أنا حساسة.. لا أستطيع حبس دموعي

فنانة استطاعت أن تحلق عاليا في سماء الفن الأصيل، راهنت على الاختلاف في المظهر والمضمون، وولجت عالم الفن من بابه الواسع، تقف اليوم على منصة الشهرة، لما تقدمه من أغان من الفن الأصيل، لقيت رواجا كبيرا في كل الوطن العربي كوجه فني، راهن على الكثير من المعطيات في الفن، ولقيت اهتماما واسعا من طرف جمهورها.. زارتنا في مقر مجلة الشروق العربي، وتطرقت إلى الكثير من المواضيع المتعلقة بحياتها الشخصية والمهنية.

قبل الحديث عن منال حدلي الفنانة حدثينا عن اهتماماتك قبل ولوجك عالم الفن؟

قبل خوض غمار مجال الفن، وما أنا عليه اليوم، كان اهتمامي الوحيد، هو التركيز على دراستي، وكذا الفن الأندلسي مند الصغر، استطعت أن أتعلم العزف على الكثير من الآلات الموسيقية، على غرار “الموندولوين” ثم “الفيولون” الكامنجا، وفي نفس الوقت، كنت مهتمة بالرياضة، وبعد دخولي إلى المدرسة الراشدية للفن الأندلسي في مدينة شرشال، التي أعتبرها بمثابة انطلاقتي الأولى، حيث أحببت وتعلقت بالفن والموسيقى من خلالها، وفي نفس الوقت وفقت في دراستي.

تعتبرين وصلوك إلى النجومية التي أنت عليها اليوم صدفة أم مشروعا خططت له من قبل؟

قبل أن يكون واقعا، أكيد كان حلما، كنت أخطط منذ الصغر، أعتبره مشروعا كذلك، كنت دائما أحاول التوفيق بين الدراسة والفن، وكنت متأكدة من كوني إن لم أنجح في أحدهما، سوف أوفق في الآخر، والحمد لله وفقت في الاثنين، كفنانة وطالبة.

“حملت معاك” جاءت في شكل درامي، تعتبرينها بمثابة ترجمة لما تعانيه المرأة ودفاعا عنها؟

هي رسالة جاءت في شكل دفاع عن المرأة، الملاحظ أن ظاهرة “حقرة” المرأة من طرف الرجل متواجدة بكثرة، ليس في الجزائر فحسب، بل في كل الوطن العربي، أعتبر الأغنية دفاعا عن جنس الأنثى، من أجل التوقف عن هذه الظاهرة، كما أردت تجاوز المألوف، وهو الحديث ما عدا الحب، بل هناك جوانب أخرى يمكن التطرق إليها، لأنها لا تظهر للعيان، على غرار الإهمال وسوء المعاملة، أحببت أن يكون الفيديو كليب في شكل درامي يناسب الموضوع المعالج، وهو شيء جديد لمحبي الفيديو كليب في الجزائر، وربما لأول مرة يشاهدونه في هذا الشكل “الدرامي”.

غلبتك الدموع في بعض الحصص، ما سر هذا هل هي ترجمة لقساوة تمرين بها؟

أولا، طبيعتي كإنسانة أنا حساسة جدا، قبل أن أكون فنانة، تربيت منذ الصغر على المشاعر والأحاسيس، وهو الجو العائلي ككل، أثرت في الأغنية كامرأة وإنسانة، وكفتاة وصلتني الكثير من القصص في هذا الموضوع، وهي القسوة التي تعيشها الكثير من النساء ومعاناتها مع الرجل أو الزوج، لم أعش تجربة من هذه التجارب القاسية، لكنني رأيتها في المحيط ككل.

اخترت الطابع الأندلسي للذهاب إلى مسابقة “أراب أيدول” في بيروت، لماذا؟ هل كنت تعتقدين أنها مجازفة؟

صحيح، كنت متخوفة في البداية، لأنه كما تعلم في مختلف مسابقات الغناء في الوطن العربي، كان نفس الشيء المقدم من طرف الجزائريين، لكنني أردت أن أقدم شيئا مختلفا في هذه المسابقة. صحيح، أعتبرها بمثابة مغامرة، لكن مع مرور الوقت، كسبت الثقة في النفس، وقلت لم لا، ربما أحقق حلمي من خلال شيء مختلف، كما لاحظت أن لجنة التحكيم والجمهور يحبون الاختلاف، سواء من حيث العرض أم المظهر، والحمد لله.

على ذكر المظهر، ما سر ظهورك دائما بالزي التقليدي، ما هو السر؟

منذ أن كنت في الجمعية الراشدية للموسيقى الأندلسية بمدينة شرشال، تعودنا على هذا اللباس، وبما أننا نغني طابعا تراثيا يجب أن نظهر في مظهر كذلك تقلدي يحاكي أصالتنا، لكي نترك البصمة الجزائرية كذلك، من خلال الشكل والمضمون في الحفلات أو المهرجانات، لا أعتبر هذا اللباس التقليدي، لباسا قديما، كما يعتقد بعض الناس، أريد كذلك من خلال الظهور بهذا الزي، إظهار أن هذا اللباس مرتبط بأصالتنا، ويجب الفخر والاعتزاز به.

