل الوحش بقسنطينة، على محور الطريق السيار، يستدعي التوقف ودقّ ناقوس الخطر، حتى لا تتكرّر المهزلة وحتى لا يتحوّل”مشروع القرن” إلى”فضيحة القرن”، وحتى يتمّ الخروج من هذا النفق بأقلّ الخسائر والأضرار!

تـُرى: من يتحمل المسؤولية؟: الوزارة، الشركة المنجزة، آليات الرقابة، الوالي، المسؤولين السابقين أم اللاحقين؟، ولماذا ينهار هكذا أو تنكشف عيوب مقطع أو نفق مصنـّف في خانة “مشروع القرن” الذي التهم ملايير الدولارات؟ ثمّ هل يكفي تشكيل خلية متابعة أو تحقيق؟

عندما تمّ تدشين نفق بوزڤزة قبل نحو السنة، عن طريق رائعة “يحياو ولاد بلادي” للحاج رابح درياسة، لم يُخف بعض المتخوّفين مخاوفهم من أن تكون “هاذي البداية ومازال مازال”، وبالفعل، فإن التدشين سرعان ما تخللته عمليات صيانة متأخرة أو مبكرة أو بأثر رجعي، رسمت علامات استفهام وتعجب، مثلما ثار الشك نتيجة تحوّل مقطع البويرة من الطريق السيّار إلى”مقصلة” لاصطياد الأرواح الأبرياء!

والآن..تنكشف الخديعة بنفق جبل الوحش، والحمد لله أنها كانت بلا ضحايا، لكن أين ستتوقف آلة التحقيق والحساب والعقاب؟ ولماذا كلّ هذا الغشّ والتدليس في المشاريع العمومية الكبرى؟ وأين بإمكاننا أن نتخلـّص نهائيا ولو تدريجيا من شركات محلية وأخرى أجنبية أصبحت تتنافس على النصب والاحتيال ومصّ أموال الجزائر بالمخادعة؟

قال لي أحد المخضرمين: المخادعون الجزائريون علـّموا نظرائهم الأجانب، طرق الخداع و”الهفّ”، وبدل أن يُراقبوهم ويبلـّغون عنهم، فضلوا اقتسام “الغنيمة” معهم تحت الطاولة وخارج القانون والأخلاق!

آه وآه وآه..على هذا الغشّ و”النشّ” وعمليات “الحشّ” التي تستهدف المشاريع الكبرى في الجزائر، ويبدو أن”كارتل” مشكل من محليين وأجانب أصبح يتفنـّن في إنجاز مشاريع مخدوعة و”ناقصة عمر”، لكن أين المراقبة يا عباد الله، وأين نحن من المقولة الشهيرة: “لست بالخبّ ولا الخبُّ يخدعني؟”

من غير المعقول، أن نتحوّل هكذا إلى”ضيعة” أو مرتع أو”مغارة لعلي بابا واللصوص الأربعين”، ولا من المقبول أيضا أن يعتقد أجانب بسبب تورط محليين معهم، أنـّنا “وكالة من غير بوّاب”، تتيح لهم فرصة النهب والنصب والكذب، وبطبيعة الحال فإن الخزينة العمومية “تخلـّص” من جيوب الجزائريين!

الخوف، كلّ الخوف، أن”الوحش” الذي فضح نفق جبل الوحش، سيزحف باتجاه مقاطع أخرى من الطريق السيّار، فيُصدم الجزائريون لهول التضخيم الذي شيّد به المشروع ومشاريع شعبية أخرى..وما خفي كان أعظم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!