-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أولياء وأطباء يتذكرون شهداء الصحة الذين غيّبتهم الجائحة

أم الطبيبة وفاء تصرخ: لن أسامحهم.. سلبوني ابنتي!

سمير مخربش
  • 6367
  • 7
أم الطبيبة وفاء تصرخ: لن أسامحهم.. سلبوني ابنتي!
أرشيف

تذكر عمال الصحة زملاءهم من شهداء الجائحة في ذكرى تسجيل أول إصابة بكوفيد 19 في الجزائر، التي تزامنت الخميس، مع أول حالة من السلالة البريطانية وهي وقفة فتحت الجرح من جديد وسط الجنود البيض وذويهم الذين يرفضون النسيان، ولازالوا يعتبرونها كابوسا يوشك أن يخرج من دائرة الحقيقة، ومنهم من يرفض العفو عن من يعتبرونه سببا في وفاة أبنائهم.

زيارة الايطالي كانت بداية مأساة اكتسحت الوطن باعتباره قطعة من عالم ركع أمام الفيروس، فهلك الناس وتألموا وخافوا وفزعوا ولزموا بيوتهم فكان عام الرمادة الذي تساقطت فيه الأرواح ودمعت فيها العيون وتحسرت وتعصرت فيه القلوب.

واليوم تراجع الوباء لكن الجرح لم يندمل خاصة بالنسبة لعائلات فقدت أجزاء منها سقطت تباعا في أيام مشهودة. بعد عام إذن حق لبعض الأطباء بولاية سطيف أن يتذكروا زملاءهم من عمال الصحة فأحصوا 16 ضحية وقفوا لهم وقفة تكريم وإجلال مع ذويهم الذين التقينا منهم أم وفاء بوديسة من ولاية سطيف، تلك الطبيبة التي توفيت وهي حامل فقتلها الفيروس في شهر ماي وهي تؤدي مهامها بمستشفى رأس الوادي.
التقينا الأم وهي تبكي ابنتها وفي قلبها غصة تهد الجبال، بمجرد أن فاتحناها في الموضوع أجابت بدمعة ساخنة نزلت على خدها تروي مأساة أم لازالت تؤمن بأنها انخدعت فقالتها صراحة: “ماذا أقول يا بني لقد خدعوني في ابنتي ولن أسامحهم إلى يوم الدين”،هي ترفض العفو عن المسؤولين الذين رفضوا السماح لابنتها وفاء بالخلود الى الراحة لأنها كانت حاملا ولم يبق عن وضع مولودها سوى 40 يوما.وتقول أم وفاء: “إبنتي تعرضت للحقرة لأنها زوالية والمدير رفض أن يعطيها عطلة رغم أنها كانت حاملا في الشهر الثامن، ابنتي كانت تقوم بواجبها كطبيبة على أحسن ما يرام، والكل يشهد على ذلك كانت تسهر الليالي وتطلب مني أحضر لها الشاي حتى تتمكن من مواصلة المطالعة، وكانت لها طموحات كبيرة في مجالها المهني تريد أن تحققها لكن كل الأحلام تبخرت.

تغلب الدموع أم وفاء ثم تواصل:”لن أسامحهم بدءا من المدير إلى أعلى مسؤول لقد أحرقوا كبدي ومنذ 9 أشهر دمعتي لم تغادر خدي، أتنقل دوما إلى المقبرة لأبكي على قبرها لقد ماتت ابنتي على الطاولة، وهي تردد حسبي الله ونعم الوكيل وأنا أقول نفس العبارة وأرددها كل يوم في صلاتي”. هذه الأم الحنون التقيناها وهي تحمل حفيدتها ابنة الشهيدة، التي لم تتجاوز الرابعة من العمر والتي إذا سألوها عن أمها تقول إنها في الجنة.

في ذات الوقفة التقينا بأرملة عقيل جمّال الذي كان يعمل في مصلحة حفظ الجثث بمستشفى صروب الخثير بالعلمة أين فارق الحياة بعد إصابته بفيروس كورونا فتقول الأرملة : ” زوجي كان في الواجهة، لما كان يعمل لم نره مدة ثلاثة أشهر وحتى يوم العيد لم يكن معنا وفضل البقاء في المستشفى. صحيح هو الأجل، لكن هؤلاء الذين ماتوا وتركوا أهلهم وأولادهم وراءهم وأنا الآن جد متضررة، وحتى راتبه تراجع ولا يعطوني منه سوى 15000 دج وأنا أم لأربعة أطفال، فهل يعقل أن يكون هذا حالنا لقد مات زوجي وخدُّه مجروح بسبب الكمامة”.

هؤلاء هم شهداء الصحة وذووهم قد ينساهم الكثيرون مثلما تناسوا الفيروس لكن أم وفاء وزوجة عقيل وغيرهما الآلاف من الذين فقدوا أحباءهم في الجائحة يرفضون النسيان وجرحهم يبقى ينزف مهما طال الزمن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • فاطمة الزهراء

    ربي يرحمهم و يغفر لهم

  • Iaid

    زوجها مات بالفيروس وكان يعمل في المستشفى في حماية ولم تراه زوجته وأولاده ثلاثة أشهر أم وثلاثة أطفال 15000 دج والبرلماني 170 مليون بدون عمل أي عدل هذا والعدل أساس الملك كيف نتمنى من الخير ونحن نقوم بالباطل ياسي جعبوب كن شجاعا وقل الحق

  • Algerien

    ربي يرحمهم كونو على يقين ان الله يمهل ولايهمل كلهم سيوحاسبون على ما فعلو الذين ماتوا فهم شهداء

  • توم سوير

    15000 دينار لمن مات وهو يواجه الكورونا و نواب البرلمان يأخذوا 170 مليون نهاية خدمة و تقاعد مريح .... حسبنا الله و نعم الوكيل

  • المتمرس

    الم تتوبوا الى الله كفاكم ترهيبا وتخويفا فالناس قتلها الخوف وأنتم تقولون كرونا تبا لكم

  • غي أنا

    و برلماني يرفد إيده يعطوه 300 مليون .حسبي الله و نعم الوكيل.

  • ahmed

    (وما كان لنفس ان تموت الا بإذن الله كتابا مؤجلا )
    (اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولايستقدمون)