-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المدرب المصري سعد البقري في حوار لـ"الشروق"

أرغمت على مغادرة الشاوية.. بلماضي أبهر الجميع ومحرز لاعب حاسم

صالح سعودي
  • 1401
  • 0
أرغمت على مغادرة الشاوية.. بلماضي أبهر الجميع ومحرز لاعب حاسم
أرشيف

يرجع المدرب المصري سعد البقري في حوار لـ”الشروق” أسباب مغادرته اتحاد الشاوية إلى أسباب وعوامل تتعلق بالمحيط، رافضا الغوص فيها احتراما للفريق ورئيس النادي ياحي، مؤكدا أن تجربته مع أبناء سيدي أرغيس كانت من باب رد الجميل لياحي. في المقابل أثنى سعد البقري بكفاءة المدرب جمال بلماضي مع المنتخب الجزائري، واصفا إياه بالمدرب المؤثر والايجابي على جميع الأصعدة، فيما أكد بأن هناك عدة حسابات وجزئيات هي التي ستحسم في أمر الحائز على الكرة الذهبية الإفريقية.

بداية، ما سبب انسحابك من العارضة الفنية لاتحاد الشاوية؟

أوجه كل الشكر والاحترام لنادي اتحاد الشاوية ومحبيه، أحيي ياحي عميد أندية الجزائر على كل ما قدمه من أجل الفريق من أجل إعادة اتحاد الشاوية إلى مكانته الطبيعية بين الكبار، حيث منح الكثير من وقته لخدمة الفريق لسنوات طويلة، وقد سبق لي أن أشرفت على تدريب الفريق موسم 2000-2001، خلفا للشيخ كرمالي رحمه الله، أما عن سبب مغادرتي، فقد أرغمت على ذلك، حيث لم أكن أرغب في الذهاب خاصة بعد النتائج الايجابية التي سجلتها معه، من خلال مساهمتي في إحراز 15 نقطة من أصل 20 نقطة في المجموع قبل مغادرتي، ومادمت قد غادرت فلن أتكلم عن الأمور السلبية، وسأراعي مصلحة الفريق الذي أتمنى له كل النجاح.

البعض يتساءل عن السبب الجوهري وراء رحيلك مادام أن الفريق يتواجد ضمن كوكبة الفرق المرشحة للصعود؟

أكيد أن هناك عوامل لم تسمح لي بمواصلة عملي، ومحيط اتحاد الشاوية على علم بذلك، المهم قررت المغادرة بهدوء بعد الفوز بالأداء والنتيجة أمام شباب باتنة بهدفين لصفر. ما يمكن قوله أن محيط الفريق يجب الاعتناء به، لأن هناك من يخرب لمصالح شخصية، وقد اتضح للجميع من يخرب، مثلما اتضح من يريد بقاء الفريق في مستواه الحالي، فأنا راض على كل ما قدمته، حيث توليت الفريق في ظروف صعبة جدا، وفي مقدمة ذلك برمجة 5 مباريات في 19 يوما، وهذا يحتاج إلى تعامل سليم ودقيق في علم التدريب للمشي بنفس النسق للحفاظ على ثقافة الفوز، علما أن بطولة قسم الهواة صعبة جدا، وصاحب النفس الطويل من يقول كلمته في الأخير. ما يمكن قوله إنني أكن كل الحب والتقدير للرئيس ياحي وجمهور اتحاد الشاوية ولاعبيه.

هناك من شكك في كفاءتك الفنية، ماذا تقول في هذا الجانب؟

أتذكر أنني في موسم 2000-2001، دربت الفريق خلفا للشيخ كرمالي، وتركت بصمتي، وهذا الموسم أيضا، فأنا خريج مدرسة عريقة ليبزيك العريقة عام 2000 بألمانيا، تحت إشراف الاتحاد الألماني، تلتها شهادات من الاتحاد الإفريقي، كما حصلت على رخصة الاحتراف من الاتحاد الآسيوي، وهي أعلى درجة في علم التدريب في كرة القدم، تحصل عليها عدد قليل من المدربين في إفريقيا، أما عن الذين يشككون في إمكاناتي فعليهم العودة إلى مشواري مع التدريب، سواء مع الأندية الجزائرية أو أندية أخرى، منها نادي سموحة المصري موسم 2013-2014، رفقة المدرب حمادة صدقي حين احتلينا وصافة البطولة بفارق هدف عن نادي الأهلي، ووصافة الكأس أمام نادي الزمالك، وقاريا وصلنا مع الفريق إلى دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، دون نسيان مشواري المميز أيضا رفقة حمادة صدقي مع نادي وادي دقلة موسم 2017-2018 حين احتلينا المرتبة الخامسة في الدوري المصري.

كنت محل اهتمام إدارة مولودية العلمة، لماذا تعذر الاتفاق؟

المدرب دائما في سوق العرض والطلب، جئت إلى اتحاد الشاوية ردا لجميل الرئيس ياحي، وأنا سعيد بهذا الأمر، أما بخصوص الاتصالات التي تلقيتها من مولودية العلمة فكانت عبارة عن اتفاقات مبدئية مع وجود عوامل كثيرة كانت محل تحفظ وحالت دون ترسيم الاتفاق.

