-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رمضان وتغيير الحياة

أما آن لبرامجنا هذه أن تتغيّر؟

سلطان بركاني
  • 557
  • 0
أما آن لبرامجنا هذه أن تتغيّر؟

كثير هم الصّائمون الذين أمضوا سنوات بل عقودا من أعمارهم، يعيش الواحد منهم رمضان بأحوال وعادات لا تتبدّل وبرنامج ثابت لا يتغيّر. يسمع الخطب والمواعظ التي تحدّثه عن التّوبة والإصلاح، كأنّها لا تعنيه، ويرى من جيرانه وأقاربه من يتنافسون في رمضان على التّبكير إلى الصّلوات وختم القرآن وبذل الصّدقات، ولا تحدّثه نفسه بأنّه معنيّ بهذه المنافسة!
أعمارنا تنقضي سريعا، ورمضان يرحل ويعود، لكنّه يعود علينا كلّ عام والعمر يتصرّم والصحّة في نقصان، وقد يأتي على الصّائم أوان يعجز فيه عن كثير ممّا كان يقوى عليه قبل ذلك، فهل يليق وهل ينفع أن نبقى مصرّين على أحوالنا التي عشناها في رمضانات ماضية؟ هل ينفع أن نبقى مصرّين على برامج تؤدّي بنا كلّ عام إلى خسارة رمضان.. تجد الصّائم يقضي ليالي رمضان الغالية التي تُعتق فيها الرّقاب ويُجاب الدعاء ويُحقّق الرّجاء، ساهرا في المقاهي أو في الأسواق أو حول طاولة اللّعب مع الدومينو أو الورق أو أمام شاشة التلفاز يتابع المسلسلات وبرامج الترفيه، أو محدّقا في شاشة هاتفه يتابع ما ينشر على الفايسبوك ويحادث هذا ويضاحك ذاك.. إلى ثلث اللّيل الأخير، فإذا كان ثلث الليل الأخير تسحّر، ليغطّ بعدها في نوم عميق، لا يصلّي الفجر، وإن صلاها ففي بيته مسرعا، لينام بعدها إلى منتصف النهار أو إلى العصر، ويقضي باقي الساعات بين الأسواق والإنترنت.. وبعد الإفطار يقضي وقتا ليس بالقصير مع برامج الضّحك، ثمّ يأتي التراويح ليصليها في الصفوف الأخيرة، لا يقوم إلا إذا كبّر الإمام للرّكوع، لا خشوع ولا خضوع.. وربّما يصلّي بعض الرّكعات في دقائق معدودات لينصرف إلى المقهى التي يقضي فيها الساعات والساعات.. في اللّيل مع الإنترنت والمقاهي والقنوات، وفي النّهار مع الأموات.. قلبه لا يزداد إلا قسوة، وروحه لا تزداد إلا غفلة، وليس له من رمضان إلا الجوع والعطش والسّهر..
ربّما بيننا من مضت عليه عشرات السّنوات وهذه هي حاله مع رمضان وهذا برنامجه.. أما آن لنا أن نراجع برامجنا هذه؟ أما آن لنا أن نكفّ عن الإساءة إلى رمضان؟ أما آن لكلّ واحد منّا أن يتّخذ قراره بأن يكون رمضان هذا العام رمضانا مختلفا، يجعل لياليه للتراويح والاستغفار والدّعاء، وأيامه للصّلاة والذّكر وقراءة القرآن؟ قُلها أخي المؤمن: بلى والله قد آن، واتّخذ قرارك بأن يكون رمضان هذا العام مختلفا عن رمضان الذي عشته في سنوات مضت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!