-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشاهد ومآسي

أحداث 2018.. محطات نُقشت في ذاكرة الجزائريين

محمد لهوازي
  • 3398
  • 1
أحداث 2018.. محطات نُقشت في ذاكرة الجزائريين
ح.م

انقضت أيام سنة 2018 حاملة معها أحداثا مثيرة عاشها الجزائريون، وشغلت يومياتهم طيلة أشهر، فيما انتقلت ارتدادات بعضها إلى خارج حدود الوطن وتفاعلت معها ونقلت تفاصيلها وسائل إعلام وطنية ودولية.

وكانت السنة حبلى بالحوادث والمآسي، تنوعت ونقشت في الذاكرة، أبرزها حادثة سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك في البليدة وقضية حجز 701 كلغ من الكوكايين في ميناء وهران التي امتدت تداعياتها إلى توقيف وسجن جنرالات في الجيش، مرورا بأزمة البرلمان ووصولا إلى مآساة وفاة شاب علق داخل بئر في المسيلة.

بوتفليقة يخرج إلى كتشاوة والمسجد الأعظم

في 9 أفريل 2018، دشن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في زيارة قادته إلى الجزائر العاصمة، مسجد كتشاوة التاريخي بعد عملية ترميم شاملة دامت أربع سنوات.

واحتلت خرجة رئيس الجمهورية إلى العاصمة اهتماما إعلاميا وطنيا ودوليا كبيرا، خصوصا وأن مسار الزيارة شمل أيضا تدشين توسعتي خط الميترو بالعاصمة نحو عين النعجة وساحة الشهداء، إضافة إلى تفقد أشغال بناء المسجد الأعظم في المحمدية وتدشين مقر الزاوية البلقايدية ببئر خادم.

تعديل وزاري لأربع حقائب

أجرت رئاسة الجمهورية، في 4 أفريل تعديلًا وزاريًا في حكومة أحمد أويحيى، شمل وزارات الشباب والرياضة والسياحة وكذلك العلاقات مع البرلمان.

وذكرت وسائل الإعلام أن تعيين محمد حطاب، وزيرا للشباب والرياضة خلفا للهادي ولد علي، بسبب خلاف هذا الأخير مع رئيس اللجنة الاولمبية مصطفى بيراف.

كما تم تعيين مدير التجارة الخارجية السعيد جلاب رابع وزير للتجارة في اقل من سنتين، خلفا لمحمد بن مرادي، مهندس قائمة 900 منتج ممنوع من الاستيراد، ما اثار استياء بعض الصناعيين في قطاع المشروبات والسيراميك.

وعُيّن والي ولاية تسيمسيلت عبد القادر بن مسعود وزيرا للسياحة خلفا لحسن مرموري، وفي وزارة العلاقات مع البرلمان تم تعيين وزير الصناعة السابق محجوب بدة، خلفا للطاهر خاوة.

الأطباء المقيمون وإضراب الـ7 أشهر

عرفت الجزائر، خلال النصف الأول من سنة 2018 أطول إضراب عن العمل شنه الأطباء المقيمون ودام سبعة أشهر إلى غاية شهر جوان.

ولم تفلح كل جلسات الحوار بين الأطباء المقيمين والوصاية في إيجاد حل للقضايا المطروحة، إلا بتدخل وزارت أخرى التعليم العالي، المالية والدفاع لفتح الحوار ليتم في 24 جوان تعليق الإضراب والشروع في المفاوضات مع الوصاية.

أربعاء أسود

لن ينسى الجزائريون يوم 11 أفريل من سنة 2018 الذي هز نفوسهم خبر سقوط طائرة عسكرية من طراز “إليوشين” لحظات بعد إقلاعها من مطار بوفاريك بولاية البليدة وأودى بحياة 257 شخص بين مدنيين وعسكريين.

واستيقظ الجزائريون صباح نفس اليوم على خبر كارثة جوية الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، وأعلن الحداد على شهداء الواجب، واستمرت أجواء الحزن لعدة أسابيع خلال تشييع جنائز الضحايا مع تخصيص وسائل الإعلام حيزا واسعا للحديث عن الحادث وملابساته.

فضيحة الـ701 تكشف المستور

استهل الجزائريون صيف 2018 بفضيحة من العيار الثقيل، حينما بث التلفزيون الرسمي مساء يوم 29 ماي خبر حجز 701 كيلوغرام من الكوكايين في حاوية بميناء وهران لتبدأ فصول قصة مستورد اللحوم كمال شيخي المعروف باسم كمال البوشي التي عرفت تداعيات خطيرة.

وخلفت الحادثة صدمة لدى الجزائريين في يومهم الرمضاني، وطُرحت أسئلة كثيرة ومحيرة بشأن الأطراف التي تقف وراء العملية التي تعد مسبوقة وتساقطت إثرها رؤوس كبيرة شملت (قضاة، أبناء شخصيات سياسية وأمنية نافذة)، بينما لا تزال التحقيقات جارية لحد الآن لفك خيوط القضية.

إقالة الجنرال عبد الغني هامل

امتدت تداعيات التحقيق في قضية “البوشي” لتشمل رؤوسا أمنية أبرزها إقالة المدير العام للأمن الوطني، اللواء عبد الغني هامل، في 26 جوان بعد قضائه 8 سنوات في منصبه، وذلك مباشرة بعد إدلائه بتصريح للصحافة تحدث فيه عن تجاوزات وخروق شابت عملية التحقيق الابتدائي في قضية الكوكايين، ليتم تعيين مدير الحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري في المنصب.

وتسارعت الأحداث، بعدها بشكل رهيب، حيث أُنهيت مهام مدير أمن العاصمة الجزائر نور الدين براشدي، وقائد سلاح الدرك الوطني اللواء مناد نوبة وتم إجراء تغيرات لكبار القادة وجنرالات الجيش، ربطها مراقبون بتداعيات “شحنة الكوكايين”.

جنرالات خلف القضبان

أثارت التغييرات المفاجئة التي أجراها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وقائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، وشملت سبعة من كبار جنرالات الجيش والدرك والشرطة والمخابرات جدلا واسعا في الجزائر، وتداولتها وسائل الإعلام الوطنية والدولية.

وفي 22 أوت، أعلنت الرئاسة، في بيان، إنهاء مهام اللواء محمد تيرش، المدير المركزي لأمن الجيش ولم يعلن البيان عن اسم الجنرال الذي خلف تيرش، في منصبه.

وفي نفس اليوم، أُعلن عن قرار آخر باستبعاد أقدم ضابط يحمل رتبة جنرال في الجيش، وهو اللواء سعيد باي، الذي كان يشغل منصب قائد الناحية العسكرية الثانية، بعدها تمت إزاحة الجنرال حبيب شنتوف، قائد الناحية العسكرية الأولى.

بعدها، أُعلن عن إقالة اللواء بومدين بن عتو، المراقب العام للجيش، ثم إقالة اللواء عبد الرزاق شريف، قائد الناحية العسكرية الرابعة.

وفي 14 أكتوبر 2018، أمر قاضي التحقيق العسكري بولاية البليدة إيداع خمسة جنرالات وعقيد في الحبس المؤقت في قضايا فساد، بعد أسابيع من تنحيتهم في إطار حملة تغييرات مست قيادة الجيش.

وفي 5 نوفمبر غادر الجنرالات المعنيين سجن البليدة العسكري وهم: القائد السابق للدرك الوطني اللواء مناد نوبة، والقائد السابق للمنطقة العسكرية الأولى اللواء حبيب شنتوف، والقائد السابق للمنطقة الثانية اللواء سعيد باي، ومدير المالية بوزارة الدفاع اللواء بوجمعة بودواور، والقائد السابق للمنطقة الرابعة اللواء عبد الرزاق الشريف.

حركة جزئية في سلك الولاة

أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز  بوتفليقة، في 27 سبتمبر 2018، حركة جزئية في سلك الولاة والولاة المنتدبين مست العديد من ولايات الوطن.

وأثار نشر الحركة الجزئية التي مست 25 واليا وواليا منتدبا، جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض “ضرورية” وآخرون وصفوها بـ”اللاّ حدث”.

وما أثار فضول هؤلاء هو عودة بعض الوزراء المحسوبين على الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون، الذي أقاله الرئيس بوتفليقة في أوت 2017.

“كادنة” البرلمان

علِقت في مخيلة الجزائريين صورة غلق بوابة المجلس الشعبي الوطني بواسطة “كادنة” يوم 15 أكتوبر 2018، بعد تشديد نواب برلمانيون الخناق على رئيس المجلس السعيد بوحجة وطالبوه بالاستقالة ونجم عنه تعطيل أشغال المجلس ومنع وصول الرجل الثالث في الدولة إلى مكتبه.

ودخل المجلس الشعبي الوطني إثرها في أزمة تنظيمية غير مسبوقة تاريخ المؤسسة التشريعية، حيث بدأت الأزمة يوم 26 سبتمبر 2018، عندما قامت كتل برلمانية مناهضة لرئيس البرلمان المخلوع بتحركات لسحب الثقة من السعيد بوحجة – الذي لم يقدم استقالته لحد الآن – أعقبها قرار رفع الغطاء السياسي الحزبي عنه (حزب جبهة التحرير الوطني)، تجميد هياكل الحزب، إعلان عن حالة الشغور المنصب، وانتهت بانتخاب معاذ بوشارب رئيسًا جديدًا يوم 24 أكتوبر.

ولد عباس خارج أمانة الأفلان

في 14 نوفمبر 2018، قدم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، استقالته من منصبه لدواعي صحية بعد أكثر من سنتين قضاها على رأس أمانة الأفلان.

