-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مسجد سيدي غانم

أسرار أول مسجد بني في الجزائر

فاروق كداش
  • 9665
  • 10
أسرار أول مسجد بني في الجزائر
مسجد سيدي غانم

يعمر مساجدنا الملايين من المصلين الذين يدلفون حين سماع نداء الصلاة إلى بيوت الله تحفهم الملائكة بالسكينة والرحمة… ومن منا لا يعرف جامع كتشاوة والجامع الكبير ومسجد علي بتشين وسيدي عبد الرحمن، لكن هل خطر في بالكم ما هو أول مسجد بني في الجزائر… “الشروق العربي” تعود بكم إلى 13 قرنا خلت وتكشف لكم عن أول بيت ذكر فيه اسم الله في بلد المليون شهيد.

أول آذان دوى في سماء أرضنا الطاهرة كان من مدينة ميلة العريقة من مسجد سيدي غانم الذي شيد سنة 59 هجري على يدي الفاتح “أبو المهاجر دينار” بعد اربع سنوات من فتح المدينة والتي كانت آنذاك مهدا للديانة المسيحية.

وأثار اسم مؤسس المسجد الكثير من الجدل واللغط بين مؤيد لنظرية “ابو المهاجر” وبين من يرجح أن من بنى المسجد هو “غانم بن عياض بن فاطر بن النذر”، ويقال أن نسب سيدي غانم يعود لحاتم الطائي.. وقد كان حسب روايات عديدة من قادة جيش أبي المهاجر.

ودلت الكثير من النصوص الأثرية على قدم مسجد سيدي غانم في التاريخ الإسلامي، كاتجاه المحراب نحو الجنوب، كما كان شائعا في المساجد الأولى في “المشرق العربي” وكذلك نوعية مواد البناء القديمة جدا ووجود بعض القطع النقدية من العهد الإدريسي، كما استلهم بناءو المسجد عمارته من المساجد “المدينية” نسبة إلى المدينة المنورة ومسجدي القيروان والأموي.

على خطى القديس أوغستين

وقد حدد علماء الآثار تاريخ بناء المعالم الأولى التي بني فوقها المسجد إلى العهد البيزنظي، وهذا من خلال دراسة الباب الشرقي لمدينة ميلة العتيقة والمسمى “باب البلد”، وقد تم الكشف من خلال حفريات أمام المسجد عام 1968م عن أنقاض الكنيسة الرومانية “البازيليكا” التي قد تكون الأقدم في الجزائر، علما أن مدينة ميلة احتضنت فعاليات مجلس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية سنتي 402 و416 ميلادي تحت رئاسة القديس المعروف ‪”أوغستين”، وشهدت تلك الحقبة نشاطا تنصيريا مكثفا، خاصة بعد هزيمة “الوندال” على يد البيزنطيين الذين دام حكمهم للمنطقة حتى سنة 674 ميلادية‪.

منارة بعدد أيام السنة

يعد جامع سيدي غانم أول مسجد في الجزائر والثاني في المغرب العربي بعد جامع القيروان، وكان بمنارته 365 درجا حسب عدد أيام السنة‪، وكان يبلغ علوها 62 مترا، غير أن الاحتلال الفرنسي هدمها واستعمل حجارتها لبناء كنيسة وسط مدينة ميلة والتي تحولت اليوم إلى “جامع المارابو”.. وفي تواطؤه الدائم لطمس كل الرموز الإسلامية والعربية، قسم الاحتلال الغاشم مسجد سيد غانم إلى قسم علوي للجنود والسفلي حوله لاسطبلات للأحصنة والخنازير، وحوّل دار الإمارة التي بناها أبو المهاجر إلى مطبخ للجنود، أما بيت الوضوء فتحولت إلى مرشات.

