-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمريكا تتخلى عن حماية النظام الطائفي في العراق

أمريكا تتخلى عن حماية النظام الطائفي في العراق

سؤال يطرحه الشارع العراقي الآن: ما الذي دار في اجتماع عاجل بين ممثل المرجع الشيعي على السيستاني والمسؤول الرفيع في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ببغداد، في ظل انتفاضة تكاد تمتد إلى مدن العراق كافة، وتهدد أركان المنظومة الطائفية التي تدين بالولاء للنظام الإيراني؟
في حين تشتعل مدن العراق، في انتفاضة هدفها الأكبر إسقاط المشروع الطائفي في العراق، الذي غذت الولايات المتحدة الأمريكية موجته، ونصَّبت رموزه في أعلى هرم سلطة لا تمتلك سيادة، هبط ممثل السيستاني من طائرة “هليكوبتر” تابعة للقوات الأمريكية في العراق، حطت في المكان المخصص لهبوط الطائرات في مقر السفارة الأمريكية ببغداد، ليُقاد إلي مكتب مسؤول أمني أمريكي كان في انتظاره.
يدرك العراقيون أن الاجتماع الطارئ، بين ممثل السيستاني ومسؤول المخابرات الأمريكية، لم يكن اجتماعا تشاوريا متكافئا؛ فالمرجعية الشيعية فقدت دورها المؤثر، ولم تعُد شرائح المجتمع العراقي تستجيب لفتاويها ونداءاتها، التي وظفتها منذ بدء الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003.
ما يعني أن هذا الاجتماع غير المنتظر في الحسابات الراهنة، هو إعلان إنهاء دور “المرجع الإسلامي الشيعي الأعلى” وإلزامه بالكف عن إطلاق فتاويه، ودعواته الهادفة إلى حماية المنظومة الطائفية من السقوط في فخ فسادها وتبعيتها لـ”ولاية الفقيه”.
ومشهدُ زيارة وزير الدفاع الأمريكي الأسبق “رامسفيلد” لمقر إقامة السيستاني في النجف، ومنحه هبة مالية بلغت 200 مليون دولار، ثمنا لفتاويه بـ”تحريم مقاومة الغزو الأمريكي للعراق”، لن يتكرر، فإدارة دونالد ترامب، لم تعد بحاجة لفتوى لم يستجب لها أحد، سوى أتباع المنظومة الطائفية، التي تواجه الآن انتفاضة شعبية لا مثيل لها.
لكن استدعاء ممثل السيستاني إلى مقر السفارة الأمريكية في بغداد، على متن طائرة هليكوبتر عسكرية، له مغزى آخر، فهي الآن تستدعي من تريده، ولن تضطر للذهاب إلى مدينة النجف للقائه، كما فعل “رامسفيلد” في عهد جورج دبليو بوش، لتملي عليه ما تريد.
الأداة الطائفية سقطت، أسقطها معتنقو المذهب الشيعي أنفسهم، في عقر دار “المرجع الأعلى”، ولم تسقط على يد مذهبٍ آخر، وأحرقوا صور رموزها في شوارع العراق، ونبذوا أحزابها وميليشياتها التي منحها السيستاني غطاءً شرعيا زائفا، إيذانا بانتهاء زمن وجودها التخريبي.
وسارع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إلى الإعلان عن انهيار “الدولة” التي ليس لها وجودٌ أصلا إلا في مكاتب البعثات الدبلوماسية، التي يديرها طائفيون يدينون بالولاء لإيران، مدركا أن الولايات المتحدة الأمريكية التي حمت المنظومة الطائفية الفاسدة، تحقيقا لمصالحها وفق اتفاقية أمنية جائرة، قد غيَّرت مجرى سياساتها في الشرق الأوسط، وتخلَّت عن ضمان بقائها أمام غضب شعبي عقد العزم على إسقاط المشروع الإقليمي الطائفي التوسعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!