-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمة تريد الزوال

أمة تريد الزوال
أرشيف

وجد بعض الجزائريين- ونخشى أن يصير البعض كُلًّا– الأسباب والمبررات الجاهزة لأجل تعليق فشلهم في الحياة، في عين الحسود والسحر المعقود والجن الذي يطاردهم في مركبهم ويعجن مأكلهم ويغتصب زوجاتهم، ووجد آخرون من الذين يسعون لأن يصير البعض كلا، فرصة العمر، لأجل ممارسة ما خفّ جهده وثقلت أرباحه، فمارسوا ما يوهمون به هذا البعض بأنه سيداويهم ويمنحهم الرزق والمال والولد، وهم أنفسهم لا يؤمنون به، وللأسف استعملوا في سعيهم “الخبيث” خير كتاب أنزل للناس.

والخرجة الأخيرة لشاب يزعم أنه باحث وهو من خريجي الجامعة الجزائرية التي صار تموقعها في المراكز الأخيرة مزمنا، عندما ألف مخطوطا يتكهن فيه بزوال ما يسمى بدولة إسرائيل بعد ثلاث سنوات، هو ألم آخر يعصف بالأمة، خاصة أن كل هذه الفجائع يصرّ أصحابها على ربطها بالكتاب الخالد الذي أمر الناس بأن يتعلّموا وبأن يعدّوا ما استطاعوا من قوة لمواجهة العدو، فحوّلوه إلى تمائم تعلق في الأعناق وأنفاس تسبح في الماء، وحسابات وطلاسم تدعو الناس إلى النوم العميق، مادام مصير إسرائيل سيكون حتميا نحو الزوال في سنة 2022، من دون إعداد للقوة كما جاء في سورة الأنفال، ومن دون طلب الزيادة في العلم، كما جاء في سورة طه، ومن دون التدبّر في الفرق ما بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، كما ورد في سورة الزمر.

المشكلة ليست في هذا الجامعي الذي أفنى سنوات شبابه، في تحويل كتاب الله الذي نزّله الله بالحق، إلى أرقام يحسبها كيفما شاء، ولا في هؤلاء الذين يزعمون محاربتهم لمعشر الجن ويشركون بالله في الزعم أنهم يمنحون الناس زينة الحياة الدنيا من مال وبنون، ولا في الذين ينطبق عليهم قوله تعالى في سورة البقرة: “إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا، أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار”، المشكلة ليست في هؤلاء فقط، وإنما في انعدام أي مشروع فكري يستلهم من الفكر الباديسي الذي هز عرش الجهل من طرقية ودجل، وعرش فرنسا، ويكون مبنيا على السعي لعقاب دعاة تجهيل الناس من دون شفقة، لأن ما يحدث حاليا لا يختلف عما حدث للجزائر بعد سنة 1830، عندما شجّع الاستعمار الفرنسي بعض المشايخ والطرقيين الذي أسكروا الناس إلى حدّ الثمالة، تحت القبب ومع “الزردات”، بينما استعمر الفرنسيون البلاد ولم يدخلوا قرية إلا وأفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة.

لقد استغلت فرنسا جهل وأمية الجزائريين في مقايضتهم بالجنة والشفاعة التي يمنحهم إياها “المشايخ والطرقيون وأهل الوعدات”، مقابل الأرض التي أخذتها في بعض المناطق على طبق من “شعوذة وتمائم”، والمصيبة الآن أن الذين يقودون هذه الحملات “التجهيلية” هم من خريجي الجامعة التي استصغر حامل حقيبتها “جائزة نوبل”، فأخرجت لنا من سيرمي إسرائيل في البحر بصفعة “طلسمية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الطيب

    أمة آيلة للزوال إلا أن يشاء الله ..

  • 2riadh

    سنة رسول الله ما جاء في كتابه وهي لكل الاديان وهذا ما يجب ان يفهمه كل مسلم بقوله تعالى { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } (سورة آل عمران 64) ولكن بفكر جديد ليس فكر الرواة التي جاءوا بها والتي ادت الى تدمير الامة بل سنة رسول اله هي اللسان العربي المبين ومقارنة معاني القران مع ما جاء في الايات المحكمة والمتشابه في كتاب الله فقط فان وافق المعنى الكتاي اخذنا به

  • sofiane

    عبد الناصر بن عيسى يعطيك الصحة في هذا المقال العلمي وليس الصحفي والله راك شيخ نصعرف بيك يالقسنطيني الحر