ياسمينة خضراء: نحن نعيش في أكثر الأزمنة مرضا وعبثية وخطورة

تساءل الكاتب ياسمينة خضراء في خطابه الذي ألقاه بمناسبة استلام جائزة “بيبي كارفالو”، من يد عمدة مدينة برشلونة، مساء أمس الخميس، 13 فيفري، عن الواقع الذي يعيشه العالم مؤخرا وتصاعد انتهاكات حقوق الأفراد والشعوب.

خضراء في كلمته، أوضح أن الاحتفاء ليس بشخصه هو ككاتب، بل بالكتاب قائلا: “اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يأتي الكتاب ليسائلنا: ماذا أصبحنا؟ وماذا فعلنا بتعاليمه؟ ولماذا بتنا نتخلى عن إرادتنا الحرة، لنغرق في بحر الأخبار الزائفة والخطابات التحريضية والكراهية العمياء؟”.

وأضاف محمد مولسهول، الاسم الحقيقي للكاتب، أنه لم يسبق للإنسانية وأن انحدرت إلى هذا المستوى كما هو الحال اليوم، كمن يهرول نحو هلاكه.

ليتساءل: ” كيف لا نشعر بالانحطاط حين تُمنع حتى مشاعر الاستنكار في بلاد الديمقراطية، وحين لا تهتز ضمائرنا أمام أبشع الجرائم وأفظع أشكال الظلم؟ كيف لا نخجل من أنفسنا عندما تهدد كوارث الأرواح والعهود، والعنصرية والتطرف، وجرائم الإبادة الجماعية وانهيار الدول، وغرق المهاجرين، وحكم الحمقى وسطوة الطغاة، توازن العالم ومستقبل أبنائنا والأجيال القادمة؟”

الروائي، وبمناسبة استلامه “جائزة بيبي كارفالو” نظير أعماله الأدبية الروائية، قال: “في هذه اللحظة التي نمنح فيها جائزة لكاتب، دعونا نفكر في شعب فلسطين الذي يُسلب وطنه، وفي كل المجتمعات التي تُوصم، وفي العائلات المقتلعة من جذورها، والتي تُلقى كما لو أنها طاعون في دروب المنافي والتيه.”

ليضيف الكاتب: “نحن نعيش في أكثر الأزمنة مرضًا، وأكثرها عبثية وخطورة.”

ليتابع: “دون أن نشعر، نحن ندخل في نظام عالمي جديد كقطعان تُساق إلى المذبح، نظام يرفع راية التفوق العرقي ويؤسس لبرتوكول الإنكار: العيش بلا أخلاق ولا محرمات، بلا ضمير ولا ندم.”

الكاتب الجزائري ياسمينة خضراء يفوز بهذه الجائزة الأدبية في إسبانيا

وتستضيف مدينة برشلونة الإسبانية “مهرجان الرواية السوداء برشلونة” والذي يستمر من 10 إلى 16 فيفري، والذي يعرف إضافة إلى تتويج الكاتب الجزائري خضراء، عرض لفيلم “الهجوم” للمخرج زياد دويري، المقتبس من أحد أعمال الكاتب الروائية.

ومنذ إطلاقها عام 2006، حصل على جائزة جائزة “بيبي كارفالو”، 19 كاتبا من أوروبا وأمريكا وأمريكا الجنوبية، ليكون الكاتب الجزائري ياسمينة خضراء أول كاتب من إفريقيا والعالم العربي يفوز بها.