أئمة يعتمدون الترهيب والترغيب في التوعية من كورونا

اختار الجمعة الأئمة في مختلف مساجد الوطن أسلوب الترهيب والترغيب للتوعية من وباء كورونا، في خطبة موحدة دعت إليها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بسبب الانتشار المتزايد والمخيف لعدد الإصابات التي حطمت الرقم القياسي وطنيا، بتخطيها عتبة الألف حالة يوميا، ما يتطلب تكثيف حملات التوعية والتحسيس للحد من هذا الفيروس الذي أتعب العالم وقلب حياة الجزائريين رأسا على عقب..

تعتبر المساجد أفضل الأماكن التي يعول عليها في التوعية والتحسيس، لقدرتها على جمع المواطنين والتأثير فيهم، خاصة في مجتمع مسلم مثل الجزائر، والتي يعتبر فيها الخطاب الديني من العوامل المؤثرة في توجيه الناس والتأثير فيهم، خاصة وأن الجزائر تعيش ظروفا صحية استثنائية تتطلب تسخيرا أمثل لبيوت الله لتعزيز السلوكيات الإيجابية للمواطنين وحثهم على تفادي السلبيات، وفي هذا الإطار كانت المساجد حاضرة أمس في خطبة جمعة موحدة استغلها الأئمة للتوعية والتحسيس ضد مخاطر فيروس كورونا وتعزيز ثقافة الوقاية والحماية لدى المصلين الذين يعتبرون بشهادة الكثير من الأئمة أكثر المواطنين التزاما بالبروتوكولات الصحية، ما جعل المساجد تصنف كأفضل الأماكن التي تحترم فيها إجراءات الوقاية، وهذا ما أراد الأئمة أمس أن يعززوه في المجتمع، بحثهم عمار المساجد بأن يكونوا قدوة في الوقاية وتوعية المواطنين بضرورة اتخاذ جميع التدابير الصحية لتفادي الإصابة بفيروس كوفيد 19 الذي أتعب الناس وقلب حياتهم رأسا على عقب..

وكانت الشروق أمس حاضرة في خطبة الجمعة وبالتحديد في مسجد البساتين في بئر خادم، أين اختار الإمام أسلوب الترغيب والترهيب في توعية المواطنين، مؤكدا أن أغلب الأئمة يعتمدون هذا الأسلوب لما له من أثر على نفوس الناس، وهو الأسلوب الذي اختاره الله في قرآنه الكريم، حيث رغب المؤمنين بالجنة وتوعد الكفار بالنار.

وفي هذا الإطار، استهل إمام مسجد البساتين السيد نبيل عبد الله خطبته بحث المصلين على ضرورة التقيد بإجراءات الوقاية في كل مكان، خاصة بعد التزامهم الرائع في المساجد، وأكد أن الإسلام يشجع على أعمال النظافة والطهارة والحفاظ على الصحة والنفس التي تعتبر أحد مقاصد الشريعة الإسلامية والتي سبّقها الشرع على الحفاظ على الدين، واستشهد الإمام بالآية الكريمة “”أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعا”.، وشدد الإمام على المصلين بضرورة الانخراط في حملات التوعية والتحسيس والتضامن لحماية المجتمع من هذا البلاء الذي قهر العباد والبلاد، وحذر المتحدث من مخاطر التهاون ونشر العدوى، معتبرا أن هذا الأمر محرم شرعا، وقد نهى الله عنه في القرآن بقوله “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، مؤكدا أن الذي ينشر العدوى بتهاونه يعتبر آثما ومتسببا في قتل الناس وتوعده القرآن بعذاب أليم، وأضاف الإمام أن عائلات بأكملها أبيدت بهذا الفيروس الذي يتطلب منا جميعا التعاون والتناصح للنجاة منه.

ومن جهته، أكد رئيس المجلس العلمي المستقل للأئمة السيد جمال غول أن المساجد حاليا تعتبر من أفضل المنابر التي يمكن أن تستغل في التحسيس والوقاية من فيروس كورونا، وذلك لما أثبتته من وعي كبير وتمسك المصلين بالبرتوكول الصحي المعتمد في بيوت الله، والحمد لله لم تسجل المساجد لحد الساعة ولا حادثة لنشر الفيروس – يضيف السيد جمال غول – الذي أكد أن الأئمة منذ إعادة فتح ابواب المساجد وهم يوعون المصلين ويحثونهم على نشر ثقافة الوقاية في المجتمع والتي تبقى السبيل الوحيد للتقليل من الإصابات..