-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أخيرًا : ثانويات وأقسام متخصصة!!

أخيرًا : ثانويات وأقسام متخصصة!!
ح.م

كان الوزير الأول قد أصدر يوم 22 جويلية الماضي مرسوما في الجريدة الرسمية حول تأسيس نمط من الثانويات أطلق عليها اسم “الثانويات المتخصصة”. وقد استغربنا كيف أن وسائل الإعلام لم تتعرض إلى هذا الموضوع رغم أهميته البالغة في الشأن التربوي ومستقبل البلاد المرتبط برأس المال البشري.

فالخطوة في حد ذاتها تعتبر إيجابية على أكثر من صعيد. غير أن هذه الإيجابية قد لا تكون إذا لم يتم ترتيب الأمور بإحكام. والأمثلة على فشل سلطاتنا في عدة مبادرات من هذا القبيل تدعونا إلى التخوف والتحذير. انظر مثلا إلى دور مجمع اللغة العربية، والأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا والمدارس التحضيرية وثانوية الرياضيات… فكلها مؤسسات لم يرق دورها (إن كان لها نشاط يُذكر) إلى المستوى المرجو منها.

متطلبات الثانويات المتخصصة

جاء في نص المرسوم : “يُقصد بالثانوية المتخصصة، المؤسسة العمومية للتربية والتعليم التي تضمن تعليما ثانويا عاما وتكنولوجيا موجها إلى التلاميذ ذوي المواهب المتميزة …”. ويُفهم من بقية النص أن هذا النوع من الثانويات يمكن أن يفتح في عدة مناطق عبر الوطن. وهذا جميل لو كان ممكنا!!

لكن وضع ثانوية الرياضيات بالعاصمة -التي تعتبر ثانوية متخصصة بهذا المفهوم- يبيّن أن الوزارة غير قادرة على توفير أفضل المكونين لمثل هذه الثانويات إن تعددت. ولعل أهم عائق في هذا الموضوع هو العامل المادي، والكل يعلم ما تدرّ الدروس الخصوصية من أموال على الأساتذة، وهؤلاء غير مستعدين للتضحية بوقتهم من أجل تكوين النخب ما لم تعوضهم الإدارة ماديا بما يكون بديلا لما يكسبونه من الدروس الخصوصية. إنه وضع محزن أن يتهرب المتميّزون من تكوين المتميزين!! ولذا فالأمر يتطلب من الوزارة معالجة حكيمة كي لا تفتح ثانويات متخصصة لتصبح شبيهة بالمؤسسات العادية أو أسوأ منها.

وبخصوص اختيار الأستاذة المكونين لهذه الثانويات يوضح المرسوم الكيفية، فيقول : “يُنتقى أساتذة الثانوية المتخصصة والأقسام المتخصصة من بين الأساتذة المبرزين، والأساتذة المكونين في التعليم الثانوي…” والفئة الأنسب -حسب التجربة الفرنسية الناجحة في هذا المجال- هي فئة الأساتذة المبرزين الذين تُدفع لهم أجور تعادل أجور أساتذة الجامعات.

والسؤال المطروح هنا ذو شقين. الشق الأول : أين هم المبرزون؟ وهل هناك نية لتكوينهم؟ علما أن العملية انطلقت منذ نحو 20 سنة بالتعاون مع المدارس العليا للأساتذة، ثم توقفت قبل تخرج الدفعة الأولى!! الشق الثاني : هل السلطات مستعدة للتعامل مع هؤلاء ماديا بشكل مغرٍ كما هو الشأن في فرنسا؟

الأقسام المتخصصة

ثم جاء في المرسوم :”تفتح أقسام متخصصة، عند الحاجة، في الثانويات، للتكفل بالاحتياجات الخاصة للتلاميذ ذوي المواهب المتميزة …”. نعتقد أن فتح الأقسام المتخصصة من هذا القبيل عبر التراب الوطني (لنقلْ قسما واحدا في كل ولاية في بداية الأمر بنحو 20 تلميذا) إجراء بالغ الأهمية لأن ذلك سيجعلنا نكوّن نخبة تتألف من ألف تلميذ سنويا. ثم نضاعف العدد بعد التحكم في زمام الأمور. ولا شك أبدا بأن التركيز على فتح أقسام متخصصة بهذا الشكل أفضل بكثير من تعدد الثانويات المتخصصة وأقل تكلفة وعناء للإداريين.

