-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الوافدون إليها يناشدون وزير الصحة التدخل

أروقة مستشفى القليعة بين سوء التسيير وصراع دائم للمرضى

منير ركاب
  • 1200
  • 0
أروقة مستشفى القليعة بين سوء التسيير وصراع دائم للمرضى
ح.م

ناشد مرافقو المرضى الوافدين إلى مستشفى الحكيم يحيى فارس بالقليعة، في تيبازة، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، إرسال وفد وزاري إلى المستشفى، للوقوف على الوضع الذي اعتبروه “كارثيا”، انعكس على مختلف المصالح الاستشفائية، سيما مصلحة طب الأطفال والتوليد والاستعجالات الطبية، خاصة في فترة الدوام بالليل، علاوة على النقص العددي للأطباء، حيث يوجد طبيب واحد إلى اثنين لخدمة أزيد من 6 بلديات مجاورة، ما اعتبرها المحتجون “استهتارا” كبيرا بصحة المرضى.

بين الحاجة الملحة للعلاج وما تخفيه أروقة المستشفى

كانت “الشروق” قد التقت بعض المرضى ومرافقيهم خلال زيارة “غير مبرمجة” في فترة الداوم بالليل، بمصلحة طب الأطفال ومصلحة التوليد والاستعجالات، حيث وقفت على ما تخفيه أروقة المستشفى، وغرفها من أسرار، من المؤكد أنها أكثر خطورة، وبين الحاجة الملحة للعلاج ومرارة ما آل إليه المستشفى، يبقى المريض الوافد إليه في صراع دائم مع المرض، في محاولة له للامتثال للشفاء بأقل الأضرار، في وضع أقل ما يوصف به أنه “مزر”.

البداية من مصلحة الاستعجالات

البداية من مصلحة الاستعجالات، حيث كانت الساعة تشير إلى قرابة منتصف الليل، أول ما يلاحظ، كرسي متحرك واحد مكسور، وغياب عون الاستعلامات حيث يتقصى المريض معلومات وجهته، كما وجدنا طبيبا واحدا لتشخيص عشرات المرضى في انتظار دورهم، المرافق لآلامهم باختلاف جنسهم وعمرهم وتشخيص مرضهم، مصابيح أروقة مكسورة، أسِرّة بالية، وغيرها من المشاهد التي تزيد من ألم المريض ومن قلق مرافقيه، ناهيك عن العتاد الطبي القليل والقديم، ما يتطلب من المريض إجراء فحوصاته الطبية الكاملة في عيادات خاصة قبل الدخول إلى المستشفى، ومشكل النظافة الذي لا ينتهي في جميع مصالح المستشفى.

هاجس الطوابير الطويلة يؤرق المرافقين

وقفت “الشروق” على معاناة مصلحة طب الأطفال التي يتوافد عليها مئات المرضى بوجود طبيبين اثنين خاصة في هذه الفترة بالذات حيث ينتشر مرض الأنفلونزا وأمراض الحساسية، ويجد الآباء والمرافقون للأطفال المرضى أنفسهم في طوابير طويلة، قد ينتظرون خلالها دورهم لأزيد من 5 ساعات.

من جهته صرّح أب أحد الأطفال تعرض للإصابة في ساقه أنه فتوجه لمصلحة العظام، ليتم تجبيس ساقه قبل تشخيصه، فتعفن الساق المصاب بعد أسبوع رافقه ألم كبير، أخذ من خلاله إلى عيادة خاصة وتم نزع الجبس وأكد طبيب مختص أن الساق لم يكسر وتم تجبيسه من دون تشخيص ما أدى إلى تعفنه، وبقي في العيادة قرابة شهر، مؤكدا أن هذا الإهمال الكبير من طرف الأطباء والممرضين يؤدي في النهاية إلى كوارث ضحيتها بالدرجة الأولى المرضى.

جهاز السكانير متوقف

أكد مصدر من داخل المستشفى، تدعيم المستشفى بمصلحة جديدة خاصة بالأشعة والسكانير والتصوير الصوتي، ما يسمح بإجراء 16 عملية تصوير سكانير في اليوم الواحد، إلا أنه متوقف منذ أزيد من سنتين، مستغربا تخصيص الملايير لتجهيز المصلحة من دون توفير الطاقم البشري الذي يشرف على ضمان السير الحسن للخدمة الصحية العمومية، مضيفا أن هذا الإجراء مهم خاصة بالنسبة للمرضى الذين كانوا يتنقلون إلى غاية مستشفيي تيبازة والبليدة، علما أن ذات الجهاز كان يسيّر من طرف طبيب واحد تم جلبه من العاصمة، كما تجدر الإشارة إلى أن هذا الجهاز أصيب بأعطاب تقنية ولم يتم تصليحه لحد الآن.

معاناة الحوامل وهيستيريا الأزواج

وبالتنقل إلى مصلحة التوليد، خلال فترة الدوام الليلي، وقفت “الشروق” على معاناة الحوامل، بسبب النقص الكبير في الأسرّة وأخصائي التوليد، حيث يتحمل المستشفى الضغط الكبير في ظل توافد الحوامل من كل بلديات ولاية تيبازة، إضافة إلى النساء القاطنات في بعض البلديات التابعة للولايات المجاورة، فمسلسل تحويل الحوامل إلى مستشفى زرالدة بالعاصمة متواصل إلى حد الآن، خاصة الحالات المعقدة أو الولادات الأولى، فيما يجد بعض المواطنين أنفسهم مضطرين للتوجه إلى العيادات الخاصة وتحمل تكاليفها الباهظة.

من جهته أكد زوج إحدى النساء الحوامل، أن أحد الأطباء المشرفين على عمليات التوليد، أكد له استحالة القيام بعملية التوليد لزوجته مرجعا السبب إلى غياب العتاد والتجهيزات، طالبا منه زيارته في عيادته الخاصة لإجراء عملية قيصرية لزوجته الحامل بمبلغ 100 ألف دج، في الوقت الذي ظل فيه هذا الأخير متنقلا بين مستشفيات المهام بشرشال وسيدي غيلاس والقليعة في الفترة الليلية، ليحط الرحال بمستشفى زرالدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!