كيف كان رد الفعل ممن كان يعرفك قبل وبعد تحجبك؟

قبل أن أتحجب، كان العديد يرون أن لي مستقبلا زاهرا في هذا الميدان من خلال صوتي، لكن بمجرد تحجبي، اختلف الناس في هذا الأمر، لأن الكثير منهم يعتقد أن المرأة بحجابها في هذا الميدان، لن تلقى الدعم والاحترام، لأن في التفكير العربي ككل، يعتقدون أنه لكي تنجح المرأة سواء في عملها أم مشوارها، يجب أن تلبس لباسا معينا، لأنها في الغالب تتعامل مع الرجال خاصة في الوسط الفني، بالنسبة إلي حجابي هو قناعة شخصية قبل كل شيء، ولجت إلى هذا العالم بحجابي وأتقبل النتائج مهما كانت.

ماذا أضافت لك النجومية؟

الكثير من الأشياء.. تغيرت حياتي كليا، لست تلك الفتاة التي كانت منذ أربع سنوات، بقيت أحتفظ بطيبتي، الجانب الحساس، تفكيري وشكلي تغيرا، حياتي تغيرت من كل الجوانب، سواء الشخصية أم الفنية داخل وخارج البيت، أصبحت أعالج الأشياء في هذه الحياة بمنظار آخر، أصبحت حذرة جدا من كثرة ما حصل لي من طعنات، أصبحت لا أتواصل مع كل الناس، بل أختار بدقة المحيط الذي أتعامل معه.

ما هي ضريبة الشهرة والنجومية إلى حد الساعة؟ 

بصراحة، كانت الضريبة غالية جدا، وصلت في بعض الأح يان إلى أزمة نفسية، بالإضافة إلى هذا، الحياة الشخصية لم تصبح ملكا لي، أصبح الكثير من الناس يتدخلون في حياتي، بسبب الفضول، حرمت من حريتي.. ملخص القول، لم أصبح أتصرف تصرف إنسان عادي، وابتعدت كثيرا عن عائلتي، ومشواري أخذ مني الوقت الكثير.

 ما حقيقة علاقتك بالشيف بوراك؟

ذهبت إلى مطعمه مرتين، في المرة الأولى، كنت مدعوة من طرف أشخاص، والمرة الثانية كنت زائرة،لم تكن لي معه معرفة سابقة، ولا أملك أي فكرة عليه، في المرة الأولى سجلنا فيديو عفويا، لم أنتظر أن يحدثني عن الزواج، كانت مجرد مجاملة، وفي المرة الثانية حينما قدم لي باقة الورد، كانت حركة عادية بالنسبة إلي، ربما لا نملك هذه الثقافة في الجزائر، لذا ترجمت إلى أشياء أخرى، خاصة حينما تحدث عن زواجه القريب، لكن إلى حد الساعة لا يوجد أي شيء رسمي من طرفه، ولما كثر الحديث عن الفيديو قمت بسحبه، والغريب هو نفسه لم ينتظر رد فعل الجمهور وانتشاره في العالم العربي ككل، هذا كل ما في الأمر.

في زمن غلبت الرداءة على الفن الملتزم، كيف يمكن صد هذا الزحف في رأيك؟

الحفاظ على المبادئ، أنا مثلا سوف أبقى مصرة على تقديم كل ما هو أصيل ولا يغرني أي شيء، بدأت في الفن الأندلسي وسوف أبقى كذلك، يجب أن يكون الفنان هو المؤثر في الجمهور وليس العكس.

عرض عليك التمثيل من قبل؟

أحب كل ما هو فن، لا أجزم بأنني أقدم الأفضل في التمثيل، لكن ربما القليل منه، لو يعرض علي دور يجب أن يكون دورا رئيسا، وأكون متحجبة.

هل نجاحك كان بسبب الحجاب؟

الكثير من الناس يرون أن هذا النجاح مرتبط بهذا المظهر.

لو تخيرين بين النجومية والحجاب؟

 بكل فرح وسرور أختار قناعتي الدائمة، وهي حجابي.

أسئلة الجمهور؟

كم شخصا طلب يدك للزواج إلى حد اليوم؟

 كمشروع زواج رسمي تجربة واحدة فقط، وانقطعت، ولا علاقة له بالنجومية.

مميزات الرجل المستقبلي؟

يكفي أن يكون رجلا فقط بأتم معنى الكلمة، ولا أريده من نفس الميدان، ويكون أكبر سنا مني.

تريدين الزواج بجزائري أم أجنبي؟

الشيء الذي يحرمني من الزواج بأجنبي هو ارتباطي بعائلتي، أعتقد أن الجزائري يفهم المرأة الجزائرية.

ما الفرق بين منال متحجبة وغير متحجبة؟

أفضل أن أكون محجبة، أنا ملتزمة بصلاتي ولا أوذي غيري، أعتقد أن المرأة المتحجبة أحسن من غير المتحجبة وهذا رأي، لا يلزم أحدا.