-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تربية أسماك الزينة

أحواض ساحرة للمتعة والإلهام

صالح عزوز
  • 3104
  • 0

أصبحت تربية اسماك الزينة، إدمانا عند الكثير من الشباب، عالم مزين بالكثير من الألوان، يقف الناظر إليها متمعنا في قدرة الخالق، اختلفت مساحة الغوص عندها في البحر وهذه الأحواض، لكنهما اجتمعا في تشابه مكونات هذا المحيط البراق الصافي، الذي ينقلك عبر هذا المنظر إلى أعماق البحار، تستطيع مراقبته عن قرب دون الغوص فيه، من أجل الوقوف على الكثير من تفاصيل هذا العالم الجميل، كانت لنا جولة إلى أقرب مدينة ساحلية لنا وهي “برج الكيفان”، حيث تنقلنا بين بعض من يعشقون هذا النوع من الأسماك، أين لامسنا خلال جولتنا هذه العديد من التفاصيل.

توجهنا إلى “برج الكيفان”، هذه المدينة الساحلية التي استطاعت الجمع بين من يربي هذه الأسماك وزرعها والحصول على فراخ منها عبر هذه الأحواض وهي أسماك الزينة موضوع حديثنا، وبين من يصطادها للبيع والاسترزاق منها، لذا تحولت إلى مهنة عند الكثير منهم، فقد كثر بائعو الأسماك، لهذا وأنت تتجول في هذه المدينة يصادفك على طول بعض شوارعها الكثير من عارضيها، موائد في الهواء الطلق مزينة بأنواع عديدة من الأسماك تختلف في المذاق والحجم وحتى السعر، لكن الكثير منهم أصبح يعمل خفية في هذا الكسب، الذي يعتبر عملا خارج القانون وجب محاربته من طرف السلطات. ليس ببعيد عن واجهة البحر التي تعج بالمصطافين في هذه الفترة التي يحج إليها الناس من كل فج عميق، بدأنا اقتفاء اثر شباب كانت بدايتهم في هذا العالم مجرد هواية، لكنها أصبحت اليوم عملا لا يمكنهم الانفصال عنه، وأصبحت يومياتهم تنقضي بين هذه الأحواض التي تزينها العديد من الأسماك، تختلف في الشكل واللون تخطف العقول والأبصار.

كان الجو حارا جدا، حين تنقلنا للبحث عن مربي أسماك الزينة، مساحات ما أن تحط قدميك داخلها، حتى يهزك هواء دافئ نوعا ما وممزوج بـ”الرطوبة”، وكذلك تزكم رائحة البحر أنفك وكأنك على الشاطئ، تحس من خلالها أنك انتقلت إلى عالم آخر غير الذي كنت فيه، تراوغك عيناك في البحث عن أجمل الألوان، فكل لون براق جميل يرميهما إلى لون آخر، ينسيك ما غازلته عيناك عند بداية رحلة الاكتشاف والفضول، لذا تختار النظر والصمت وأنت مندهش، تتبع حركاتها المتناسقة، وهي تسبح في انسياب لطيف خفيف متناسق، لا يظهر أثر سباحتها في المياه، نتيجة لعذوبة المحيط بداخل هذه الأحواض.

جلسنا إلى صاحب مشتلة إن صح القول، مساحة تصل إلى 15 مترا مربعا أو أكثر بقليل، بدأت تضيق مع مرور الوقت، حدثنا “محمد” خلالها عن الكثير من تفاصيل حياة اسماك الزينة، هذا العالم الذي لا يلقى الكثير من العناية في الجزائر، إذا ما قورن بالدول الأخرى التي سارت خطوات عملاقة فيه، قص لنا بدايته في هذا العالم، التي لا تختلف على قصص الحب التي تبدأ في الغالب بنظرة فإعجاب وتنتهي إلى الهيام والعشق، وهو ما حدث معه في بداية العمل في هذا الميدان، حتى أنه لم يكن يخطط مسبقا للعمل في تربية أسماك الزينة وكل ما يتعلق بها، واليوم تحول إلى محترف في هذا المجال، ويعرف أدق التفاصيل فيه، كونه من أبناء البحر على حد قوله، وهي فرصة مواتية لتجعل هذا العالم – أي تربية الأسماك أو صيدها – جزءا من حياتك الشخصية، رحلته بدأت من مداعبة حوض لتربية الأسماك أتى به الأخ الأكبر إلى البيت، وهو مفتاح ولوجه إلى هذا العالم.

تربية أسماك الزينة أصبحت للتداوي

يرى محمد والكثير ممن وقفنا عندهم، من أجل البحث عن تفاصيل تربية اسماك الزينة، أن هذه التربية في الدول المتقدمة التي تهتم بها حق الاهتمام، تحولت من مجرد شغل وهواية إلى دواء للكثير من الأشخاص في المجتمع على غرار من تظهر عليهم العلامات الأولى “للزهايمر”، حيث أصبح الأطباء ينصحون بعض المرضى بشراء مثل هذه الأحواض والجلوس إليها يوميا، لمدة ساعتين ونصف، لأن تتبع حركة السمكة في الأكل والسباحة تعكس الكثير من الألوان الطبيعية وكأنك تجمع بين رؤية السماء والبحر وكل مناظر الطبيعة في لحظة واحدة، فهي بذلك تساعد الذاكرة على النشاط.

