-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفرنسيون أحرقوا القرى والأهالي عادوا لإعمارها مقابل تجاهل السلطات

آيت رقان بتيزي وزو.. عرش بحجم بلدية عنوانه التهميش والحرمان

آيت رقان بتيزي وزو.. عرش بحجم بلدية عنوانه التهميش والحرمان
ح.م

حين تقتصر الأحلام على أدنى الحقوق وظروف الحياة الكريمة، ويمتد عهد الذل والشقاء من مرحلة ما قبل الثورة لما بعد الاستقلال، يتقاسم فيه الشيوخ والأطفال الصراع من أجل البقاء في طبيعة تحالفت مع تجاهل السلطات، لتفرض عليهم الكفاح المضني صيفا وشتاء، تجد نفسك أمام معاناة مجسدة في كيان مداشر وقرى عرش آيت رقان، التي صنعت الحدث خلال الأسبوع المنصرم بتيزي وزو بعد تشميع سكانها لمقر البلدية بجدار إسمنتي.
بعد محاولات تسييس مشاكل ومطالب سكان آيت رقان وضرب مصداقية لجان القرى الساعية لرفع الغبن عن العائلات المغلوبة على أمرها، والعمل على قبر صرخاتهم المتعالية، انتقلت “الشروق اليومي” إلى العرش الذي تتناثر قراه ومداشره في قلب جبال جرجرة وعلى ارتفاع يزيد عن الـ1300 متر عن سطح البحر، لنقل حقيقة ما تعيشه هذه المنطقة وسط ظروف طبيعية قاسية ومعيشية مزرية، حيث تفتقر إلى أدنى معايير الحياة الكريمة، بدءا من المياه الصالحة للشرب، قنوات الصرف الصحي، الطرقات المهترئة، الصحة المريضة ولا حديث عن الغاز حاليا لأنه لا يزال حلما بعيد المنال… مشاكل لم يكن السكان في حاجة إلى ذكرها، لأن معالم كل واحدة منها تتحدث عن نفسها وتتنافس في التضييق على المواطنين.
إذ لا تزال كل متطلبات الحياة أحلاما موقوفة التنفيذ لأكثر من 4 آلاف نسمة تتقاسم معاناة العيش بآيت رقان التابعة لبلدية اقني قغران بدائرة واضية جنوب ولاية تيزي وزو التي تنقسم إلى 8 قرى كبيرة “ثيغرا، ايت وعدار، ثزكا، ثوريرث، تينسوين، ايت عمارة، ايت ولحاج” إلى جانب مداشر أخرى صغيرة، عادت للوجود بعدما محتها القوات الفرنسية سنة 1957 بقنبلتها، ولإضعاف قوة العرش آنذاك وإبعاد خطره عن وجودها باعتباره إحدى قلاع الثورة وحصونها المنيعة، اهتدت إلى تشتيت الأهالي وترحيلهم إلى محتشدات بكل من واسيف، واضية والبويرة وحشدهم في مواقع لا يزال أغلبيتهم يعانون الأمرين فيها لغاية اليوم، في حين فضل البقية العودة إلى الأرض الأم وبعث الحياة فيها… قبل أن يصطدموا بتجاهل السلطات والتهميش الممارس ضدهم منذ فجر الاستقلال.

حلم الغاز الطبيعي يتبخر بعدما وصلت أنابيبه إلى المنازل

بعد شد وجذب واحتجاجات متواصلة وعقب العاصفة الثلجية لسنة 2012 التي عزلت القرى لأكثر من ثلاثة أشهر، تمكنت المداشر القابعة تحت قساوة الثلوج لعقود عديدة من الحصول على مشروع الغاز الطبيعي، حيث أُسندت مهمة التوصيل وربط السكنات لمؤسستين خاصتين، أنهت إحداهما أشغال الإنجاز بنسبة عالية وتبقت بعض المنازل في مخطط المؤسسة الثانية، إلا أن العائق المطروح لا يكمن في ذلك، حيث تبخر الحلم حين عارض سكان ايث شبلة بواسيف مرور قنوات الغاز الطبيعي وتشغيله لصالح سكان ايت رقان دون أن يضمهم، وللضغط على السلطات قاموا بالمعارضة قصد الإسراع في ربطهم هم الآخرين، إلا أن الرياح سارت عكس ذلك وبقيت القرى جميعها دون غاز لشتاء آخر، دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنا لإنقاذهم من قساوة الطبيعية بتشغيل الغاز الذي قال مسنو المنطقة إنهم سيموتون دون أن يروا الحلم يتحقق، ليبقى عهد الاحتطاب والبحث عن قوارير غاز البوتان ممتدا لأجل غير مسمى، حيث تتكفل النسوة بجمع الحطب طيلة فصل الصيف من الغابات المجاورة للقرى وتخزينه لمختلف الاستعمالات، خصوصا أن الاعتماد على الكهرباء للتدفئة شتاء غير وارد، وأوفر العائلات حظا من تملك احتياطيا كافيا من قوارير الغاز.
الكهرباء بدورها فضلت الانضمام لطابور النقائص، حيث تنقطع مع كل موجة ثلوج أو مطر تمس المنطقة، سواء بسبب الرياح أم تراكم الثلوج عليها، أم ارتفاع نسبة الاستهلاك وعجز المحولات الكهربائية على تلبية حاجيات العائلات التي تغرق في ظلام دامس أغلب الأوقات.

