-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وماذا عن تجريم أذناب الاستعمار؟!

قادة بن عمار
  • 2409
  • 26
وماذا عن تجريم أذناب الاستعمار؟!
ح.م

تصريح وزير المجاهدين بخصوص المضيّ في إصدار قانون لتجريم الاستعمار الفرنسي وربطه زمنيا، وتقنيا، بانتهاء لجنة خبراء تم تكليفها قبل سنتين بإحصاء تلك الجرائم، لا يدلُّ على أن القانون سيصدر قريبا، بل نخشى أنه مجرّد ضجيج إعلامي أو جعجعة بلا طحين تشبه جعجعة أحد النواب قبل عشر سنوات حين مرَّر مقترحَ القانون ذاته على زملائه قبل أن ينتهي به الأمر مقبورا في أدراج المكاتب!

الطيِّب زيتوني قال إن “السادة الخبراء وبعد سنتين من تكليفهم لم يستطيعوا إحصاء كل تلك الجرائم”! رغم علم الجميع أن المسألة لا ترتبط بالعدد ولا بالإحصاء الرقمي، وإنما لها علاقة مباشرة بالمغزى السياسي والتاريخي من العملية، ذلك أن جريمة واحدة كتلك التي وقعت في الثامن ماي 1945 كفيلة بفضح قبح المستعمِر الفرنسي وبشاعته ومدى إجرامه.

لكن، وللأمانة أيضا، فإنَّ المسألة لا ترتبط بشخص الطيِّب زيتوني وحده، وإن كان أوَّل وزير للمجاهدين يزور باريس في عهد بوتفليقة من دون جدوى أو نتيجة، وهي تتجاوزه بقدر ما تتجاوز البرلمان أيضا، إذ قال رئيس هذه الهيئة، سليمان شنين “إن مسألة تجريم الاستعمار لا تعني النواب وحدهم، بل تعني جهاتٍ أخرى عديدة..”، وكلام شنين يحتاج هنا إلى تدقيق؛ فتجريم فرنسا لا يعني أيضا النواب، كل النواب، بدليل أنّ من قدّم عريضة لإصدار القانون، بلغ عددهم نحو 120 نائبا فقط في مجلس يضم 462 عضوا!

مسألة تجريم الاستعمار يجب أن تبقى مطلبا جزائريا بحتا، ويجب أن لا تستعمله قوى خارجية للمناورة، والكلام هنا عن تركيا التي تناقلت تصريحات وزير المجاهدين الطيب زيتوني في الأيام الماضية بكثير من الاهتمام والحماس الزائدين، ليس حبا في الجزائر وإنما كرها لفرنسا التي تتنازع معها مسألة التدخُّل في ليبيا والعضوية داخل الاتحاد الأوروبي منذ سنوات.

ما يلفت الانتباه أيضا، أن الأشقاء في تونس، ورغم توفرهم على برلمان يبدو أكثر “شرعية وثورية” من برلماننا، سواء بعناصره الإسلامية أو اليسارية أو حتى العلمانية، فشلوا منذ أيام في تمرير لائحة مشابهة لتجريم الاستعمار الفرنسي، وزيارة الرئيس قيس سعيد لباريس قبل أيام، لاقت الكثير من النقد الداخلي بما يدلُّ على أن سقف الطموحات الشعبية سيظلُّ أكبر بكثير من احتمال أيِّ زعيم سياسي ولو كان اسمه قيس!

أما فيما يتعلق بالجزائر، فالكلام الذي قاله الرئيس تبون عن وجود “ودّ خاص” للرئيس ماكرون ورغبة شخصية لدى هذا الأخير ببناء علاقات جيدة “لولا اللوبيات وبعض القوى التي ترفض ذلك”، يذكِّرنا بالتصريحات التي أطلقها ماكرون حين كان مترشحا لقصر الإليزي، وقال فيها إنه يريد الاعتراف بالاستعمار وجرائمه، لكن “العين بصيرة واليد قصيرة”.. فبمجرّد انتخابه، واجهته عاصفةٌ من النقد الشديد والحروب السرية والمعلنة، ما اضطره للتراجع عن نيّته.. أو تأجيلها، لا نعرف!

