-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظاهرة التسول الإلكتروني

أشخاص يبتزون بمرضهم وحالاتهم الاجتماعية

صالح عزوز
  • 1022
  • 1
أشخاص يبتزون بمرضهم وحالاتهم الاجتماعية
ح.م

انتشرت ظاهرة التسول في المجتمع، بشكل ملفت للانتباه، وتعددت طرقه.. فقد كانت تقتصر بالأمس على فئة معينة من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها اليوم مست كل شرائح المجتمع، غير أنها في الآونة الأخيرة تعدت الطريقة التقليدية، فلم تعد تقوم على الوقوف أمام المساجد أو في وسائل النقل وكذلك الأماكن العمومية، بل ظهرت إلى الوجود طريقة سهلة للتسول، استطاع الكثير من الناس جمع أموال طائلة من خلالها، وهم جالسون في بيوتهم، حيث انتقل كثير منهم إلى الضرب على الوتر الحساس في دغدغة مشاعر الأشخاص، بصور تحكي معاناة معينة، من فقر أو مرض، وكذلك كلمات ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعها، يخاطب فيها ذوي القلوب الرحيمة، لقيت التفاعل من طرف الكثير من الأشخاص.. لكن، حتى وإن كان بعضهم صادقا، غير أنها تبقى طريقة حديثة للابتزاز.

دفعنا الحديث عن هذه الطريقة الحديثة للتوسل، ما وقفنا عنده في الكثير من القصص لمثل هؤلاء الأشخاص، في شبكات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها، وما وصلنا من منشورات وصور تستنجد بذوي القلوب الرحيمة، من أجل مساعدة مالية لشراء الدواء أو الزواج، أو لإعادة ترميم البيت الذي يقطر على عائلة تضم الكثير من الأفراد، وغيرها من القصص، التي تدمي القلب، وهو الوتر الحساس الذي يـتأثر به أغلب أفراد المجتمع الجزائري، فينطلق مهرولا من أجل مد يد المساعدة، حتى ولو كان هو أصلا يحتاج إلى مساعدة، ودون التحقق من الأمر، خاصة حين تتعلق المسألة بالأطفال الصغار أو المرضى.

دفعنا الفضول إلى التواصل مع شخص يريد مساعدة مادية من أجل إجراء بعض التحاليل الطبية على مستوى العاصمة، وهذا من أجل معرفة صدق حديثة، بعدما وصل نداؤه إلينا عبر صفحة الفيسبوك مرات ومرت.. هو شاب، يبلغ من العمر 25 سنة، يعاني من مرض لم يذكر اسمه، فقط بعد الفحوص الطبية، طلب منه إجراء تحاليل من أجل تشخيص مرضه.. فكانت المفاجأة، حين رفض الشخص التنقل إلى المستشفى القريب منا “مصطفى باشا”، من أجل إجرائها، على أن ندفع كل التكاليف، سواء السفر وغيره، وحتى المبيت، إن لزم الأمر، بل طلب منا إن أردنا المساعدة أن يرسل إلينا رقم الحساب البنكي، من أجل تحويل المال دون عناء التنقل أو إزعاجنا على حد قوله.

نستخلص من خلال هذه العينة، أن الكثير منهم لا يريد العلاج أو مساعدات غذائية أو مواد بناء وغيرها، بل يريد المبلغ المالي، وهو يتصرف فيه كيفما شاء.. فهل يعقل أن من يعاني من مرض ووجبت منه التحاليل الطبية، أن يرفض عرض التواصل معه من أجل إجرائها بالتنقل إلى أقرب مستشفى مع دفع كل التكاليف؟

لم تقتصر الظاهرة على جنس دون الآخر، فقد شملتهما معا، ومن كل الأعمار، والحالات الاجتماعية.. كل يحكي رواية أو ينشر صورة تحكي معاناته، سواء في البيت أم في مشفى طريح مرض معين.. وهي من الصور المتداولة كثيرا. طريقة استطاع الكثير منهم أن يدغدغ بها مشاعر بعض أفراد المجتمع، فحصلوا على مساعدات مالية معتبرة، دون حتى التحرك من البيت، لأنه في الغالب يصاحب هذه الصور أو المنشورات الحساب الشخصي للشيك أو الهاتف لمن يريد الاتصال والمساعدة.

تعتبر هذه الطريقة من الطرق الحديثة في ابتزاز الأشحاص، عن طريق استغلال المشاعر من أجل الحصول على المال. وسيلة قضت على الثقة في المجتمع بين الأشخاص، وأصبحنا لا نعرف الشخص الصادق من الكاذب، حين نريد تقديم يد المساعدة، كما ساعدت على ظهور شريحة تتكل على التسول، لما يدره من أموال كثيرة عليهم، دون عناء التنقل أو الوقوف تحت أشعة الشمس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • karim harague france

    ana hadou talabinn wallah wimout kodami sauf ila naarfou wlid houmti si nn hadou les histoires naarafhoum mlih