أطروحة دكتوراه حول دور الجامعة العربية في دعم الثورة الجزائرية
-
-
2810
-
9
تحصل رئيس التحرير بجريدة “الشروق” رشيد ولد بوسيافة، الإثنين، على شهادة الدكتوراه في العلوم تخصص علوم تاريخية بدرجة مشرف جدا، عن رسالته الموسومة بـ”جامعة الدول العربية، حركة التحرر في المغرب العربي “1952- 1962″ من خلال تقارير أمينها العام – القضية الجزائرية – أنموذجا” تحت إشراف الدكتور محمد لحسن زغيدي، وقد استطاعت الدراسة الأولى من نوعها نيل إعجاب وتقدير لجنة المناقشة والحضور.
غصت قاعة المناقشات بقسم التاريخ بجامعة بوزريعة، بالعائلة والأصدقاء والزملاء بالإضافة لأساتذة مختصين في التاريخ وعميد الكلية الذي آثر تسجيل حضوره لمناقشة رئيس تحرير “الشروق”، وقد أثنت لجنة المناقشة المتكونة من الدكاترة الصادق دهاش، بشير سعدوني، محمد بلقاسم، أحمد بن جابو، وترأسها الدكتور مصطفى نويصر على اختيار الزميل ولد بوسيافة دور جامعة الدول العربية في دعم حركات التحرر في المغرب العربي، حيث جمع كل تقارير دورات مجلس جامعة الدول العربية في الفترة بين سنتي 1952 و1962.
وأوضح الأستاذ المشرف على الرسالة الدكتور زغيدي بأن هذا البحث هو إنفراد ولم يسبق دراسته، بالرغم من التطرق لجامعة الدول العربية في وجهات متعددة كدراسة وكبحث أكاديمي، غير أن التنوع وفق الأستاذ يتجلى في نوعية موضوع الدراسة فقد انصب على تقارير الأمين العام فهو مصدر المعلومة، وعبر المختص عن أسفه الشديد عند توجهه لمكتبة الجامعة وبحثه في التقارير وجد بأن نوعية الورق تعود للأربعينات والخمسينات وهي ملتصقة ببعضها البعض، مما يوضح بأن العرب لا يقرأون وأن هناك إرثا كبيرا فيما يتعلق بالجامعة العربية وملفات متعددة يتوجب دراستها.
وأكد الباحث رشيد ولد بوسيافة بأن جامعة الدول العربية قد أعادت ربط جناحي الوطن العربي الشرق والغرب، فقضايا التحرر في المغرب العربي كانت مجهولة في المشرق إلى حين تأسيس الجامعة سنة 1944، وتلاها إنشاء مكتب المغرب العربي سنة 1947، كما كانت الجامعة بوصلة للحركات التحررية العربية، فقد نجح الباحث في إجلاء الغموض حول ما يطرح على الجامعة بوصفها عدوة ولم تكن يوما شريكة للثورة الجزائرية ليكون ما قاله المجاهد آيت أحمد أحسن رد عليهم، معتبرا اهتمامها بالقضية الجزائرية كان مختلفا عن تونس والمغرب لاختلاف طبيعة الاستعمار في هذه الدول الثلاث، ففي الجزائر كان استعمارا استيطانيا، حتى أنها كانت توليها اهتماما كبيرا في تقاريرها وتقدمها على القضية الفلسطينية أحيانا، وقد عملت الجامعة على تدويل قضايا التحرر في المغرب العربي، وخلص الباحث إلى أن جامعة الدول العربية وهي أول كيان سياسي يجمع العرب تحت لوائه في السابق كانت تختلف كثيرا عن الصورة التي هي عليها اليوم، حيث غاصت في الصراعات العربية، وقد تبين له الاختلاف الكبير بين موقف الجامعة في السابق وموقف الدولة المصرية، فقد كانت الأولى دفع للوحدة العربية ولا تنصر أي طرف على حساب آخر.
وأجمعت اللجنة على أن رشيد ولد بوسيافة قد نجح في توظيف تقارير الأمانة العامة والمالية لجامعة الدول العربية ووصفوا الدراسة بالفريدة من نوعها وهي إضافة للبحث العلمي وتستحق أن تكون مرجعا ليمنحوا الزميل درجة مشرف جدا وسط زغاريد واحتفال الأهل والأصدقاء.
