-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طالب الناصر مسعودي يروي أسرار العثور على لوحات بيكاسو في تيارت

“أطالب برد الاعتبار وعلى الوزارة كشف الحقيقة”

سليمان بودالية
  • 1723
  • 0
“أطالب برد الاعتبار وعلى الوزارة كشف الحقيقة”
أرشيف

تفاعل الناصر مسعودي، المسجون سنة 2008 على خلفية عثوره على لوحات بيكاسو، مع بيان وزارة الثقافة بخصوص لغز اللوحات السبع التي قضى بسببها ما يقارب العامين في الحبس.

وتساءل المتحدث عن سر جزم الوزارة بحقيقة أن اللوحات مزورة بدون إبراز أساس هذا الأمر كشهادة مخبر مختص مثلا، مؤكدا أن فترة سجنه كانت فرصة لطمس آثار جريمة التلاعب باللوحات. وكشف المتحدث أن بعض من كانوا معه في القضية تحولوا من متهمين إلى مجرد شهود فيما اختفى البعض من الملف من البداية رغم أهميتهم في القضية، مناشدا أهل الحل والعقد بإعادة الاعتبار له وللبحث عن حقيقة ما جرى وعدم الاكتفاء برواية زيف اللوحات!

ويروي الناصر ابن مدينة مدريسة في ولاية تيارت، قصة علاقته باللوحات التي بدأت لكونه خريج مدرسة الفنون الجميلة ورساما معروفا بمدينة مدريسة، حيث اتصل به أشخاص لسؤاله عن مدى صحة نسب مجموعة من اللوحات إلى بيكاسو، مؤكدا أن رواية العثور على اللوحات صدفة في بيته عند حفر بئر كانت مجرد سيناريو مختلق لإخراج أطراف من القضية كانت الرواية الحقيقية ستورطهم، فكانت الصفقة أن ينقذوه من السجن بتحوير الموضوع الأصلي وتسليم اللوحات السبع ليجد نفسه محبوسا واللوحات مختفية مع آثار عنف أبرزها سقوط أسنانه، فاستنتج أن توريطه في القضية كان لإيجاد الوقت لتهريب الكنز الثقافي!!

الناصر مسعودي أكد أنه رأى مجموعة كبيرة من اللوحات وتبين له لاحقا أن مصدرها كان بيتا لأحد المعمرين في مدريسة، فرانسوا قوماز، هو مكان إقامة بيكاسو نفسه، خلال الفترة الممتدة من سنة 1943 و1944، البيت الذي تعود ملكيته إلى بلدية مدريسة وتم التنازل عنه لفائدة إدارة تابعة لقطاع أشغال الطرق ثم توالى السكان عليه ومع ما يقومون عليه من تعديلات جعلته مجرد سكن بلا قيمة ودون إشارة إلى موضوع وجود اللوحات داخله، الأمر الذي يجب التوقف عنده إذا أرادت وزارة الثقافة الحقيقة.

ورغم إصراره على أنه ليس خبيرا في التعرف على زيف وحقيقة اللوحات ولا قادرا على تقليد لوحات عالمية إلى درجة المغالطة – ومنها تلك التي ظهرت على صور له – نشرت على الفايسبوك في السنوات الأخيرة- يعتقد أن ارتباط تلك اللوحات بمسكن أقام فيه بيكاسو يدعم التأكيد على صحتها كاشفا أن إحدى اللوحات التي بيعت في مزاد علني في دولة أوربية بقيمة 160 مليون دولار كانت هنا في مدريسة!

محنة لوحات بيكاسو جعلته يهتم به كثيرا وبفنه ومتابعة أحباره، فبعد خروجه من السجن افتتح معرضا فنيا في بيته واختص في بيع التحف الفنية قبل أن يغادر إلى العاصمة حيث يقيم هناك لعدة سنوات، متنقلا بين مسقط رأسه – مدريسة بتيارت- وإقامته الجديدة غير بعيد عن شارع أول ماي، ذاك الاهتمام ببيكاسو جعله يقف على عدة حقائق وهي قصة زواجه من جزائرية، اشتهرت باسم دورا مار، وهي في الواقع المسماة الجوهر عمارة، ابنة عين الحمام في منطقة القبائل الكبرى، حيث يستدل الناصر بعقد زواج بيكاسو بالجوهر عمارة، تم تداوله في وقت سابق على الانترنت، ليذهب بعيدا في الاعتقاد بصحة ما يقال حول نسب لوحة غرنيكا إلى الجوهر عمارة، التي كانت مصورة فوتوغرافية، أو على الأقل دورها الكبير في الإيحاء بما جاء فيها بدليل بعض الرموز الأمازيغية داخل اللوحة، ليضيف الناصر مسعودي حقيقة أن لوحة غرنيكا جسدت الحرب الأهلية الاسبانية وطغيان النازية دون أن يعيشها بابلو بيكاسو بينما كانت صورها الفوتوغرافية حاضرة عند دورا مار، زيادة على اختلاف الألوان في تلك اللوحة مما يرمز إلى دخول يد أخرى وقد اعتبرت بداية فترة جديدة في المسار الفني لبابلو بيكاسو.

بيكاسو تيارت- كما يعرف في المنطقة – البالغ من العمر اليوم 56 سنة والأب لخمسة أبناء، توصل في اقتفاء آثار بابلو إلى حدوث لقاء بيكاسو بفريد الأطرش ورسم هذا الأخير لغلاف إحدى الأسطوانات يحتفظ به الناصر ضمن مقتنياته الخاصة، لينتهي مطاف البحث به إلى عود فريد الأطرش نفسه عن طريق المرحوم خليفي احمد، حيث أن مسعودي عازف ماهر ويجيد اللعب على العود كما يتقن الرسم بمختلف مدارسه، يتجسد ذلك في معرض خاص في بيته.

هذا ويبقى برأي الناصر مسعودي ملف اللوحات السبع – وباقي اللوحات المختفية- ملفا فنيا لا يجب أن يتحول إلى ورقة سياسية تستغل في تصفية الحسابات بين وزارة الثقافة وخصومها، حيث يؤكد براءته من المسألة وأنه لا مع هذا ولا ذاك، وأنه خرج عن صمته للتوضيح أولا وللمطالبة برد الاعتبار له ثانيا، لأنه ضحية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!