-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أفراح تحوّلت إلى مآتم وأفعال خير انقلبت إلى مآس

أبناء ينقلون كورونا إلى آبائهم ووفيات أنتجها “تضامن” في غير محله

الشروق أونلاين
  • 2409
  • 3
أبناء ينقلون كورونا إلى آبائهم ووفيات أنتجها “تضامن” في غير محله
أرشيف

بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر، وتكاثر المصابين بفيروس كورونا من الآلاف إلى عشرات الآلاف، وتسجيل آلاف الوفيات في الجزائر، برزت في المشهد الاجتماعي الدرامي العام، بعض القصص المؤلمة التي حدثت في العديد من الولايات خاصة في الفترة الأخيرة، بعد اشتداد أثر الموجة الثانية من الجائحة، حيث بدأ الكثير من الأفراد يعترفون بالأخطاء الجسيمة المرتكبة في الكثير من التجمعات العائلية، التي أبت فيه بعض الأسر، إلا أن تقيم الولائم والأعراس، وتتحدى الوباء، فكانت النتيجة إصابات خطيرة منها من كانت مميتة ودفع ثمنها الأبرياء من المرضى المزمنين، وخاصة المسنين الذي دُعوا لحضور حفل زفاف أو ختان الأحفاد، فكانت الفاتورة إصابة بفيروس كورونا أودت بحياتهم، كما حدث خلال الأسبوع الماضي بعد وفاة شيخ في التسعين من العمر يعاني من داء السكري، حيث حضر حفل زفاف حفيده المقام في مسكن عائلي في عمارة بالوحدة الجوارية رقم 14 بالمدينة الجديدة عل منجلي بقسنطينة.

وكان الشيخ قد قضى حجرا صحيا مقننا منذ وصول الفيروس إلى الجزائر في شهر مارس الماضي، ولكنه هذه المرة تحت إلحاح ابنته التي ترجّته بأن يحضر عرس ابنها، وجد نفسه وسط عائلة كثيرة العدد، والأفراد، فكان تناول الطعام جماعيا والحديث جماعيا من دون تباعد أو التزام بوضع الكمامات، قبل أن تتدهور حالته الصحية فجأة بعد أيام قليلة من حضوره العرس، حيث تبيّن بأن أحد أبنائه مصاب بفيروس كورونا، وتعقدت حالة الحاج مع مرور الوقت قبل أن يتوفى في جو حزين منتصف شهر نوفمبر، حيث حمّل أهل الضحية أنفسهم، تبعات هذا الحدث المأساوي كما دخلت زوجة الضحية وهي عجوز في الثمانين قسم الإنعاش ونجت من موت محقق.

وفي ولاية عنابة احتفظ أبناء بونة باعتراف تم نشره على مواقع التوصل الاجتماعي في صفحة أحد المهاجرين الذي حمّل نفسه سبب وفاة والده المريض، عندما دخل الجزائر في شهر أفريل الماضي، وتولى بنفسه تمريض وإطعام والده البالغ من العمر 81 سنة، ليكتشف هذا المهاجر بأنه مريض بفيروس كورونا الذي نقله معه من مدينة ليون الفرنسية، وانتقلت العدوى إلى الوالد الطاعن في السن والذي يعاني من قصور كلوي حاد، قبل أن يسلم نفسه لبارئها بعد تأكد إصابته بفيروس كورونا، بينما شفي الابن الكهل من المرض وبقي يعيش ندما على ما حدث لوالده الذي عاش إلى جانبه طول حياته وتنقلا سويا لأداء الحج، قبل ان تجمعهما كورونا بإصابة مشتركة وتفرقهما الموت فكتب: “لن أسامح نفسي يا أبي”.

وكانت ولاية أم البواقي عاشت في شهر جويلية الماضي، مأساة أثرت في أهل مدينة عين مليلة، عندما انتحر كهل ظنا منه بأنه هو المتسبب في هلاك والدته العجوز بكورونا، حيث باشرت حينها، مصالح الشرطة القضائية بأمن دائرة عين مليلة في ولاية أم البواقي، تحقيقا معمقا لمعرفة الظروف والملابسات، التي أدت، إلى مقتل كهل يدعى، ح.ع في السادسة والخمسين من العمر، وهو إطار سابق بمؤسسة سوناطراك، ورب أسرة من خمسة أطفال، بعدما عثر عليه، مقتولا، في ظروف غامضة، داخل مسكنه العائلي، الكائن بحي المنظر الجميل السفلي بوسط مدينة عين مليلة، جراء إصابته بطلقة نارية صدرت من بندقية ملك له، كانت كافية لإزهاق روحه بعين المكان متأثرا بجراحه.

وأفادت مصادر “الشروق”، حينها إلى أن الحادث المأساوي، كان نتاج الضغوطات النفسية والصحية، التي كان يعيشها الضحية، في المدة الأخيرة باعتباره الرجل الوحيد بين أخواته البنات، وذلك منذ علمه بإصابة والدته البالغة من العمر ثمانين سنة، بفيروس كورونا، وحمّل نفسه أسباب الإصابة لأنه الوحيد الذي كان على اتصال بأمه، وشاءت الأقدار، أن تتوفى بعد سماعها بهلاك ابنها، لتلتحق بابنها الوحيد، بعد ساعات قليلة من وفاته، وقد تم تشييع جثماني الأم وابنها في ثاني جمعة من شهر جويلية الماضي، إلى مقبرة بئر بن عياد بضواحي بلدية عين مليلة، في أجواء ملئها الحزن والكآبة، تذكّر فيها المشيّعون مدى العلاقة المثالية بين الابن وأمه.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الأمين

    يا أخي جيبلهم ملايين الأمثلة الله غالب ما يفهموش ، يفضلون الأكل و الشرب الجماعي و الا مبالاة على الصحة
    العوج العوج العوج

  • المتمرس

    كم تريدون أن يعيش من بلغ التسعين اتقوا الله في هذا الشعب

  • Mohdz

    و الله العيب ماراهش غير فلدولة ,, شعب أناني و غير واعي . كما تكونوا يولى عليكم