سيدي غانم في أدب الرحلات

يعود أقدم نص تاريخي حول قدم مسجد سيدي غانم إلى القرن الثالث الهجري للمؤرخ “ابن الخياط” تحدث فيه عن استقرار “أبو المهاجر دينار” في ميلة مدة عامين وبنائه للمسجد خلال تلك الفترة، وذكر المؤرخ الذهبي مدينة ميلة في معرض حديثه عن الفتوحات الإسلامية في منطقة المغرب العربي وشمال افريقيا، كما ذكر الجغرافي الشهير البكري والذي عاش في العصر الأندلسي مسجد سيدي غانم المحاذي لدار الإمارة بميلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • الواضح الصريح

    بثقافة النفاق و الدجل والشعوذة ( أساس الإرهاب ) هاته يمكن أعتبار تخريب ليبا وسوريا بالفتوحات ( شيء من الأحترام لبراءة الأطفال يا.......؟ ) رانا في 2018

  • واحد منكم

    مقال فضلا على أنه لايتضمن معلومات صحيحة كون أول مسجد بني في إفريقيا هو مسجد القرويين بعد سنة 1000 من قبل الغزاة فهو إهانة لسكان ميلة وليس افتخار لهم ان يكونوا أول من يستقبل الغزاة بالترحاب رغم ان ذلك غير صحيح ( الإسلام لم ينشره الغزاة إنما الجزائريون ).

  • passager

    d'abord je m'excuse de m'exprimer en francais parceque là où je me trouve il ny'a pas de clavier en arabe. Mais moi j'ai remarqué la chose suivante : Constantine et setif ont fait le monde , il ont libérés tous le Maghreb, il ont construit tous le Maghreb , tous le savoir leur appartient et maintenant je découvre qu'ils sont des déscendants des idrissides donc ils ne sont plus bèrbères et en plus ils ont contruit meme l'egypte encienne .... c'est extraordinaire

  • حفيد البناءين

    هل يعلم الجزاءريون بان البناءين الجزاءريين ساهموا في بناء الاهرامات في مصر.هل تعرفون من اي منظقة من الجزاءر.ادخلوا قوقل GOOGLE لتعرفوا الاجابة.لقد جاء هذا في احدى اعداد مجلة " المعرفة ".اقول لاخواني لا تستغربوا في الخبر لان بصمات الجزاءر في كل مكان من هذا العالم ما زال الجزاءري يسجل نفسه مع الكبار في كل المجالات.اتمنى ان تاتي الردود على الموضوع لنناقش بعضنا البعض بعيدا عن التعصب والمشاحنات.تذكروا المثل القاءل " يوجد في البحر ما لا يوجد في النهر ".عندما اطلعت على الموضوع في البداية اندهشت ولم اصدق نفسي ولكن تذكرت ان التاريخ الانسانية حافل بمشاركات اخواننا في كل المجالات.افتخروا باجدادكم...

  • نسيم

    الى نورالدين المغرب لم يكن يحكم حتى في جميع اراضيه الحالية بل جزء كبير كانت تسمى ارض السيبة ولم يكن للمغرب اي حكم عليها

  • ANA

    إلى السيد نور الدين: محاولة التغليط و الكذب لم يسلم منه حتى التاريخ إنها عقدة الإستعمار و الظلم ليس إلا.

  • خالد

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته شكرا الاخ عادل نحيتها من فمي بارك الله فيك

  • عادل مراد

    الى الاخ نورالدين.الادارسه لم.ياتوا من المشرق الى مراكش عبر الطائرة بل مشيا على الاىجل و ركبا على الحمير.فجغرافيا كان لزامل عليهم العبور على ارض الجزائر الشاسعه قبل الوصول الى بلاد المراكش.و ليكن في علمك ان عدد كبيره من الادارسه يسكنثن مدينه سطيف الجزائرية اليوم.
    المغرب لم يحكم.اي بلد بل كل هذا يدور في مخيلاتكم.

  • نورالدين

    وجود بعض القطع النقدية من العهد الإدريسي.يعني حكمها المغاربة يوم ما

  • محمد

    ربما يعيده السيد ميهوبي إلى الحالة التي كان عليها قبل تخريبه من المستعمر ...مثلما يعيد تمثال عين الفوارة إلى حالته قبل تخريبه . أو أن الأثار الإسلامية وآثار الدول المستقلة التي قامت بالجزائر في عصورها الذهبية لاتهم؟