أردوغان يهدد بإغلاق قاعدتين أمريكيتين والبنتاغون يعلّق

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الاثنين، أن وزارته تبذل كل ما بوسعها للحفاظ على العلاقات مع تركيا، وجاء ذلك على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء الأحد، تتعلق بإغلاق قاعدتي إنجرليك وكوراجيك العسكريتين.

وقال ممثل البنتاغون لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “نحن ننظر لوجود قواتنا في تركيا كرمز لالتزامنا المستمر منذ عقود بالعمل والمساعدة في الدفاع عن حليفتنا في حلف الناتو، والشريك الإستراتيجي تركيا”.

وأضاف قائلاً: “الوزارة تبذل جهوداً للحفاظ على هذه العلاقات مع تشجيع تركيا على إتباع سياسة بناءة بدرجة أكبر بشأن منظومات ‘إس 400’ الروسية، وسوريا والجوانب الأخرى التي توجد فيها خلافات”.

وتأتي تصريحات المسؤول الأمريكي ساعات بعد إعلان الرئيس التركي أردوغان، أن بلاده قد تغلق قاعدتي إنجرليك وكوراجيك العسكريتين، رداً على تهديدات الولايات المتحدة فرض عقوبات وقرار لمجلس الشيوخ الأمريكي يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن قبل 100 عام.

كما هددت تركيا مراراً بإغلاق هاتين القاعدتين العسكريتين، وعادة ما تلوّح باتّخاذ هذا القرار عند كل توتر دبلوماسي بين أنقرة وواشنطن.

ويستخدم سلاح الجو الأمريكي قاعدة إنجرليك الواقعة في جنوب تركيا في إطار مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، بينما تضم قاعدة كوراجيك الواقعة في جنوب شرق البلاد محطة رادار كبرى لحلف شمال الأطلسي.

وأكد الرئيس التركي أن قرار مجلس الشيوخ الأمريكي المتعلق بالإبادة الأرمنية المزعومة هو “خطوة سياسية بحتة لا وزن لها”. وأشار في هذا الخصوص، إلى أن الاستقطاب في السياسة الداخلية بالولايات المتحدة انعكس سلباً على تركيا.

فيما أوضح أردوغان أن بعض الجهات الأمريكية، على سبيل المثال، تستغل المستجدات المتعلقة بتركيا من أجل إضعاف الرئيس دونالد ترامب.

وشدد أردوغان أيضاً على أن قرار مجلس الشيوخ لا ينسجم مع روح التحالف بين تركيا والولايات المتحدة، ويتعارض مع التفاهم الموقع بين البلدين في 17 أكتوبر الماضي حول الشأن السوري.

وأكد أردوغان، أن تركيا “لن تقف مكتوفة الأيدي” في الوقت الذي تتخذ فيه الولايات المتحدة إجراءات ضدها.

وأضاف: “هل من الممكن عدم الحديث عن الهنود الحمر في الولايات المتحدة؟ التاريخ المتعلق بالهنود الحمر وصمة عار على جبين الولايات المتحدة”.

وقال: “سنغلق قاعدتي إنجرليك (بولاية أضنة) وكوراجيك (بولاية ملاطية) إذا استدعت الضرورة وعندما يحين الوقت المناسب”.

وكان مجلس الشيوخ الأمريكي، اعتمد، الخميس، مشروع قرار يعتبر أحداث عام 1915 “إبادة جماعية” للأرمن.

وأدان هذا القرار، وهو غير ملزم قانونياً، مختلف الأوساط التركية، ووصفته كتل حزبية بالبرلمان التركي بأنه “تحريف للحقائق التاريخية” و”جزء من لعبة سياسية قذرة”.