الولادات والمرض ممنوعان شتاء “والمُخالف” قد يدفع حياته ثمنا

صعوبة الوضع في قرى ومداشر آيت رقان لا يدركها إلا من يعيش فيها، فالشتاء لا يتوقف عندهم على حلول البرد والمطر، إنما يحسب له ألف حساب مسبقا ولأشهر معدودة، للثلوج في هذا الفصل الكلمة الأخيرة وعليها تتمحور الحياة، وتزداد وضعية المرضى خطورة، حيث يكون إخراجهم من القرى وإيصالهم إلى أقرب مركز صحي في واضية أو آيت واسيف مهمة جميع الشباب، غير أنها وفي كثير من الأحيان تكون مستحيلة، فالسير وسط العواصف ولعشرات الكيلومترات في الثلوج، غالبا ما يعجز المريض عن تحمله ويموت في الطريق، وإن كُتب له الصمود فإنه يُحمل في الجرافات الموجهة لفتح الطرقات إلى غاية أول مركبة يمكنها السير في الثلوج.
وللحوامل نصيب من المعاناة، حيث تكون الولادات ممنوعة هنا شتاء وعلى “المخالفات”الخروج من القرية قبيل بداية تساقط الثلوج والتوجه لدى أقاربهن خارجها للتمكن من الولادة بسلام، حيث أصبح هذا الأمر معروفا لديهن، بعد وفاة عدة مقبلات على الولادة لدى محاولات إخراجهن باتجاه المستشفيات.
ولا تتوقف معاناة المرضى مع تراكم الثلوج وغلق الطرقات، حيث للتهميش نصيبه من تعميقها، فالخدمات الصحية المتوفرة في المركز الصحي الوحيد المفتوح ظاهرا والمشلول في الواقع لا تزيد عن تغيير الضماد، وهو بقرية تقمونت في موقع بعيد عن أغلبية السكان، في حين بقيت قاعة العلاج الأخرى المستلمة مؤخرا، موصدة الأبواب قبل أن تفتح وعتادها معروض للصدإ، إذ لم يتم استقدام الممرض أو الطبيب الذي يمكنه خدمة المرضى فيها، أما المنشأة الصحية الثالثة، فبقيت هي الأخرى مغلقة بعد استلامها جاهزة، حيث يطالب السكان بتفعيل هذه القاعات لوجودها وسط المداشر وتجنيبهم عناء التنقل على بعد كيلومترات للحصول على أدنى الخدمات الصحية في البلديات والدوائر المجاورة.

الطرقات الموحلة تعزل القرى

لا تتعدى الطرقات في قرى آيت رقان وتلك الرابطة بينها وبين العالم الخارجي، لكونها بساطا ممتدا من الحفر والأوحال، حيث لا تزال ترابية على حالها الطبيعية وتلك الأمتار المعدودة المعبدة في زمن ولّى، تم اقتلاعها بالجرافات المزيلة للثلوج كلما تراكمت عليها، إذ غالبا ما تكون الثلوج المتراكمة أكثر رحمة بمستعملي هذه الطرقات، حيث يصعب بعد إزالتها المرور عبرها مشيا ويستحيل للمركبات عبورها سوى جرافات البلدية إذا ما لم تتوقف إحدى قطع غيارها وأحيلت هي الأخرى على التقاعد، إذ وبالرغم من وجود القرى على الارتفاع الشاهق هذا، فبلدية اقني قغران كلها لا تتوفر إلا على كاسحة ثلوج واحدة وجرافة، تتعطل أكثر مما تعمل.