كيفية تصنيفها ووضعها في الأحواض

يعتقد الكثير من الناس أن تربية أسماك الزينة هو فقط شراء أنواع عديدة منها، ووضعها في حوض واحد دون مراعاة أصلها وطبيعتها، غير أن واقعها عكس هذا، فيجب الفصل بينها لعدة اعتبارات ومعايير، تدخل في طبعها وسلوكاتها، لذا يجب مراعاة هذا عند وضعها في الحوض، مثلا من حيث الحجم لا توضع السمكة الكبيرة مع سمكة أخرى صغيرة في بعض أصنافها، لأنها تعتدي عليها، وقد نجد العكس كذلك في تعايش سمكة كبيرة مع أخرى صغيرة، فقد تضع سمكة يصل طولها إلى أكثر من متر مع أخرى لا تتجاوز 5 سم، فلا تعتدي عليها، لأن فيه من الأصناف ما يعرف عند مربي وبائعي أسماك الزينة بـ”القبيحة”، وهي التي تعتدي على الأقل منها حجما، وهو ما يوجب عزلها في أحواض خاصة بها، لذا ينصح دائما بمعرفة طباع كل نوع وصنف من الاسماك قبل وضعها في الأحواض.

القيمة العمرية تختلف من سمكة لأخرى.. وسعرها يصل إلى 10 آلاف دينار

في المياه العذبة قد يصل عمر سمكة إلى أكثر من ستين سنة، ويصل وزنها إلى واحد كلغ، وقد يصل إلى سنوات عديدة ويصل وزنها كذلك إلى أطنان، وهذا ما نجده مثلا في الوديان الخاصة بهذه التربية في الصين، حيث تجد أسماكا يتراوح طولها بين 3 أمتار إلى 5 أمتار ،كما يختلف سعرها من 100 دينار إلى عشرة آلاف دينار جزائري.

نظام الغداء يختلف من صنف لآخر

لا تلتزم كل أصناف هذه الأسماك بنظام غذاء موحد، وهو الخطأ الذي يقع فيه الكثير ممن يجهل كيفية تغذيتها، ففيه بعض أصناف هذه الأسماك التي ينصح بتغذيتها يوميا، وفي المقابل منها من يفضل تغذيتها يوما وعزل الطعام عنها يوما آخر، كما آن بعض الأشخاص يقوم برمي الطعام في كل مرة يقف عند الحوض وهو خطأ كذلك، ففيه فترات محدودة وكميات من الطعام يجب الالتزام بها عند التغذية، فيجب تجنب التغذية أو الإطعام العشوائي.

ما يجب الالتزام به في هذه الأحواض

يتكون هذا المحيط الصغير في تربية اسماك الزينة وهو الحوض، من عدة عناصر يجب توفرها، وهو المحرك والمصفي، هذا الأخير ينقسم إلى قسمين، فيه من يقوم بعملية التصفية من الجهة العلوية ومنه من يقوم بهذه العملية من الجهة السفلية، كما أن درجة حرارة هذه الأحواض ليست مشتركة بين كل الأصناف، فيها ما تتطلب ما بين 22 إلى 28 درجة وفيها ما هو اكثر، وفيها ما يعيش في محيط تكون درجة حرارته من 10 إلى 20 درجة ،هذه الأخيرة لا تتطلب جهاز تدفئة المياه مثلا.

يجب محاصرتها في بيئتها

ينصح في الغالب خلق جو مناسب لهذه الأسماك، وهذا من خلال زرع نباتات بحرية أو وضع الحجارة كذلك، وهي مواد تتناسب مع ألوان الأسماك، وهذا يدخل في مجال تصميم محيط يكون أقرب إلى المحيط الطبيعي في البحار، وهو ما يزيد من جمال منظرها ويساعدها على التأقلم أفضل كذلك.

الأسماك الصغيرة تقوم بتنظيف الأحواض

نتيجة لرمي الطعام لهذه الأسماك، فإن كمية كبيرة منه تبقى عالقة بين الحجارة أو النباتات الموجودة في هذه الأحواض، لتأتي الأسماك الصغيرة فيما بعد، وتقوم بمهمة التنظيف، لأن حجمها يسمح لها بالوصول إلى نقاط بعيدة بين هذه الحجارة والنباتات.
تصادفنا مع زبون لأسماك الزينة عند بائعها، حدثنا عن يومياته معها وكيفية التجاوب مع أغلبها، حتى أن الكثير منها تعرفه على حد قوله، وتقترب إليه من خلال صعودها إلى سطح الحوض من أجل مداعبتها بأنامله، حدثنا كذلك عن تربيته لأسماك كثيرة كبرت معه من 2 سم إلى أن تعدى حجمها 20 سم، وهو مثال عن الكثير ممن وقعوا في عشق هذا العالم الساحر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!