ما فائدة من البكالوريا الدولية؟!

كما نص المرسوم على التالي : “يمكن أن يرخص للثانوية المتخصصة …، بطلب منها، بضمان تعليم مكمل مطابق لبرنامج شهادة دولية يخول الحق في الحصول على بكالوريا دولية، إضافة إلى البكالوريا الوطنية …”. هنا نسأل : ما الفائدة من البكالوريا الدولية التي أحدثت عام 1968 لتسمح للتلاميذ بمواصلة تعليمهم في بعض البلدان مباشرة دون الحاجة إلى إعادة إجراء بكالوريا تلك البلدان. نلاحظ أن الجامعات المرموقة التي ينبغي أن يلتحق بها المتفوّقون جامعات يهمها المستوى العلمي للطالب وليست الشهادة.

إذا اعتبرنا البكالوريا الفرنسية، مثلا، فأي فرق بينها وبين بكالوريا الجزائر؟ إذ قاربت نسبة الحاصلين عليها في فرنسا 90%، وقد روى لنا زملاء يعملون في فرنسا سلوكات لا تُصدق تقع خلال مداولات البكالوريا الفرنسية من حيث التساهل مع التلاميذ وإنقاذهم بتضخيم علاماتهم حتى تصل نسبة النجاح إلى هذا المستوى.

أما الالتحاق بالجامعات الأمريكية أو البريطانية وأمثالها فهو يتطلب بوجه خاص مستوى عال في اللغة الأنكليزية من النادر أن يتمكن منه تلميذ بمجرد حصوله على البكالوريا. ولذا لا نعتقد أن البكالوريا الدولية لها من الأهمية ما يجعلنا نوليها الأولوية. والأجدر أن نعدّ التلاميذ إلى الدخول إلى أقسام امتياز داخل جامعاتنا خلال السنوات الأولى.

دور وزارة التعليم العالي

ومن بين ما تسعى إليه السلطات من خلال الثانويات والأقسام المتخصصة هو “دعم وتطوير القدرات الابتكارية والإبداعية لدى التلاميذ …” وكذا تحضيرهم “للالتحاق بالمدارس العليا للتعليم العالي”. أما الشطر الأول من مادة المرسوم حول دعم قدرات التلاميذ فلا نقاش فيه. وأما الشطر الثاني الخاص بالتحاقهم بالمدارس العليا فهذا يتطلب من وزارة التعليم العالي أن تعتني أكثر بمستوى هذه المدارس.

علينا أن ندرك بأن ما يسمى لدينا بـ”المدارس العليا للتعليم العالي” لا تستحق معظمها هذه التسمية، فشأنها شأن المدارس التحضيرية التي كان من المفترض أن يكون فيها أفضل الطلبة وأفضل الأساتذة وأفضل الإدارات. لكن أين نحن اليوم من كل هذا “التفضيل” ؟!!

كما أشار المرسوم إلى ضرورة “تدريب التلاميذ الذين يثبتون تفوقا ملحوظا في مادة أو تخصص لتمثيل الجزائر في المنافسات العلمية الدولية”. بطبيعة الحال فهذا سيكون من المحفزات البارزة للتنافس على التحصيل العلمي… وهو تنافس لن يمس شريحة ضيقة بل ستصل تداعياته الإيجابية إلى بقية التلاميذ عبر الوطن.

أملنا كبير أن يفتح هذا المرسوم باب التنافس العلمي على مصراعيه لدى تلاميذنا وأن تعتني وزارة التعليم العالي بالمؤسسات التي ستستقبل هؤلاء المتفوقين ليحقق هذا المشروع الوطني غايته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • احسن

    لمادا لا تتكلمون عن فضائح النقابة CNAPESTE و ناطقه مسعود بوديبة اللدي زوروا نتائج الباك بمنح 18 من 20 للاخوات المسلمات و للترويج للترويج للخمار و الحجاب...هدا هو الاساس و لا يوجداي براعم هده اسنة في الجزائر

  • محمد قسنطينة

    الأقسام المتخصصة موجودة في كل ثانويات الجمهورية لكنها ليست للموهوبين بل لأبناء الشخصيات والمقربين من الإدارة لتضمن لهم التغطية بأحسن أساتذة الثانويات أما الأقسام المتخصصة للموهبين فهو الغطاء لتبرير اقامة اقسام متخصصة لأصحاب المال والنفوذ داخل الثانويات العمومية، ولذلك فهذا القرار في ظاهره جيد لكن باطنه وتطبيقه على أرض الواقع عكس ذلك.

