-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تصريحات‭ ‬أويحيى‭ ‬المنتقدة‭ ‬لأردوغان‭ ‬تهز‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬

‭‬تركيا‭ ‬اعتذرت‭ ‬عام‭ ‬1986‭ ‬عن‭ ‬تصويتها‭ ‬ضد‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر

الشروق أونلاين
  • 38503
  • 0
‭‬تركيا‭ ‬اعتذرت‭ ‬عام‭ ‬1986‭ ‬عن‭ ‬تصويتها‭ ‬ضد‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر

كشف الدبلوماسي ووزير الاعلام الأسبق، عبد العزيز رحابي، أن الحكومة التركية قدمت اعتذارا كتابيا للجزائر، بسبب تصويتها ضد استقلال الجزائر إبان الثورة التحريرية، وهي المعلومة التي لم تتسرب بالرغم من مرور ربع قرن على الحادثة.

وقال سفير الجزائر السابق بإسبانيا: “ما يجب أن يعلمه الجزائريون هو أن الحكومة التركية قدمت اعتذارا رسميا موقعا من طرف الوزير الأول التركي العام 1986، آنذاك، وذلك على خلفية وقوف أنقرة ضد لائحة أممية تطالب فرنسا الاعتراف باستقلال الجزائر”، وأوضح رحابي أن “الاعتذار‭ ‬التركي‭ ‬نقله‭ ‬مبعوث‭ ‬رسمي‭ ‬وتسلمه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق،‭ ‬الشاذلي‭ ‬بن‭ ‬جديد‮”‬‭.‬‭ ‬
وكان الوزير الأول أحمد أويحيى، قد اعتبر تصويت تركيا ضد استقلال الجزائر، واحدة من النقاط التي كانت وراء انتقاده الوزير الأول التركي، رجب الطيب أردوغان، ودعوته إياه إلى “عدم المتاجرة بدماء ومآسي الجزائريين”. ومما قاله أردوغان بهذا الخصوص إن “على فرنسا الاعتذار‭ ‬للجزائريين‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬بحقهم‭ ‬طيلة‭ ‬132‭ ‬سنة،‭ ‬قبل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬جرائم‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬بحق‭ ‬الأرمن‮”‬‭.
ولم تمر تصريحات الوزير الأول دون أن تخلف استهجانا لدى الطبقة السياسية، التي قرأت في كلام أويحيى، انحيازا “غير مبرر” للجانب الفرنسي، الذي استباح رموز الجزائر ورفض الاعتذار، على حساب تركيا الدولة التي تربطها بالجزائر معاهدة صداقة، وأواصر أخوة قديمة تعود إلى أزيد‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬قرون.
وكانت أشد المواقف استنكارا لما صدر عن أويحيى، تلك التي صرح بها رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، الذي قال في تصريح لـ الشروق: “بصراحة.. هذه تصريحات غير مسؤولة.. وأنا هنا أتكلم عن المنصب الذي يتقلده صاحب هذا التصريح، وليس عن الشخص، السيد أحمد أويحيى‮”‬‭.
وأكد تواتي أن تركيا دولة صديقة ولا يصح التعامل معها بهذا الأسلوب والطريقة، وقال: “ليس من حق الوزير الأول أن يطعن في دولة صديقة للجزائر تريد مساعدتها في استرجاع ذاكرتها بعدما تخلت السلطة.. بصراحة إنه موقف لا يعبر عن طموحات الشعب الجزائري”.
وتابع تواتي: “هذه التصريحات تعيدنا إلى مقترح قانون تجريم الاستعمار، المجمد على مستوى المجلس الشعبي الوطني، والذي تحول إلى قضية. وهنا أجد نفسي مضطرا للتساؤل مرة أخرى: ما السبب الذي كان وراء إحجام الوزير الأول عن إعادة بعث المشروع من جديد؟” مضيفا: “هل هذا كان‭ ‬استجابة‭ ‬لمطلب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي،‭ ‬وأين‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬ذلك‭..‬؟‮ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬المتضرر‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬فرنسا‭ ‬الاستعمارية‭ ‬أن‭ ‬يطالب‭ ‬بالاعتذار‭ ‬والتعويض‮”‬‭.
من جهتها، عبرت حركة مجتمع السلم عن رفضها لتصريحات أويحيى، وقال نائب رئيسها عبد الرزاق مقري: “هذا التصريح يدل على اتجاه إيديولوجي وثقافي تابع للثقافة الاستعمارية، ومضاد لكل ما له علاقة بالاتجاه الحضاري العربي الإسلامي”، وتابع مقري: “إن أويحيى بهذا التصريح قد أظهر توجهه الحقيقي الذي يتنافى مع توجهات عموم الشعب الجزائري”، متسائلا إن كان أويحيى يجهل أو يتجاهل بأن المنهج التربوي الذي لقن للتلاميذ في المدارس، جاء فيه أن الشعب الجزائري هو من استنجد بالعثمانيين لطرد المستعمر الإسباني.
ولم يختلف موقف حركة النهضة عن سابقيها، حيث اعتبرت تصريح الوزير الأول بمثابة “سقطة تضاف إلى السقطات السابقة للسلطة، والتي كان من بينها قبر مقترح مشروع قانون تجريم الاستعمار”، وقالت الحركة على لسان مكلفها بالإعلام، محمد حديبي، إن “الوزير الأول لم يهضم فضح أردوغان‭ ‬لعورة‭ ‬الحكومة‭ ‬بسبب‭ ‬وقوفها‭ ‬ضد‭ ‬تجريم‭ ‬الاستعمار‮”‬‭. ‬
كما عبرت جبهة التغيير الوطني لرئيسها عبد المجيد مناصرة، عن امتعاضها من تصريحات أويحيى، وقال ناطقها الرسمي، أحمد الدان، إن تصريح أويحيى لا يعبر عن موقف عموم الجزائريين، بل يعبر عن فئة قليلة ومحدودة، مشيرا إلى أن مصلحة الجزائر ليس مع فرنسا بالتأكيد، وما كان يجب‭ ‬أن‭ ‬يدركه‭ ‬الوزير‭ ‬الأول،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬المتحدث‭. ‬
وردا على هذه الانتقادات، قال الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، إن “أويحيى سئل عن تصريحات الوزير الأول التركي فرد عليها، وأعتقد أنه لم يسأل عن فرنسا ولو سئل لكان قد رد عليها أيضا”، غير أنه وللأمانة، يوجد التسجيل الصوتي للندوة الصحفية،‭ ‬بحوزة‭ ‬الشروق‭ ‬وفيه‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬اعتذار‭ ‬فرنسا‭ ‬عن‭ ‬جرائمها‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬لكن‭ ‬الإجابة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بذات‭ ‬الحدة‭. ‬
ولم يقف إلى جانب أويحيى غير رمز الأسرة الثورية، حزب جبهة التحرير الوطني، الذي صرح على لسان قاسة عيسي بأن “الجزائر ليست بحاجة إلى وصاية من أحد”، لكنه رحب بما وصفه “التضامن البعيد عن الحسابات التكتيكية”، وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه أيضا الدبلوماسي عبد العزيز‭ ‬رحابي‭ ‬قائلا‭: ‬‮”‬تصريحات‭ ‬أردوغان‭ ‬فيها‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬التوظيف‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لآلام‭ ‬الجزائريين‭ ‬لتزامنه‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭ ‬الأرمنية،‭ ‬وهذا‭ ‬مرفوض‮”‬‭. ‬

