-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إبراهيم سنوسي مطلق عريضة استرجاع رفات المقاومين لـ"الشروق":

آن الأوان للحديث عن مجازر الاستعمار

قادة مزيلة
  • 2278
  • 15
آن الأوان للحديث عن مجازر الاستعمار
الشروق أونلاين

يُعتبر الأستاذ، سنوسي إبراهيم، إحدى الشخصيات التي يُعزى إليها الفضل، في تسليط الضوء على قضية رفات المقاومين، وكان نشاطه هو والباحث فريد بلقاضي على هذا الصعيد، محل إشادة الوزير الأول جراد أول أمس.

وفي هذا الحوار الذي أجرته معه “الشروق” بمسقط رأسه معسكر، يعود سنوسي إلى العريضة التي أطلقها في العام 2016، للمطالبة بإعادة الرفات، وكان لها صدى كبير وقتها، حيث وقع عليها زهاء 300 ألف شخص، غالبيتهم من الفرنسيين، كما يعلق على عملية إعادة الرفات إلى الوطن.

كيف ترسخت لديك فكرة، تبني مطلب استرجاع رفات شهداء الجزائر من فرنسا؟

بحكم تواجدي في فرنسا، أين أعمل في مجال التعليم العالي وانطلاقا من مسؤوليتي كمواطن، أرى أنه بإمكاني المحاولة والسعي والعمل على تحقيق نتيجة في هذا الاتجاه، فقد بادرت إلى إطلاق حملة لجمع التوقيعات على عريضة تطالب السلطات الفرنسية بإرجاع جماجم شهدائنا، المتواجدة بمتاحفها في علب كرتونية بينما نحن الأحق بها في بلدنا من أجل إكرامها بالدفن. وقد انطلقت من حيث انتهى الأستاذ بلقاضي الذي جمع قدرا معينا من التوقيعات.

كم كان عدد التوقيعات ومن هي أبرز الشخصيات الموقعة على العريضة؟

تمكنت من جمع أكثر من 300 ألف توقيع لنخبة من الإعلاميين والمفكرين والعلماء والمثقفين والشخصيات البارزة، غير أن ما حز في نفسي أن أغلب الموقعين فرنسيون، تعاطفوا مع القضية الجزائرية، واعتبروا مطلبنا شرعيا، وكان ضغطهم على سلطات بلدهم له وقعه وتأثيره.

هل كان هناك متعاطفون مع هذه القضية، داخل السلطة الفرنسية وهل استقبلت من قبل مسؤولين فرنسيين؟

نعم ثمة كثير ممن تعاطفوا، سواء من النخبة أم المجتمع المدني أم الرسميين في فرنسا، ومن بينهم مستشار الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي استقبلني وعبر لي عن تمنياته بانتهاء القضية لصالح الجزائر، غير أنه لم يكتب له أن يشهد الحدث المتميز الذي جرى نهاية الأسبوع بسبب إنهاء مهامه من قبل الرئيس، الذي أقاله من منصبه كمستشار له.

تابعت مشاهد عودة رفات شهداء الوطن، وقد كنت الساعي لذلك، ما هو شعورك وأنت ترى الطائرة العسكرية تحط بالمطار وعلى متنها جماجم المقاومين؟

لم يكن أمامي سوى البكاء، وهو طبعا شعور انتاب كل جزائري غيور على وطنه له نخوة الذود عن بلده وعن شهداء ثورته. يتملكك شعور حب الوطن وتغزوك العزة والفخر بالانتماء إليه. الحق أنهم شهداء عند ربهم يرزقون، ووجب الاقتداء بهم والمشي على أثرهم والحفاظ على أمانتهم.

برأيك.. ما هي الخطوة القادمة التي تجب مباشرتها بعد هذا الإنجاز؟

يجب الدخول في مرحلة أخرى من النضال، لا بد من العمل على استرجاع بقية جماجم الجزائريين من فرنسا، فالرقم 24 هو ضئيل جدا مقارنة بآلاف من الجماجم المتواجدة هناك. فالداخل لشبكات الأنترنت يجد أن ثم الآلاف من الجماجم لا تزال في فرنسا، ينبغي استعادتها، ثم إن ثم أمورا أخرى يلزم الحديث عنها، ويتعلق الأمر بالمجازر المرتكبة على يد المستعمر على أرض الجزائر. ومن ذلك أحداث 8 ماي، وكل الجرائم المقترفة.

والتاريخ يذكر حادثة قيام جنود الاستعمار، بربط مجاهدين بمؤخرة سيارة، وسحلهما بسرعة فائقة، قبل أن يقوموا بدفنهما وهما لا يزالان على قيد الحياة، وأتذكر في هذا المقام والدي الشهيد الذي لا نعرف قبره إلى حد الساعة.

شهدنا في السابق محاولات من بعض السياسيين، من أجل سن قانون لتجريم الاستعمار غير أنه لم ير النور ما هو السبب في نظركم؟

كل مبادرة تختلط مع العمل السياسي، يحكم عليها بالفشل مسبقا. ذلك لأن فيها تبادلا للمصالح والمنافع الضيقة، لذلك فإن أي مجهود في هذا الاتجاه تُنتظر من ورائه منفعة، إلا وفشل، خلافا لما تكون المبادرة نابعة من المجتمع المدني.

وما قمت به شخصيا، نابع من كوني من أسرة ثورية وابن شهيد، ومواطن لا يريد سوى عزة بلده وفخر وطنه. وكان مجهودا دعمه جزائريون ونخبة من الفرنسيين، لدرجة أن جمعا من المؤرخين حرروا نصا تاريخيا، ونشروه بجريدة “لوموند” الفرنسية لتعزيز قوة أدلتنا، وهي خطوات لن تتأتى للسياسيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • ramid

    دون ان يصدر قانون لتجريم الاستعمار و طلب الاعتذار رسميا من فرنسا على جرائمها، لا معنى لهذه المناورات و السيناريوهات التي تعتبر ذر الرماد في العيون و إلهاء الشعب عن المطالب الحقيقية.

