-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لاعتبارات تكون أغلبها مادية

آباء يشجعون النجاح في لعب الكرة على حساب النجاح الدراسي

صالح عزوز
  • 1121
  • 0
آباء يشجعون النجاح في لعب الكرة على حساب النجاح الدراسي
بريشة: فاتح بارة

أصبحت الرياضة، وخاصة كرة القدم، الاختيار الأفضل عند الشباب، بل نجد بعض الآباء يشجعون نجاح الابن في كرة القدم، أو في الرياضة بوجه عام، على حساب نجاحه في الدراسة.. وهذا ما لم يكن سابقا، فقد كان النجاح الدراسي هو الحقل الأفضل للتنافس بين التلاميذ والطلاب، وكان المتعلم ذو الشهادات مفخرة للأهل والأقارب، لكن اليوم تدحرجت هذه المكانة، سواء أحببنا أم كرهنا، لعدة اعتبارات تكون أغلبها مادية، فحين تجد متخرجا من الجامعة عاطلا عن العمل، أو يعمل في غير مجال دراسته بثمن بخس، وتجد في المقابل الرياضي يتقاضى الملايين تدرك هذا..

إن هذا التغير في طلب النجاح في ميدان دون غيره، في مجتمعنا، يرجع إلى عدة أسباب واقعية، لا يمكن أن يختلف اثنان فيها، لأن كل واحد منا يريد الحصول على منصب يضمن له العيش الكريم، وهذا مطلب كل فرد في المجتمع. لذا، تجد أن الشباب حتى وإن كانوا مهتمين بالدراسة والتعلم، إلا أن أغلبهم كان يود لو أنه لاعب كرة قدم أو متمكن في ميدان من الرياضات.. وهذا لما يتقاضاه أغلب من يمارس هذه النشاطات الرياضية، وبالأخص كرة القدم، لذا أصبح هذا الميدان يسيل لعاب الكثير من الآباء، فتجدهم حريصين جدا على نجاح الأبناء في إتقان اللعب، ويوفرون لهم كل الأسباب المادية والمعنوية لهذا.

كل المهن تتطلب شهادة إلا الكرة

المعروف، أن سوق طلب الشغل يتطلب خبرة مهنية أو مستوى دراسيا معينا ومناسبا، يمكن الشخص من الحصول على منصب العمل الذي تقدم إليه، إلا في كرة القدم، أو الرياضة بكل أنواعها، فالطلب بسيط، وهو قدرتك على ترقيص رجليك أو يديك رقصا جميلا لا غير.. لهذا، أصبح ميدانا لكل من هب ودب. والواقع يعكس هذا تماما، حين تجد من يتقاضى مئات الملايين في الشهر في ميدان الكرة، لا يتقن إدارة فن لحديث، في المقابل من له شهادة عالية ميزته عن غيره، ينام على دراهم معدودات لا تسد حاجياته، وتجده يتراوح ما بين التقسيط أو المديونية في شراء مستلزمات حياته، عكس الرياضي المشهور، فهو يدفع “كاش” لشراء السيارات أو قطع الأراضي وغيرها، حتى ولو كان مستواه محدودا جدا، في علاقاته مع الأشخاص، بالرغم من أنه محسوب على المشاهير والمبدعين، بالإضافة إلى أنه يتلقى الترحيب والتهليل، أينما حل، سواء من الأشخاص الذين يحبونه أم الهيئات الرسمية الوطنية والعالمية، فقط لأنه يجيد مداعبة الكرة.

أصبحوا مثالا للنجاح في الحياة…

تحول الرياضي بقدرة قادر إلى مثال حي للنجاح في الحياة، وأصبح يضرب به المثل في كسب المال السريع، لذا تجد أن أغلبنا يود لو يكون هو كذلك، وهذا انطلاقا من اختلاف المعايير في تقييم النجاح عند كل واحد منا، حتى وإن كان أغلبنا يقيس نجاح الشخص بما يحيط به من ماديات، سواء في المركب أم المسكن، أما باقي النجاحات الأخرى، من مستوى دراسي رفيع أو إبداع في مجال ما، فهو مجرد نجاح لا يوفر لقمة العيش، لذا لا نستغرب حين نرى الكثير من الآباء يهرولون إلى تقديم المساعدة للأبناء في ميدان الرياضة، وإهمال الميادين الأخرى.. وهذا للبحث عن الشهرة والمال، ولا نتأسف من استقبال الرياضيين كالأبطال، في حين يمر المخترعون أو الحفظة مرور الكرام ولا يستقبلهم إلا القلة القليلة.

حين اختلفت معايير النجاح في المجتمع، أصبح معيار المادة هو الذي يحدد مدى نجاحنا، وهذا ما يدفع الآباء إلى تشجيع اللعب على الدراسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!