جرجرة تتدفق بالمياه العذبة وسكانها عطشى على مدار العام

تزداد معاناة العائلات مع غياب أدنى الضروريات، فلكل أساسيات العيش والحياة اليومية قصتها ونصيبها من المتاعب في جلبها بصعوبة بالغة كالحطب الذي تعتمده العائلات للطبخ والتدفئة والمياه التي تغيب في حنفياتهم أكثر من حضورها، ومن المفارقات العجيبة في هذه المنطقة أن تكون أكبر الخزانات الطبيعية للمياه الجوفية تحتها والمنابع تتدفق حولها، إلا أن العطش يلاحقها صيف شتاء، فرغم ربطها بشبكة المياه الصالحة للشرب، إلا أن جلب المياه ولمختلف الاستعمالات يستمر في صنع يوميات النسوة والحنفيات لا تتعدى كونها ديكورا في المنازل.
ومن بين النقائص التي طرحها السكان أيضا، غياب قنوات الصرف الصحي، حيث تسيل المياه القذرة في العراء مهددة الينابيع الطبيعية، ورغم مطالبهم المتكررة بإدراج مشروع خاص بالمنطقة إلا أنه لا حياة لمن تنادي.

مستوى التعليم يتراجع وأساتذة يهجرون المدارس بسبب العزلة

غالبا ما ينقطع التلاميذ عن المدارس طيلة موسم الشتاء، بسبب تراكم الثلوج، حيث يتسبب غلق الطرقات في عدم تمكن الأساتذة والمعلمين من الوصول إلى مقرات عملهم، فإذا تمكن التلميذ من الوصول إلى قسمه مجهدا بعد صراع مرير مع الصقيع والثلوج والأوحال، يجد معلمه غائبا لقدومه من أماكن بعيدة.
خلال تواجدنا بالمنطقة لم نجد في إحدى ابتدائياتها إلا معلمة واحدة لكونها ابنة المنطقة ومقر سكنها غير بعيد عن المؤسسة في حين غاب بقية المعلمين وانقطع التلاميذ عن المدارس إلى أجل غير محدد.
صعوبة الدراسة والتدريس في ايت رقان أثرت سلبا على مستوى التعليم في المنطقة وجعلت التلاميذ ينفرون منه، حيث تراجع بشكل كبير -حسب-ممثلي لجنة القرية الذين رافقونا في زيارتنا عبر مداشرها، وغالبا ما يستسلم أغلبية المدرسين المحولين إليها بعد مدة قصيرة-يضيف- هؤلاء إذ يتوقف تفكيرهم شتاء على طريقة الوصول إلى المدرسة وإمكانية الخروج منها مساء مع تساقط الثلوج، فكلما “عطست” السماء عُزلت ايت رقان التي لا تفارقها الثلوج منذ بداية موسم الشتاء إلى غاية بدايات الصيف أحيانا.
معاناة التعليم في المنطقة التي تتوفر على ثلاث ابتدائيات ومتوسطة واحدة، تزداد مع اهتراء المؤسسات وغياب الإمكانيات فيها، خصوصا في المطاعم المتقاطرة على رؤوس التلاميذ.

مرافق شبابية غائبة والسلطات تزيل ملعب المنطقة بعد “حرثه” بـ500 مليون

المرافق الشبابية والترفيهية لا أثر لها في المنطقة وكـأن السلطات حكمت عليها بمعاناة أبدية، حيث لا تتوفر ايت رقان “سابقا” إلا على ملعب طبيعي هيأه الشباب بطريقتهم وحين قررت السلطات أن تتكرم عليهم وتهيئه أكثر، خصص المجلس الشعبي الولائي خلال العهدة المنقضية 500 مليون سنتيم، إلا أن ما قامت به المؤسسة المشرفة على الأشغال هو “حرث” المعلب المتواجد بقرية ايت ولحاج ومحوه تماما، حيث أصبح مجموعة من الحفر التي يصعب حتى المشي فيها، أما اللعب فيعتبر مغامرة لا تحمد عقباها.
المتاعب والنقائص الصانعة ليوميات شباب ايت رقان، لم تدفعهم لهجر القرية رغم توفر إمكانية ذلك للكثير منهم، حيث نظموا أنفسهم في لجان قرى ومداشر تعمل حاليا على إخراج المنطقة من عزلتها واستثمار الثروات الهائلة التي وهبتهم إياها الطبيعة، فبعيدا عن الحديث في المعاناة والنقائص، تعتبر ايت رقان وبتواجدها في قلب السلسلة الجبلية لجرجرة، من أجمل القرى التي يمكن لعيون الزائر أن تقع عليها، ويعمل هؤلاء على بعث الرياضات الجبلية وإظهار الجانب الجمالي للثلوج التي جعلتها السلطات بتجاهلها نقمة عليهم رغم كونها نعمة يحسدون عليها. وتزيد لحمة هؤلاء خلال فصل الشتاء الذي تتراكم فيه الثلوج لارتفاع قد يصل المترين أو أكثر أحيانا، يحرصون في كل مرة على تشكيل خلية أزمة تسهر على نقل المرضى وتفقد كبار السن والقابعين في نقاط معزولة وبعيدة عن السكنات، حيث تمكنوا من مواجهة المتاعب المترتبة عن الثلوج ومقاومة قساوتها، إلا أنهم اليوم بحاجة ماسة لتدخل السلطات المطالبة وبشكل مستعجل تغيير وجه الشتاء في ايت رقان.