  • محمد

    يبين التقرير لمن يفكر بجد أن إنشاء المدارس المخصصة للمتفوقين عملية إشهارية ديماغوجية تعارض أسس التعليم اليمقراطي في أية مرحلة من مراحله.ذلك أن التجارب المتكررة فشلت في تحقيق أية نتيجة إيجابية ما عدا تضليل التلاميذ والأولياء.لو اعتنى المربون والأساتذة الأكفاء بتحسين مستوى دروسهم وفق البرامج الرسمية لحصلت المدرسة الجزائرية على نتائج ترفع من شأن أبنائنا ومعلمينا أمام العالم كما كانوا يقومون به يوم نجح المترشحون الجزائريون في المسابقات الدولية سابقا وفي جميع المواد.لكن الدولة تركت الباب مفتوحا للمغامرين حتى لا تتكفل بتحسين ظروف المعلم المعيشية فسمحت بإنشاء الدروس المأجورة المنافية للقانون والحقوق

  • دلول لخضر

    تعليق رقم 5
    بعد ما صردنا بعض أفكارنا وآرائنا في التعقيبا 4 السابقة . فإننا نشكر الدكتور سعد الله على تطرقه لهذا الموضوع الذي نراه مهم جدا جدا . لذا نرجو أن يلقى هذا المرسوم التنفيذي المتعلق بالثانوية والأقسام المتخصصة النور في أقرب وقت ممكن ، وهذا ليس ببعيد إذا تظافرت الجهود من طرف أبناء هذا الوطن الغيورين عليه وهم الآن في مصدر القرار بوزارة التربية الوطنية . لهذا نأمل أن تتكون لجنة مغاربية ـ أوعربية ـ تتكفل بالتلاميذ المبدعين في المواد العلمية والأدبية تجمع نخبة من شباب أمتنا العربية ليخوضوا جنبا إلى جنب مقابلات ومنافسات سليمة الروح عالية الغاية عميقة المعنى .

  • دلول لخضر

    تعليق رقم 3
    إن تدعيم فئة الشباب والشباب المتعلم والمثقف خاصة لتكوين جيل من العلماء الذين سيرفعون راية الجزائر إن شاء الله عالية ، والتوظيف الجيد لنتائج أبحاثهم العلمية وابتكاراتهم التكنولوجية فهي الضمان الأساسي للرخاء والتقدم والرفاهية للمجتمع . لقد عملت وزارة التربية الوطنية بكل ما لديها من جهد لرفع المستوى التعليمي ، فقد شاركت الجزائر عدة مرات في المنافسات القارية والدولية وقد كانت النتائج أحيانا مقبولة وأحيانا أخرى غير مقبولة تماما .

  • دلول لخضر

    تعقيب رقم 2
    إن الهدف الرئيسي من إنشاء هذه الأقسام الخاصة هو :1) ترقية التفكير السليم عند التلاميذ وتعويدهم على حل المسائل والمشاكل الصعبة 2)تنمية القدرة عند التلميذ على التحليل والتركيب والإستدلال والاستنتاج 3)تعزيز وتطوير العلاقات الودية بين التلاميذ الجزائر يين وتلاميذ بعض الدول الأخرى 4) تشجيع طموحات وتحديات الشباب لتعزيز المواد العلمية والأدبية .
    إن الاهتمام بالبحث العلمي والتكنولوجي هو أحد المعيير التي يقاس بها مستوى تطور أي بلد يريد التقدم والإزدهار ويتم توضيف هذه الإبتكارات لتلبية إحتياجات المجتمع في الميادين العلمية والاجتماعية والاقتصادية .