  ‬الإصلاح‭ ‬: أويحيى‭ ‬قدم‭ ‬خدمة‭ ‬جليلة‭ ‬لساركوزي

 انتقدت‭ ‬حركة‭ ‬الاصلاح‭ ‬الوطني‭ ‬تصريحات‭ ‬الوزير‭ ‬الأول،‭ ‬أحمد‭ ‬أويحيى،‭ ‬التي‭ ‬انتقد‭ ‬فيها‭ ‬هجوم‭ ‬الوزير‭ ‬الأول‭ ‬التركي،‭ ‬رجب‭ ‬الطيب‭ ‬أردوغان،‭ ‬على‭ ‬فرنسا‭ ‬ومطالبتها‭ ‬بـ‭ ‬‮”‬غسل‭ ‬عارها‭ ‬في‭ ‬الجزائر‮”‬‭.‬

وقال‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬تلقت‭ ‬الشروق‭ ‬نسخة‭ ‬منه،‭ ‬إن‭ ‬مهاجمة‭ ‬أويحيى‭ ‬لأردوغان‭ ‬‮”‬هي‭ ‬خدمة‭ ‬لساركوزي‭ ‬الذي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬بين‭ ‬تركيا‭ ‬وأرمينيا،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتهمه‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬بأنه‭ ‬يتاجر‭ ‬بدماء‭ ‬الأرمنيين‮”‬‭.‬

واضاف البيان: “لم يقبل أويحيى بدفاع زعيم تركيا الشهم عن الشعب الجزائري، ولعل هذا مصدره حساسية أويحيى من كل ما هو مشرقي”، مشيرا إلى أن “أويحيى ذهب بعيدا في رفع الحرج عن فرنسا ذات الماضي الإجرامي العريق في الجزائر”. واستنكر البيان تحريف أويحيى للتاريخ واعتباره‭ ‬مساعدة‭ ‬العثمانيين‭ ‬للشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬‮”‬استعمار‮”‬،‭ ‬ومما‭ ‬جاء‭ ‬فيه‮:‬‭ ‬‮”‬لقد‭ ‬أظهر‭ ‬أويحيى‭ ‬تتلمذه‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬أيدي‭ ‬المؤرخين‭ ‬الجزائريين‮”‬‭. ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!