-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حين غابت رقابة الآباء على أولادهم:

أبرياء يعتدى عليهم في صمت وآخرون يقتلون بطرق وحشية

صالح عزوز
  • 1267
  • 2
أبرياء يعتدى عليهم في صمت وآخرون يقتلون بطرق وحشية
ح.م

لا يختلف اثنان، أن الكثير من السلوكات السلبية التي نراها تحدث اليوم من طرف الأطفال، هي نتيجة حتمية لتخلي الوالدين عن دور الرقابة، وأصبح للكثير من أبنائنا الحرية المطلقة في اتخاذ قراراتهم، حتى ولو كانوا غير مسؤولين عنها، لذا نتج عن هذا الإهمال، العديد من المآسي التي كانت نهايتها مؤسفة، حينها لا ينفع الندم ولا البكاء على ما حدث معهم، فحينما كان واجبا علينا مراقبتهم تخلينا عن هذا الدور، وحين وقعوا ضحايا لهذا الإهمال تجد أغلبنا يضرب على جيوبه حزنا وألما، ولا ينفع الندم حينها.

المتتبع لحالة الكثير من الأطفال في مجتمعنا اليوم، يجد أنهم أصبحوا متشردين وهم في سن مبكرة، فلا مراقب لهم، ولا مسؤول عن تربيتهم، وتراهم يتسكعون في الشوارع والطرقات، في كل الأوقات وفي بعض الأحيان في أوقات متأخرة من الليل، كأنه لا مأوى لهم ولا عائلات تراقبهم.. والغريب، أن آباءهم غائبون تماما في حياتهم اليومية، ولا يعرفون أين هم أولادهم في هذا الوقت، وماذا يفعلون ومع من يتسكعون وهم بعيدون عن الحي أو السكن الذي يسكنون فيه، وحين تحصل معهم مصيبة أو حادثة تراهم يهرولون إليهم، يبكون ويضربون جيوبهم ووجوههم.

السؤال الذي يبقى مطروحا دائما في هذه الحالات، كيف لأم أو أب يرضى بابنه وهو خارج البيت ولا يدخل إلا في أوقات متأخرة، ولم يبلغ سن الثانية عشرة أو الخامسة عشرة، وما هو عذرهم الذي يتحججون به عن ترك فلذات أكبادهم، بين أنياب الشارع دون رقابة، ومع من هب ودب، والكل يعرف اليوم كيف أصبح للشارع تأثير واضح على سلوكات الأشخاص البالغين من شبابنا، فما بالك بأطفال صغار أبرياء، لا يفرقون بين الخير والشر وبين الصالح والطالح، وما قد ينفعهم أو يضرهم.

إن الكثير من الاعتداءات التي نراها اليوم في مجتمعنا، على كلا الجنسين ذكورا وإناثا وهم لم يصلوا إلى سن البلوغ، هي نتيجة حتمية لغياب الرقابة على الأطفال، أحببنا أم كرهنا، والرقابة تبدأ من البيت قبل الشارع، خاصة في ظل انتشار الكثير من التكنولوجيا الحديثة التي شوشت عليهم، سواء عبر القنوات التلفزيونية أم الهواتف النقالة، التي أصبحت اليوم ضمن الحياة اليومية للأطفال، فلا يمكن لهم أن يستغنوا عنها ولو للحظة واحدة، والخطأ هنا أكيد من الوالدين اللذين فتحا للأبناء الباب على مصراعيه، للنظر وتصفح كل البرامج دون استثناء في تطبيقات غير أخلاقية أوصلت الكثير منهم إلى الهلاك. أما في الشارع، فنرى الكثير من الأطفال يتسكعون مع من هم أكبر منهم سنا، فماذا ننتظر من هذه الظاهرة، وكل يوم نحضر إلى أطفال صغار يتداولون على بقايا السجائر في الطرقات، وهي من الأمور التي لا ينتبه إليها الكثير من الآباء، حتى تأتيهم نتائجها وخيمة في فقدان فلذات أكبادهم بطرق بشعة أو وحشية.

كانت الرقابة في ما مضى حصنا منيعا للأطفال، وتربى الكثير منهم على الخلق الحسن، سواء في المعاملة أم الكلام وغيرها، وحين غابت هذه الرقابة التي هي مجانية في الأصل لا تتطلب ثمنا، نحضر اليوم إلى أطفال أبرياء هلكوا بطرق بشعة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • احمد طالب

    عالم متخلف بكل المقاييس

  • صحراوي

    مجرد تساؤل
    أين التربية والرقابة؟
    استقالة الأباء لكل واحد مبرراته. وأسباب ذلك عمل الوالدين معا، والحرية المطلقة والثقة العمياء في البنين والبنات، وذلك لتجنب سخطهم علينا ووصف الولي بالمتطرف والمنغلق، وربما الخوف من أن يشتكي الولد بوالده.
    دليل ذلك إعطاء الولد/البنت مفتاح الباب الخارجي ليدخل ويخرج متى شاء، يشتري له/لها هاتف أخر طراز وهو أو هي في المتوسط، ويصله بالأنترنات ويتركه يخلو وحده في غرفة. ويمنع نفسه من الدخول لتلك الغرفة بحجة أن إبنه أو بنته لها أو لها خصوصية يجب أن تحترم.
    أهملنا أولادنا فصدق فينا قول الشاعر:
    ليس اليتيم الذي قد مات والداه** إِنَّما اليَتيمَ من له أم تخلت وأب مشغولا