-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يسقط صهاينة العرب أولا!

حسان زهار
  • 1190
  • 4
يسقط صهاينة العرب أولا!
ح.م

صفقة القرن التي لم تُبق سوى 15 بالمائة من فلسطين التاريخية، ليست وليدة اليوم، إنها قصة خيانة طويلة.

يقول صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، أن صفقة القرن التي أعلنها الرئيس ترامب، ليست وليدة إعلان 27 جانفي 2020، ولا هي من بنات أفكار جاريد كوشنر، ولا ديسون غريبلانت، إنما هي بالضبط وحرفيا، الوثيقة التي عرضها نتنياهو على الفلسطينيين في 2012، وقد تم رفضها في حينه.

اليوم، يتحدث محمود عباس في قمة وزراء الخارجية العرب، أن اليهودي جاريد كوشنر صهر ترامب، هو من هندس الصفقة، وأن ترامب باركها وهو لا يعلم عنها شيئا.

وسواء كان عريقات هو على حق أو محمود عباس، فإن اليهود لا يلعبون أبدا، نتنياهو الذي كتبها أو جاريد كوشنر لا يهم، فالأكيد أن وراءهما الصهيونية العالمية التي تحرك خيوط اللعبة كما تشاء، وهي اليوم تلعب بالإنجيليين الصهاينة في أمريكا، الذين يسيطرون على الحكم والقرار الأمريكي، وتلعب بالصهاينة العرب أيضا، كما يلعب الأطفال بالدمى.

قبل كل ذلك، كانت نكبة 1948 وهزيمة 1967، اللتان شكلتا خلاصة الخيانة والغرور العربيين، بداية مسلسل التهويد الذي تجسد شبرا بشبر في الأرض الفلسطينية المقدسة، أمام أعين الحكام العرب، بعد تغلغل اليهود في مفاصل الامبراطورية العثمانية في ايامها الأخيرة حتى أسقطوها، وقبل أن ينتقلوا إلى قصور أغلب الحكام العرب، بعد أن هندسوا اتفاقيات سايكس بيكو، ووضعوا خطة إنشاء “الدولة اليهودية الخالصة”.

كانت هزيمة 1967، وبعدها ثغرة الديفرسوار في حرب 1973، التي قادت أكبر بلد عربي، كما تقاد الخراف الى “اسطبل داوود”، نهاية عملية لحلم الجماهير العربية في استرجاع فلسطين التاريخية من النهر الى البحر، وبالتالي سقوط خيار البندقية، والدخول في لعبة المفاوضات والتسويات وما بات يسمى الآن بالحلول السلمية ومعناها الحرفي هو “الحلول الاستسلامية”.

كان اتفاق أوسلو 1993 بين فتح و”إسرائيل” بداية الكارثة، فقد اعتقد الفلسطينيون ومن خلفهم العرب، أن رفع علم فلسطين في الضفة وغزة، وتشكيل كتائب من الشرطة الفلسطينية هو بداية لاسترجاع الحقوق المسلوبة، لكنهم اكتشفوا مع الراحل ياسر عرفات أنهم كانوا واهمين، عندما عرضت أمريكا في زمن كلينتون قبل عشرين سنة، صفقة “كامب ديفيد” الثانية.

وقتها رفض عرفات أن يتنازل عن القدس على الرغم من العرض الأمريكي الذي كان يتحدث عن السيادة فوق القدس للفلسطينيين وسيادة تحت الأرض لليهود، ومعها كامل الضفة الغربية بما فيها الأغوار وغزة.

اليوم يجرؤ ترامب ونتنياهو على طرح ما يسمونه “صفقة القرن” على محمود عباس، بما يمثل حوالي نصف ما عرضه كلينتون وباراك على عرفات قبل 20 سنة؟

المشكلة بالطبع، ليست في نتنياهو ولا في ترامب ولا كوشنر ولا في اليهود أصلا، فهؤلاء أعداء واضحون وهم يعلنون ذلك صباح مساء، إنما هي في بعض الوجوه المسماة عربية زورا وبهتانا، من السفراء الذين حضروا اعلان الصفقة وهم يضحكون.. وفي عواصم العار التي بادرت الى تثمين “الصفقة” والدعوة إلى دراستها.

المشكلة ليست في الصهاينة، فهم صهاينة منذ أن خلقوا، إنما هي في “الصهاينة العرب”، الذين كنا نعتقد أنهم عرب ومن أبناء جلدتنا، وإذا بهم متنكرين في أزياء عربية، ويتحدثون فقط العربية، بينما أهواءهم كلها يهودية، وقد باركوا الصفقة وأعربوا عن استعدادهم لتمويلها بـ50 مليار دولار، بأوامر أمريكية لإغراء الفلسطينيين بقبولها.
لقد اتضح أن وعد بلفور لم يكن وعدا بريطانيا فقط كما كنا نظن، ولا هو وعد بريطاني أمريكي كما اعترف بذلك محمود عباس في القاهرة، إنما هو وعد بريطاني أمريكي عربي مشترك، أيدته حكومات سايكس بيكو التي صنعتها بريطانيا في مخابر الصهيونية، الفرق الوحيد أنها كانت تمارس طوال العقود الماضية التقية مع شعوبها المغلوبة على أمرها، قبل ان تزيح اللثام اليوم عن وجهها القبيح.
وعليه، فقد انكشف اليوم كل شيء، ولعل من حسنات هذه الصفقة الملعونة أنها عرت الخونة وكشفت سوءاتهم للجميع، ما يجعل خيار العودة للبندقية، هو الخيار الوحيد المتاح، لتسقط معها سلطة أوسلو، ولعبة المفاوضات، ونغمة الحلول السلمية..
ليسقط أولا صهاينة العرب، قبل أن نأمل في سقوط صهاينة تل أبيب وواشنطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • برواقي

    يسقط صهاينة العرب أولا!
    الصهيونية هي حركة سياسية يهودية، ظهرت في أواخر القرن 19ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين .. و في المقابل الصهيونية العربية وجدت منذ 15 قرنا في حيث دعت عرب الحجاز الى غزو العالم القديم ... أي ظهرت للوجود قبل الصهيونية العبرية

  • ammar

    التهويد سببـــه العرب وأحفادهــم
    التعريب سببـــــه العرب وأحفادهـــــم
    لزهار والقائمين على التعريب من العرب والصهايـــنة أخطــــر

  • عبدو

    هل نسى عريفات نفسه مشاركته و لسنوات مع فريق تحت حكم ياسر عرفات وقعوا بعده اتفاقيه اوسلو ؟ ألم يتنازلوا حينها عن نصف الضفه الغربيه ؟

  • alilao

    وكل من سار على دربهم أو استعان بهم أو سكت عن جرائمهم.