المسألة ليست سهلة، وقد تحصل الجزائر على تعويضات حقا، أو تفتكُّ بعض الاعتراف بعددٍ قليل من الجرائم، لكن ذلك لن يكون مرفَقا باعتذار رسمي، المسألة معقدة جدا كما قلنا، لكن يبقى أنّ التجريم سيظلّ مرتبطا بالداخل أكثر من الخارج، فلا يصحّ التغني بالوطنية والاستقلالية، والقيم النوفمبرية، ونحن لا نستطيع إدانة المستعمِر عن أفعاله القبيحة، تماما مثلما لا يصحُّ إدانة فرنسا وتجريمها، فيما لا يزال بيننا من يمجِّدها، ويتحدث لغتها، وينشر فكرها، ويتباهى بسياستها… فإن لم نستطع تجريم الاستعمار حتى الآن، فلنجرِّم أذنابه على الأقل!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
26
  • محمد التنسي

    كلامك يااخ قادة موزون وحقيقي وخاصة ختامه ،فما دام اذناب فرنسا بيننا ويدافعون بكل شراسة عنها وعن افكارها فكيف لنا ان نجرم فرنسا هيهات هيهات لما ترجون .فما زالت ادارتنا تفرض علينا الفرنسية في وثائق بسيطة جدا يمكن لطالب المتوسط ترجمتها ،وما زالت بعض القنوات تحبذ من يتحدث الفرنسية ،وما زال بعض مسؤولينا لايروق لهم الا الحديث بلغة فافا وهؤلاء كلهم مهزومون نفسيا ،نرجو الله ان يصلح حالنا باناس صالحين مخلصين لهذا الشعب وهذا البلد .

  • Ezzine

    إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال خربت بلاد الهنود الحمر، وطاردت شعوبها حتى الانقراض وتعمل اليوم جاهدة في دور التعليم لزراعة في اذهان اجيالها المتعاقبة مصادرة بلد بالكامل… وتبرير حروبها العدوانية على غيرها باسم الحضارة في العالم، فماذا تقول ويجب ان تفعل بلد كالجزائر وغيرها… كافحت من أجل تحرير نفسها من نير الاستعمار أليس من واجبها أن تحمي مستقبلها ومصير اجيالها تربويا حتى لا تقع مرة ثانية في مصيدة الإستدمار باسم الحضارة او غيرها من المصطلحات الخداعة.

  • Ezzine

    الأهم من المهم ألا تدفن جماجم هؤلاء المقاومون في ارض الوطن وبعد ذلك سيتم نسيانهم ولن نتذكرهم إلا نظريا في المناسبات مثل باقي الشهداء … لنمتدحهم ونقيمو لهم مأدوبات الغداء وحفلات العشاء… وبعدها كأن لم يكن شيء مذكورا …وهل سوف يترك دائما أولئك الذين يستغلون أرواحهم "بالزرنة والبندير" من أجل المادة ويفعلون ما يشاؤون. إذا استمر هذا الوضع فلن يتم تجريم الاستعمار ولا حتى أذنابه" الطويلة".

  • Ezzine

    الا يجب غرس عمليا في اذهان طلابنا وجميع شبابنا نضال هؤلاء الأبطال عبر التاريخ…. وفق برامج تعليمية مستدامة جزائرية محضة…. لكي تحصنهم ضد اطماع المتربصين بالجزائر وخيراتها حتى يحافظوا ويدافعوا على وديعة شهداء الجزائر الأبرار الذين ضحو بالغالي والنفيس من أجل ان تعيش الجزائر حرة مستقلة ذات سيادة. من هذا الباب سوف تضطر " فرنسا الاستعمار" على الاعتذار.

