-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يطوفون حول أولادهم كالحوامة.. هل أنت من صنف الآباء الهليكوبتر؟

ليلى حفيظ
  • 1665
  • 0
يطوفون حول أولادهم كالحوامة.. هل أنت من صنف الآباء الهليكوبتر؟

نهتم ونتدخل جميعنا في شؤون أبنائنا، ونحشر أنوفنا في ما لا يعنينا من خصوصياتهم، وهذا بنية حسنة وهي الاطمئنان على استقامة سلوكهم وصحة خطواتهم في الحياة.

ولكن، أحيانا تكون الحدود الفاصلة بين الرذيلة والفضيلة رفيعة جدا للدرجة التي قد لا نكاد نراها لنتوقف عندها.

فنُفرط في مطاردة أولادنا والاستقصاء والاستخبار حول ما يفعلونه فنغدو من صنف الآباء الهليكوبتر. فما المقصود بهذا المصطلح؟ وماهي انعكاساته على سلامة ومستقبل أبنائنا؟

آباء كالحوامة

الآباء الهليكوبتر helicopter parent هو مصطلح يطلق لوصف آباء ذوي أبوة وأمومة مفرطتين، أي الذين يمنحون اهتماما شديدا لتجارب ومشكلات أولادهم وخاصة الدراسية منها.

فيطوفون ويحومون حولهم بصفة مستمرة لحل جميع ما قد يصادفهم من مشاكل وعقبات. ولقد ظهر هذا المصطلح لأول مرة في كتاب between parent and teenger في عام 1969، من خلال شهادة عفوية لمراهق راح يشكو تطفل وتدخل والدته في كل شؤونه قائلا: “أمي تحوم حولي طوال الوقت مثل الهليكوبتر.” لينتشر هذا المصطلح شيئا فشيئا حتى صار متعارفا عليه على نطاق واسع واعتمدته الكلية الأمريكية لمسؤولي الرعاية الصحية.

هل أنتم آباء من صنف الهليكوبتر؟

يتواجد الآباء الهليكوبتر بشكل زائد عن الحد في حياة أولادهم. الأمر الذي يحرم هؤلاء الأبناء من خوض تجارب حياتية مهمة لصقل شخصياتهم ومواهبهم. ولأننا جميعا نتدخل في شؤون أولادنا، فقد تتساءلون إن تعديتم حدودكم وأصبحتم آباء من ذلك الصنف. ولإدراك ذلك وضع المختصون مجموعة مؤشرات تنبهكم لذلك:

– تتدخل دائما في مشاكل ومعارك ابنك مع أصدقائه وخصومه وتحاول خوضها وحلها نيابة عنه.

-تتصرف وكأنك مدير أعمال لابنك، فتحدد وترسم له معظم جداول حياته.

-غالبا ما تقوم بحل واجباته المدرسية بدلا عنه، حرصا على تفوقه أو لتخفيف ضغط البرنامج الدراسي عليه.

– كما تعمل كذلك على اختيار أصدقائه وزملائه في المدرسة أو الجامعة والعمل.

-وتحشر أنفك حتى في ألعاب أولادك وتدريباتهم الرياضية وتتدخل في خيارات وقرارات مدربهم. وتحاول توجيهه لما يخدم مصلحتهم من وجهة نظرك.

شخصيات هشة عديمة الثقة بالنفس

وهذا الافراط في التواجد بحياة أولادنا، بحسب طبيب الأطفال بوالصلصال عز الدين، خاطئ، ويضر أكثر مما ينفع، لأن تربية طفل مسؤول تستوجب ترك بعض المسؤوليات له من عمر مبكر وتعويده على الاعتماد على نفسه.

أما في حال العكس وكان الوالدين أو أحدهما من نوع الهليكوبتر فإن الطفل سيُحرم من فرصة اختبار مواقف الفشل والنجاح ومن خوض مغامرات وخبرات حياتية مختلفة ومتنوعة، مما يمنعه من صقل شخصيته، وهذا ما قد يزعزع ثقته في نفسه، لأن الحماية الزائدة لطفلك تعطيه انطباعا بأنك لا تثق به وبقدرته على حماية نفسه أو تسيير أموره لوحده، مما يُضعف ثقته وتقديره لذاته.

كما أثبتت الدراسات أن الإفراط في الأمومة والأبوة يرتبط بمستويات أعلى من قلق الأطفال والاكتئاب. لهذا، هناك حدود فاصلة وهامش حرية تفرضها كل مرحلة عمرية لأولادنا، لابد من تركهم ينعمون بها ليتعلموا ويصقلوا شخصياتهم ويبنوا ويرتبوا حياتهم.

دراسات حديثة مناقضة

ولكن الغريب في الموضوع، أن دراسات حديثة ظهرت لتفند وتنقض كل ما سبق وذكرناه، أي لتؤكد أن أسلوب الوالدين الهليكوبتر يعطي أفضل النتائج والفرص لنجاح الأبناء.

فبحسب ما جاء في كتاب الحب والمال والأبوة، فإن أساليب الأبوة والأمومة الهليكوبتر، تجلب منافع تغير حياة الأطفال للأحسن وخاصة على صعيد الإنجاز الأكاديمي، حيث تبين أن أساليب الآباء الهليكوبتر تؤدي إلى نتائج تحصيل علمي أكاديمي أعلى، ما يشير لتفوق هذا الأسلوب التربوي على أسلوب الأبوة المتساهلة والمهملة.

وعلى كل حال، وبعيدا عن الدراسات التي أنجزت على مجتمعات غير إسلامية، فإن ديننا الحنيف حث كل راع أن يكون مسؤولا عن رعيته. لهذا علينا أن نهتم بأولادنا دون إفراط أو تفريط.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!