  • كمال

    لم ترد بعد كل الجماجم لاتزال 500 جمجمة لشهدائنا،فرنسا الحلوفة تلعب بوتر العاطفة مقابل امتيازات.زد على ذلك رفات المنفيين الى سوريا و كاليدونيا

  • جزائر العجائب

    الحديث عن مجازر الاستعمار ووووووو كلام كنت أسمعه سنة 1962 وأسمعه في 2020 وهذا معناه أننا لم نتحرك بعد أي لا نزال نعيش في 1962

  • خالد

    ان الاوان لاستغلال الشرعية الثورية اكثر و اكثر من اجل البقاء في الحكم

  • ابن الجبل

    آن الأوان للحديث عن بناء الجزائر الجديدة .. ولا نبقى ندور في الماضي !!.

  • سعيد

    لماذا آن الأوان اليوم بالذات وليس من قبل ؟ ما الذي منع ذلك في الماضي ؟

  • MASS-ANSEN

    للمعلق يوغرطة : لو وجدت جوائز نوبل للثرثرة لسيطر عليها الجزائريين منذ نشأتها قبل 120 سنة حيث أنه ومنذ 60 سنة ونحن نمتهن هذه الحرفة التي لم تنتج لنا الا الكوارث والسبب أن الدول تبنى بعبقرية الأقلية وليس بثرثرية الأغلبية

  • سماعيل

    بركت ياسي السنوسي ويا سي بلقاضي مجهودكما رائع واتمنى ان تلغى نهائيا وزارة المجاهدين من السلك الوزاري في الجزائر

  • kherfi ahmed

    حنا حياتنا كامل نحرثو في نفس البلاصة ونتبعو في الاستعمار رغم اننا في الاستقلال انساو فرنسا وخدمو وحنا غير نهدرو وخلاص الناس راهم لاحقين المريخ حنا مازال غير فرنسا الكثير من الدول خرجت من الحروب وهي منهكة مثل المانيا ولكن ماعادتش تبع الامور اللي تخليها تحرث في نفس البلاصة وما تطورش حنا عام كامل نفس الحزب ونفس الهدرة ومانتبدلوش ومانتحركوش خاوتي الشهداء ربي يرحمهم وفرنسا اخطيونا من الهدرة عليها دالتنا باه نخدمو ونطلعو البلاد

  • TABTAB

    آن الأوان للحديث عن مجازر الاستعمار... وكأننا لم نتحدث في الماضي والحاضر على هذه المجازر والحقيقة أننا ومنذ أن ولدنا ونحن نتحدث ليل نهار عن هذه المجازر ففي مرحلة الطفولة كان الأجداد يحدثوننا بل كان الكل لا يتحدث الا عن هذه المجازر .. وفي مختلف مراحل التعليم كان الكل يحدثنا عن المجازر بداية بالبواب الى الحارس الى الطباخ الى الأستاذ والمدير .... ثم هرمنا ونحن نتحدث على المجازر في الساحات وفي وسائل الاعلام وفي المقاهي وفي المسيرات وفي مكان العمل وفي المهجر ................ الخ والنتيجة : نتحدث لكي نتحدث

  • حميد

    كل مبادرة تختلط مع العمل السياسي محكوم عليها الفشل

  • Mohamed

    يجب فعل الكثير من الاشياء، من الاولويات في الوقت الحالي نقل المواطينن العالقين في الخارج، رانا مذلولين في بلدان الناس،

  • كفى استحمار

    آن الأوان للحديث عن الصفقات المشبوهة ومشاريع النهب والسرقة التي اعطيت لفرنسا منذ عقود
    اتمنى ان ارى عنوان لمقال مثل هذا

  • SoloDZ

    الحديث عن المجازر يبدأ اولا قبل اي شيء بوصفها كونها ابادات ليس فقط مجازر وجردها الواحدة تلو الاخرى اعدادها واعداد شهداءها ومكانها والطرق الوحشية التي استعملت في اقترافها وكانت اول مجزرة وقعت في حق المدنيين العزل في منطقة المحمدية بالحراش اشهر قليلة بعد الغزو بسبب مقاومة رجالات القبيلة وتسمى قبيلة العوفية ومكانها هو اين شيد جامع الجزائر الاعظم على انقاض دير صليبي بني من طرف المستعمر على انقاض القبيلة التي ابيدت عن بكرة ابيها وكان عدد شهداء هذه الابادة بدم بارد قصفا وحرقا حوالي ستة آلاف بين شيوخ ونساء واطفال هذه مجزرة واحدة فقط ومعلوم ان فرنسا اقترفت آلاف المجازر المماثلة لاحقا في جميع المناطق

  • يوغرطة

    المسؤولية الكبريتقع علي عاتق وزارة المجاهدين وحزب جبهة التحرير الوطني حزب الثورة التحريرية في مطالبة فرنسا النازية الاستدمارية بالاعتراف رسميا عن جرائمها ومجازرها ضد الانسانية -استشهاد اكثر من 15 مليون جزائري - ابان الاحتلال الذي دام 132 سنة من الارهاب والاجرام الممنهج والمخطط له -بدون ان ننسي التطهير العرقي والابادة الجماعية- .
    وعلي فرنسا كذلك الاعتذار رسمييا للشعب الجزائري عن فظائعها واسترجاع كل المسروقات والمنهوبات من اموال وارشيف وغيره
    تحيا الجزائر شعبا وجيشا وحكومة والمجد لشهدائنا الابرار