  • maxim

    معظم التعليقات بالسالب أظن يا قادة عليك بتنظيف صفحتك من أذناب فرنسا قبل الحديث عن التجريم الإستعمار

  • الوهراني

    لا عليك سي قادة بن عمّار، كمختصين في دراسة أرشيف ماوراء البحار و الله يمكن كشف أذناب فرنسا من خلال تتبع أرشيف فرنسا ، فرنسا دونت كل شيء، كل صغيرة و كبيرة، و الله يمكنك كشف كل شيء

  • بيان الفاتح من نوفمبر

    كتب في البيان الذي احفظه عن قلب لاخره و بالحرف الواحد
    جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم الاختيار بين جنسيتهم الأصلية و يعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي هذه الحالة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات.

  • جزائري حر

    اليوم هناك من يرفض منصب الوزارة مقابل الحفاظ على الجنسية الفرنسية وتتكلمون عن الوطنية ووووو . كفاكم استغبال للشعب الضعيف والبسيط. لقد عم النفاق، تسبون فرنسا بكل الاوصاف ولكن تحبونها كثيرا. وما فعله سمير شعابنة الا تأكيد الواقع.

  • محمد☪Mohamed

    لكي نخرج من دوامة تدهور وركود لازم رأي Direct

  • نائب ةمتقاعد اجرته الشهرية 25 ملي

    كلام للاستهلاك المحلي وللمحافظة عن مناصبهم والامتيازات الكثير ة التي يتحصلون عليها كان عليهم تجريم من يتعامل مع فرنسا حاليا ويتكلم ويستعمل لغتها لا يستطيعون تجريمها او تحريمها لانهم منه وهي منهم خلاطي يتخدون ذلك مطية للبقاء في مناصبهم لنفرض ان فرنسا اعتذرت ماذا بعد ذلك لا شيء طبعا بركاونا من التمسخير والكذب والنفاق منكم من يملك الجنسية الفرنسية وله غقارات هناك ...لا احد يصدفكم

  • كلمة انصاف

    ما اكثر المثبطين المنهزمين و مرضى النفوس فيك يا وطني. الله يصلح الاحوال.

  • جزائري.

    فإن لم نستطع تجريم الاستعمار حتى الآن، فلنجرِّم أذنابه على الأقل!
    مسيرة ألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى... فهذه هي الخطوة الاولى فإن لم نستطع كشف عملاء فرنسا وكشف مدى خيانتهم لأمانة الشهداء فلا مجال للتحدث عن اعتراف فرنسا بجرائمها في حق الجزائر والجزائريين.

  • ابن الجبل

    لا يتم تجريم الاستعمار على ما اقترفه من جرائم ، ولا تجريم أذنابه ، الا اذا عاد الشهداء من قبورهم !.

  • قل الحق

    ياو ديرو احصائيات لمنح الحركى التي تصب عبر البنوك الجزائرية و تتصرف في السكوار امام اعين الناس فقط، اذناب الاستعمار راهم طاي طاي في البلاد.

  • كمال

    بدون لف ولا دوران يا سيادة الوزير الطيب زيتوني الشعب الجزائري يطالب فرنسا بالاعتراف والاعتذار رسميا عن جرائمها ضد الانسانية بالجزائر خلال الاحتلال الذي دام 132 سنة من الارهاب والاجرام الممنهج والنازية والفاشية .
    علي فرنسا ان تعترف بالابادة الجماعيةوالتطهير العرقي ضد شعب اعزل الذي جري بالجزائر مدة 132 سنة
    الشعب الجزائري ينتظر

