-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تفوق على حريم السلطان سليمان

أسرار حرملك قسنطينة

فاروق كداش
  • 4772
  • 1

تلتقي قصص الباب العالي وروايات بايلك الشرق في درب الأسطورة لتحكي  قصة ألف جارية وجارية، عن شهريار قسنطيني وشهرزاد ايطالية جمعتهما الصدفة وفرقهما الانتقام… “الشروق العربي” اقتحمت أكبر حرملك في التاريخ وسجلت اعتراف 300 عذراء.

الكثير من الجزائريين ذهلوا من أحداث مسلسل حريم السلطان التركي بأحداثه التي تقطع الأوداج ومؤامرته التي يطأطئ لها رأس أكبر حاخامات اليهود خجلا… لكنهم لا يعرفون أنه وفي مكان غير بعيد تضرجت جدران قصر الحاج أحمد باي سلطان بايلك الشرق بدماء العذراوات وناحت العلجيات حزنا على حرياتهن المسلوبة…

الزائر لهذا القصر يدرك أنه بني من أجل تبجيل المرأة، غرفه المورسكية المعمار تدل على احترام صاحبه لخصوصية الأنثى. وعكس قصر طوبكابي الذي كان مليئا بالتحف الأوروبية واللوحات الزيتية لن تجد في قصر الباي تماثيل أو رسوما تنفيذا للتعاليم الاسلامية، بل تسحرك حديقة غناء يجتمع فيها السلطان مع زوجاته الأربع وجواريه لقضاء أمسية مخملية بعيدا عن صخب السياسة والتحالفات.

مقابل كل شخصية في حريم السلطان، كانت هناك شخصية جزائرية في حريم الباي… السلطانة الأم كانت السيدة شريفة أم الباي التي كانت تشرف بنفسها على شؤون القصر وترتيب أمور المطبخ لعدم ثقتها في الطباخين والخدم، وكانت تختار بنفسها الزنجيات اللواتي كن يعملن في التنظيف وتسكنهن في أكواخ قرب القصر..

بعد لالة شريفة، تعد ابنته فطوم أقرب امرأة إلى قلب الباي وكانت تحظى بمكانة أعلى من السلطانة مريم أو محرمة ابنة السلطان سليمان، فكان لديها جناح خاص يطل على كل زوايا القصر ومداخله.

المحضية المنتقمة

إن سجلت المخطوطات التاريخية أن السلطان سليمان كان متيما بهيام الشقراء الروسية،  فإن باي قسنطينة كان هائما في حب جارية إيطالية الأصل سميت بعد دخولها الحرملك بعائشة، كانت هذه المحضية أقرب للباي من زوجاته، لجمالها الفائق وقدها المياس، عيونها عيون المها ووجنيتها ورديتين وشعرها قطعة من ليل، حين تمشي يجلجل “مڤياسها” في كل زوايا الزليج، معلنا مثولها في حضرة العاشق.

وبينما انتقم سليمان من حب هيام القديم “ليو”، تآمر الباي على حبيبته بعد أن حاول شقيقها  “أحمد” أو أوغستينو سابقا الالتقاء بها بعد غياب طويل. كتب التاريخ تقول أن عائشة وأحمد اختطفا في طفولتهما من قبل قراصنة “البربريسك” من سواحل إيطاليا، وتم بيعهما في سوق النخاسة.. هي لحقت بقصر مندوب الباي في الاسكندرية وهو التحق بالجيش، وفيما بعد بالحامية التركية المكلفة بالدفاع أثناء الغزو الفرنسي، وبعد تراجع الباي إلى قسنطينة، اندلع تمرد للعبيد الأعجميين الذين اخبروه أن عائشة في سرايا الباي… ذهب أوغستينو مهرولا للقصر، غير أن الباي منعه من تحقيق حلمه بلقاء عائشة… توسل هذا الأخير رافعا صوته في حضرة الباي، ما اعتبر خرقا للبروتوكول، فأُمِر “الشاوش” بفصل رأس أوغستينو عن جسده… هذه الحادثة غيرت عائشة تجاه الباي وباتت تخطط لقتله حسب بعض المؤرخين… لكنها فشلت.

حملة تشويه

هناك بعض الأساطير روّجها الاستعمار عن عنف الباي وغضبه، وزعم كتاب الحملة الفرنسية على الجزائر أنه طرد أمه شريفة بعد أن توسلت إليه لعتق أحد المدانين، وأنه قطع رأس خادمات زنجيات اتهمن بتمني الموت للسلطان من قبل إحدى الجواري… كما حاول المؤرخون الفرنسيون تشويه سمعته ونعته بالشكاك والغيور وبأنه كان مصابا بالوسواس… كلها هلوسات مستعمر تفاجأ باستماتة الباي في الدفاع عن أرضه.

السنبل الجزائري

من بين الشخصيات الكاريزماتية في سرايا الباي  “القايد مرجان” الذي يقابله سنبل آغا في حريم السلطان، وكان يحمل لقب “قايد الدريبة”، أي حارس حريم السلطان، مهمته السهر على راحة الجواري وتوفير وسائل الرفاهية لهن، وكان يشرف مرتين في الشهر على الكشف الصحي للجواري بحضور الباي شخصيا، كما كانت من بين مهامه توزيع الألبسة والحلي والبخور والعطور والحناء… مستلزمات كانت المحضيات والجواري يتسابقن للحصول عليها لإغراء الباي.

أكبر حرملك في التاريخ

يؤكد المؤرخون أن قصر الحاج أحمد كان يضم 385 جارية من كل الأعمار والأجناس من القوقازية إلى الشركسية إلى الزنجية مرورا بالبلقانية والهندية… وكانت العلجيات، أي المسيحيات الأوروبيات من بين المفضلات لديه، ومنه جاء اسم “علجية” الرائج في منطقة الشرق الجزائري.

لضمان راحتهن وتجنب اختلاطهن، كانت الجواري تقطن في غرف منفصلة‪، وتنعمن بكل وسائل الراحة، لكن يا ويل وسواد ليل من تخون أو تتآمر فمصيرها في “كاف الشكارة” المعروف في المنطقة، تنهش جسدها الوحوش والكواسر، غير أن هذه الرواية فيها كثير من المغالاة، إذ يرى بعض الباحثين أن الباي لم يكن عنيفا لهذه الدرجة وكان يكتفي بحبس الجواري في قبو السرايا.

وحسب مصادر فرنسية غير موثوقة فإن عددا كبيرا من جواري “الحاج أحمد” تم تحويلهن إلى بيت دعارة في باب الجابية بالسويقة بعد سقوط قسنطينة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جززائري

    الافضل ان نكتب تاريخ فرنسا بايدينا خصوصا ايام دخولها على العاصمة و نصنع الافلام لكشف فرنسا التي كانت تقتل بالالاف خاصة الكابتن De Bourmond السفاح هذا روايات الشروق تين انالاروبيين مظلومين و أن المسلمين ظالمين وماذا عن الحروب الصليبية و القصة انتاج احمد باي تصورها القصيدة الشعبية أو المرثية التي لا تزال الى اليوم في الذاكرة و الفرنسيين يذكرون اخوان منهم و يصورون وحشية السلطان من خلالهما و لا يذكرون الآلاف الذين قتلهم الاستعمار...لسنا في حاجة إلى قصة تذهب بالمروءة الجزائرية