  • دلول لخضر

    تعقيب رقم 1
    أشكر أستاذنا الدكتور على تناول هذا الموضوع الذي يهدف إلى إنشاء ثانويات وأقسام متخصصة والتي سترعى التلاميذ الموهوبين في بعض المواد : مثل الرياضيات ـ الفيزياء ـ الكيمياء ـ البيولوجيا ـ الإعلام الآلي ـ علوم الأرض ـ الجغرافيا ـ الفيزياء والفيزياء الفلكية ـ اللسانيات ـ والفلسفة ـ وغيرها ..... لأن هذه المواد أصبحت مواد يتنافس فيها عالميا وفي كل سنة تلاميذ أكثر من 50 دولة في كل مادة ،ناهيك عن مادة الرياضيات التي يتنافس فيها أكثر من 107 دولة كل سنة منذ 1959 إلى يومنا هذا .ويتم التحضير لهذه المسابقة سنة القادمة 2019 ببريطانيا و2020 بروسيا و2021 بالولايات المتحدة الأمريكية .

  • مهدي

    يا ماري طبيعيا الذكر يميل للحياة العملية يعني مدام عايلاتهم في فقر وماشي قادرين يصرفو على رواحهم ماشي راح يرتاح كطفلة وان كانت عائلته لاتفرض عليه شيء فمثلا انا اذكى من اختي وفي سابق كان مستواي عالي في رياضيات والعلوم وفيزياء لكن ضروف حياة وعدم توفر جو ملائم لا في منزل ولا في مدرسة لم يساعدني وفشلت كثيرا وتدهور مستواي بشكل كبيير

  • مهدي

    من صوفي جاهل لانثى فاشلة واحد ميعلق بحجا تصلح نقلو ربي يصلح لحوال ولعقول خربانة منبعد باقي ساهل

  • جزائري - الجزائر

    في نظري هذا المرسوم يشبه المرسوم الذي أمضاه نفس الشخص (أويحيى) والمتعلق بطبع النقود(planche à billets) بدون مقابل اقتصادي حقيقي....كذلك مرسوم الثانويات والأقسام المتخصصة، فهي كسابقاتها ، المدارس التحضيرية...المدارس العليا، المدارس المتعددة التقنيات...فهي كلها عناوين فضفاضة ...لاأثر لها في أرض الواقع.....وكأن المقصود هو تسويد أوراق الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ....وفقط !

  • ماري كوري

    الشعب العلمية و التكتولوجية تسيطر عيها الإناث ،فقد أظهرن فيها التميز و عليه فإنهن الأجدر بتمثيل نخبة المجتمع و زبدته التي ستحكم مختلف المجالات الحيوية و الاستراتيجية في البلاد، و سيمثلن الجزائر في المحافل الدولية في مجالات العلوم التكنولوجيا ، أما الذكور فهم لا يصلحون إلا في الشريعة ليتخرجوا كأئمة و مؤذنين في المساجد .

  • جزئري حر

    لا لا ياسي صوفي من دمر التعليم في الجزائر هم كلاب فرنسا والذين لا يستحون من عملهم ككلاب ويزيدوا يصححو على وجوههم. هم معرفوين بتقلبهم من لغة إلا أخرى بسبب بطونهم لا أكثر ولا أقل. حيث توجد الأكل هم مع بطونهم.

  • جزئري حر

    الوهابييم أصولهم يهود واليهود معروفين لدى جميع دول العالم أنهم مفسدين(مخاخ في الفساد) ولمن يكدبين عليه البحث في اليتوب : لماذا هتلر قام بجزأرتهم وحرقهم ولماذا زعطوهم من أوروبا.

  • صوفي أشعري

    لوهابية خربو التعليم والإقتصاد والصحة والسياسة و...

    ولولا فطنة القائد المحنك فخامة الرئيس لخرب الوهابية البلاد.

    أظن أنه علينا إنشاء ثانويات متخصصة لتدريس التصوف والعقيدة الأشعرية للقضاء على الوهابية.

    ما فائدة الرياضيات والفيزياء مع وجود الوهابية والإخوان التوهبين؟

    طبعا يجب طرد الأساتذة المتوهبين والمتأخونين أولا.