  • يوبا الاول

    المؤرخين الجزائرييين لا يقومون بعملهم لانهم خونة اتباع فرنسا -ابنائهم وبناتهم يدرسون ويعيشون بفرنسا -
    اقول للمؤرخين الجزائريين انه بين سنة 1830 و1870 استشهد 6 ملايين جزائري علي ايدي جنرالات فرنسا النازيون المجرمون الارهابيون
    وقد احصيي بانجمين ستورا المؤرخ الفرنسي للاسف الشديد عدد شهداء الجزائر من 1830م اللي غاية 1962م حوالي 15 مليون شهيد -خلال 132 سنة من القتل الممنهج والتجهيل والترهيب والتشريد -
    انا كجزائري اقول بان فرنسا الفاشية قتلت من اخواننا الجزائريين ابان الاحتلال حوالي 25 مليون جزائري بدم بارد
    علي مؤرخينا ان يبحثوا في ارشيف الجزائر بمدينة نانت وايكس اون بروفانس سيجدون الدليل

  • maxim

    من يستطيع أن يتكلم عن قانون تجريم إستعمار يجب أولاً أن يجرم تعتيم إعلامي لأن بدون حرية إعلام لا نستطيع كشف من هم أذناب فرنسا الذين يدافعون عنها سراً وهم فى الدواليب الدولة وهذا بكشف أملاكهم فى فرنسا وحاملين جنسيتها

  • جزائر العجائب

    تجريم الاستعمار هو حلم يراود الجزائريين منذ عقود وسيرودهم لعقود أخرى لكن المؤكد أنه حلم لا أكثر ولا أقل

  • جزائري حر

    أهاه! هاي فرنسا ما تشتيش

  • احمد رقان

    موضوع الساعة والدقيقة والثانية في الجزائر يجب احداث ثورة في هذا الموضوع في جميع الجرائد والصحف الخاصة والوطنية حتى نرجع بصيص امل للشهداء الجزائر . كما يجب وضع مادة بالدستور تجريم التحدث وكتابة لغة المستعمر في الوتائق الادارية والرسمية. تحيا الجزائر وارحم الشهداء.

  • عبد الحكيم 07

    وجوب التوقيع على قانون تجريم الاستعمار الفرنسي اصبح اكبر من ضرورة للاسباب الآتية: 1-) 132 سنة من الاستعمار الفرنسي بالجزائر الموصوف بالاستدمار و ما نجم عنه من مجازر جماعية و تنكيل بالشعب و عمليات التفقير و التجهيل و فرض الثقافة الفرنسية و نهب ثرواتنا و استغلال شعبنا و عمليات الارض المحروقة و التعذيب الجسدي و النفسي شهد ببحدة هذا الاجرام العالم و العدو قبل الصديق 2-) سبقتنا كثير من الدول المُستَعمِرَة (بكسر الميم الثانية) بالاعتراف بجرائمها مع تعويض الدول المُستعمَرة ( بفتح الميم الثانية) مثل ايطاليا التي اعترفت بجرائمها نحو ليبيا 3-) تورط العصابة القابعة في السجن و بوتفليقة بعمالتها مع

  • TABTAB

    تجريم الاستعمار في الجزلائر مهمة أكثر من مستحيلة لأنها ببساطة ستكون عواقبها وخيمة ولنفس الأسباب أيضا أجهضت المحاولة التونسية لتجريمه قبل أيام

  • Smaine H. D

    كما قال المرحوم مالك بن نبي هناك قابلية للاستعمار و قابلية للاحتلال فاليابان مثلت احتلت و لم تستعمر اما نحن فاحتللنا و استعمرنا.

  • جزائري

    و نحن بصدد الحديث عن مناقشة مسوّدة الدستور فلعلّك أخي قادة توافقني الرأي في ضرورة ادراج مادة فيه تنصّ على تجريم الحديث بلغة فافا من قبل أي مسؤول في الدولة الجزائرية وهو يخاطب المواطنين أو وسائل الاعلام .

  • الحاج بونيف

    لا فض فوك قادة بن عمار .. حياك الله.

  • جزائري حر

    عند الحق وسنعتمد على أشباه البرلمانيين لإنجاز هدا العمل