ما هي الجوانب الايجابية التي تحتفظ بها خلال مشوارك مع اتحاد الشاوية هذا الموسم؟

البداية كانت موفقة أمام فريق كبير بحجم مولودية باتنة يضم لاعبين مميزين مثل حاج عيسى وبهلول، وفزنا بـ 3 أهداف مقابل هدف، كان أنصار اتحاد الشاوية متخوفين في البداية، لكن الأداء كان رائعا، ومحل إشادة الأنصار، بدأ المشوار من هنا، وتوالى الأداء الجيد رغم وجود بعض العراقيل الصعبة في محيط الفريق، وكان الأداء أفضل من النتائج. أعتقد أن أهم نقاط نجاحي مع الفريق هو التكيف مع البرمجة واستعداد اللاعبين وحرصي على عامل الاسترجاع، كما أن آخر مباراة ضد شباب باتنة ستبقى في أذهان الأنصار، بعدما فزنا بهدفين لصفر وبأداء مميز أيضا، دون أن أنسى مباريات أخرى حاسمة مثل فوزنا الحاسم أمام أمل شلغوم العيد في اللحظات الأخيرة.

كيف تنظر إلى مستقبل اتحاد الشاوية ومدى قدرته في الصعود إلى الرابطة الثانية؟

حسابيا الفريق الذي يحصل على 40 نقطة بمقدوره الصعود، واتحاد الشاوية تركته وهو في رصيده 20 نقطة، وهو في حاجة إلى رصيد مماثل لتحقيق أهدافه، وبمقدوره أن يكون في مستوى تطلعات جمهوره.

من هي الفرق التي ستقول كلمتها في بطولة الهواة حسب رأيك؟

هناك مولودية قسنطينة التي تملك فريقا جيدا، ومولودية باتنة التي تتضمن أسماء كبيرة بارزة، كما أرشح اتحاد الشاوية وشباب باتنة وشباب أولاد جلال وهلال شلغوم العيد والتضامن السوفي، وفي الوقت نفسه انتظروا فريق التلاغمة، فهو يسير بخطى ثقيلة لكن عينه على الصعود.

بعيدا عن اتحاد الشاوية، ما رأيك في الإنجازات التي حققها المدرب جمال بلماضي مع المنتخب الجزائري، وفي مقدمة ذلك تتويجه بكأس أمم إفريقيا بمصر؟

أكرر المباركة الجميلة للشعب الجزائري على حصول منتخب الجزائر على بطولة أمم إفريقيا الأخيرة. وأنا أحلل مباريات منتخبات الجزائر ومصر والسنغال وتونس في قناة “أون سبورت” المصرية، طرحت السؤال التالي، ما مدى تأثير كل مدرب فني على المنتخبات المعنية، هل هو تأثير ايجابي أم تأثير سلبي، وقد وجدت أن جمال بلماضي الأكثر تأثيرا على جميع الأصعدة، حيث قدم أفضل نسق تكتيكي، وعلى المستوى الذهني استطاع أن يصل إلى عقول وقلوب اللاعبين إلى أعلى درجات مستويات الرقي في هذه الناحية، كما كان له تأثير فعّال من الجانب النفسي، وعرف كيف يغرس ثقافة الفوز داخل المجموعة. في الحقيقة هناك أشياء كبيرة وصل بها بمجموعة المنتخب الوطني في اختياراته التكتيكية، سواء في الرسم التكتيكي أو خطة اللعب، ما جعله يصعد إلى مصاف المدربين العالميين، من خلال العمل الجماعي دفاعيا وهجوميا، حيث لاحظنا صفات إرادية في لاعبي المنتخب الجزائري وطاقات متجددة في كل مباراة لها حساباته الخاصة، وقد رأينا مستوى يرقى إلى المستوى العالمي.

كيف تنظر إلى مستقبل المنتخب الجزائري على ضوء هذه البصمة التي أضفاها بلماضي؟

أنا متفائل جدا، وأتمنى أن يكون فيه استمرارية في العمل من أجل التأهل إلى مونديال 2022، وبصراحة أتوقع للاعبي بلماضي مزيدا من الرقي دفاعيا وهجوميا، وإن شاء الله بعد التأهل سيصلون إلى أبعد نقطة في المونديال، ومنتخب الجزائر قادر على ذلك بعقلية المدرب بلماضي وأفكاره التكتيكية المميزة، وكذا اختياراته في توظيف اللاعبين في الملعب.

في رأيك من سيتوج بالكرة الذهبية الإفريقية، في ظل التنافس بين محرز ومحمد صلاح والسنغالي ماني والبقية؟

جميعهم مؤثرون ويستحقون التتويج، لكل منهم موهبة، فالمقارنة ظالمة، لأنها شبيهة بالمقارنة بين ميسي ورونالدو، في الحقيقة كل لاعب له موهبته وخصوصياته، فمحرز يحسن التصرف الصحيح في اللحظة المناسبة أمام المرمى، أما محمد صلاح فلديه قوة انطلاقة غير عادية، حتى أن سرعته تفوق سرعة المدافعين وتسبب إزعاجا كبيرا خاصة في الأمتار الأخيرة قبل التسجيل، أما ماني اعتبره لاعبا متكاملا، فهو صانع ألعاب، ويحسن التصرف في مواقف صعبة جدا، وعليه يصعب الحسم وكل منهم يستحق الإشادة، ربما ستدخل بعض الحسابات والجزئيات، مثل إحراز كأس رابطة الأبطال أو كأس الأمم الإفريقية والدوري الإنجليزي وغيرها من هذه الحسابات.

هل من إضافة

أوجه تحياتي لأنصار اتحاد الشاوية ولعميد رؤساء الأندية الجزائرية عبد المجيد ياحي، سررت كثيرا بالعمل مع اتحاد الشاوية الذي أتمنى له الصعود، وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!