وأثار تنحي ولد عباس من رئاسة أمانة الأفلان، نقاشا واسعا خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو المعروف بتصريحاته الغريبة وخرجاته غير المتوقعة خصوصا لما فيما يتعلق بتاريخه الثوري وقضية دراسته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وغيرها.

تطويب الرهبان.. الجزائر تبعث رسالة سلام للعالم

عرفت الجزائر، لأول مرة في تاريخها وتاريخ الدول الإسلامية، حدثا دينيا تمثل في تطويب الكنيسة الكاثوليكية لـ 19 مسيحياً قتلوا خلال سنوات العنف التي شهدتها البلاد والتي تعرف بالعشرية السوداء.

وبعد 24 عاما من مأساة اغتيال رهبان تبحيرين الـ 7 في دير تيبحيرين بالقرب من ولاية المدية في الجزائر، تم يوم السبت 8 ديسمبر 2018، تطويب الرهبان لأول مرة في بلد مسلم في كنيسة سيدة النجاة سانتا كروز بمدينة وهران والتي تم افتتاحها الجمعة لاحتضان الحدث بعد ترميمها خصيصا لذلك.

وأكد وزير الشؤون الدينیة والأوقاف، محمد عیسى، أن “تطويب الرھبان الـ19 دلیل على أن الجزائر تعمل دائما على إشاعة الحوار مع الأديان الأخرى، طبقا لما يدعو إلیه الدين الإسلامي الحنیف”.

الجزائر ترد على خطوة محمد السادس بخطوتين

في 6 نوفمبر 2018، ألقى العاهل المغربي، محمد السادس خطابا، ووجه رسائل بفتح ما وصفه بحوار صادق وصريح مع الجزائر، ودعا إلى تأسيس لجنة مشتركة، لدراسة جميع القضايا المطروحة بكل صراحة وموضوعية ودون شروط أو استثناءات.

وكان لهذا الخطاب وقع في المشهد السياسي المغاربي، العربي والعالمي، وترقب الجميع ردَّ فعل وتصريحات من مسؤولين جزائريين حول ما جاء على لسان محمد السادس، لكن الجزائر تعاملت معه ببرود واضح.

وبعد أسبوعين من دعوة العاهل المغربي، اختارت الجزائر أن يكون تطبيع العلاقات مع الجارة الغربية عبر بوابة الاتحاد المغاربي، ودعت إلى عقد قمّة مغاربية تجمع وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي في أقرب وقت ممكن، من أجل بحث إعادة إحياء هذا التكتل الإقليمي، وذلك في أول رد رسمي على دعوة الملك محمد السادس للجلوس إلى طاولة المفاوضات لتجاوز المشاكل بين المغرب والجزائر.

الجزائر مهد البشرية

حققت الجزائر في 2018، أهم اكتشاف علمي، يتعلق بموقع أثري في عين بوشريط، بولاية سطيف يعتقد أنه مكان لأقدم وجود بشري في شمال أفريقيا، و”ثاني أقدم وجود بشري بالعالم”، وهو ما توصل إليه فريق جماعي يتشكل من باحثين من عدة مراكز بحث وجامعات بقيادة البروفيسور الجزائري محمد سحنوني إلى اكتشاف موقع يعود عمره إلى أكثر من 2.4 مليون عام.

عياش .. من البئر إلى القبر

عاش الجزائريون الأيام الأخيرة من سنة 2018 على الأعصاب وانتهت بمأساة وفاة الشاب الثلاثيني عياش محجوبي في بئر ارتوازي بقرية أم الشمل بلدية الحوامد بولاية المسيلة، أو ما أصبح يطلق عليه بـ”رجل البئر” وهي القصة التي تفاعل معها المواطنون ساعة بساعة.

وشغلت الحادثة حيزا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي وسلطت وسائل الإعلام المحلية والعالمية الضوء عليها، وتحولت قصته إلى مأساة حقيقة بعد فشل محاولات إنقاذه حيًا، ليكون أبرز حدث مأساوي يودع به الجزائريون عام 2018، بعد 9 أيام من عملية البحث ليتم انتشال جثة عياش من البئر ليصبح عياش شخصية السنة من دون منازع.

عودة الكوليرا

بعد عقود من اختفائه، ظهر وباء الكوليرا في الجزائر مجدداً في صيف 2018، وحصد عشرات الضحايا.

وسابقت السلطات الزمن للقضاء على الوباء، عقب تسجيل عدد من الوفيات والإصابات، بعد اكتشاف 27 منبعا مائيا موبوءا، بمختلف أنواع بكتيريا الكوليرا، كما سادت حالة من الهلع والقلق لدى المواطنين خصوصا في الجزائر العاصمة و 4 ولايات قريبة منها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • برج الحواس

    صاحب المنشور كتبت 2019 بالأسود صدفة ام هي رسالة