مركز بريدي مغلق وملحق بلدي لاستخراج شهادة الإقامة فقط

المعاناة في ايت رقان مشتركة ولم تنج منها أي فئة، فالمسنون والمتقاعدون يضطرون للتوجه إلى أقرب مركز بريد لا يتواجد سوى على بعد عشرات الكيلومترات كواسيف، واضية وحتى ذراع الميزان لاستخراج نقودهم وكثيرا ما يجدون حوالاتهم البريدية ملقاة على الأرض في اقنى قغران، رغم تواجد مركز بريدي فيها وتم غلقه سنة 2004 لأسباب أمنية حسب السلطات، إلا أن السكان يرفضون ذلك كون المركز متواجد في منطقة آمنة ولم يسبق وتعرض لعملية سرقة أو سطو، مطالبين الجهات المعنية بإعادة فتحه وإنهاء الرحلات المستمرة لكبار السن ناحية المناطق المجاورة.
كما طالبوا بتجهيز الملحقة البلدية التي لا تتجاوز خدماتها بعد عهد الرقمنة، استخراج شهادة الإقامة والمصادقة على الوثائق، حيث لا أجهزة إعلام آلي ولا أنترنت في هيئة رسمية أبقتها السلطات على شاكلة جميع المؤسسات الأخرى في قرية عنوانها التهميش والحرمان.

مسنون يذرفون دموع القهر: حرماننا إهانة للشهداء

من بين المشاهد المؤسفة التي صادفتنا بهذه القرية، علامات الحسرة والقهر البادية على شيوخ ومسني ايت رقان ودموع شيخ تجاوز عقده التاسع “عمي احمد” الذي لم يتمكن من حبس دموعه وهو يتحدث عن تضحيات الأجداد التي كان شاهدا عليها، القرى المنسية اليوم والمتناثرة وسط طبيعة جميلة في ظاهرها وأبت السلطات إلا أن تظهر جانبها القاسي وتبقيه لصيقا بيوميات السكان، كانت من بين المعاقل الحصينة للثوار خلال ثورة التحرير المباركة ومن بين الحصون التي تدك مواقع العدو، لم يجد الجيش الفرنسي من وسيلة أخرى لمواجهة خطر هذا الموقع إلا ترحيل العائلات وحرق القرى عن آخرها بقنبلتها وإشعال النيران سنة 1957.. “لا تزال صور النيران وصراخ الأطفال والنساء محفورة في مخيلتي، احترقت منازلها، أشجارنا وأهالينا ….تم تهجيرنا إلى مناطق مختلفة وعدنا بعد الاستقلال لإعمار أرضنا …لكننا وبعد أكثر من نصف قرن لم نتذوق طعم الاستقلال … حياتي وأنا في الـ91 من عمري لم تختلف عما كنت أعيشه قبل الحرب، خلالها وبعدها… لازلت ورغم كبري أجلب الحطب والماء، لازلت أحلم بمنزل دافئ بغير الحطب وإن كان دخانه أرحم من قلوب قست علينا … أعطينا الثورة 350 شهيد من خيرة أبنائنا، العشرية السوداء غيبت أكثر من عشرين منهم، كل ما يلم بالوطن نكون له بالمرصاد وفي صدارة المضحين، لكننا اليوم لازلنا مواطنين من الدرجة الثانية، إن ألفنا نحن الكبار هذه المعاناة، فما ذنب الصغار والعائلات المعوزة التي لا تملك سوى هذه الأرض لاحتضانها، أحلامنا لا تزال مقتصرة ومحصورة في أدنى الحقوق المشروعة… نحن عطشى في قلب جرجرة، البرد يقتلنا في بلد الغاز.
من جهته، رئيس بلدية اقني قغران “فريد باشيش” قال إن مطالب السكان تتعدى صلاحيات البلدية وهذه الأخيرة لا تملك القدرة ولا الإمكانيات لحل جميع مشاكلهم، لكننا ندعو لفتح باب الحوار والعمل معا على التوصل لحل يرضي جميع الأطراف، وأعدهم بتغيير الوضع خلال عهدتي هذه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • laid

    sortez un peu de la Kabylie et d'Alger et vous allez voir la vraie misère , l'Algérie est vaste , , il y a 48 wilayas , la vous faite la ségrégation et le favoritisme à une région qui a recu tous de l’état , j'ai visité la Kabylie et j ai trouvé le gaz et le goudron dans les sommets des djebels , allez un peu à ain defla , à Naama ? à khenchela