-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السايح يتحدث عن التعايش وخيبات الاستقلال

“أنا وحاييم”.. تكسر طابو اليهود وحرب التحرير

زهية منصر
  • 3205
  • 12
“أنا وحاييم”.. تكسر طابو اليهود وحرب التحرير
ح.م
رواية "أنا وحاييم" للكاتب لحبيب السايح

يفتح الحبيب السايح في روايته الأخيرة “أنا وحاييم” ذاكرة الجزائر بين زمنين زمن الثورة وبدايات الاستقلال، ويتحدث عن التعايش بين الأديان والتنوع الذي كان يمكن أن يجعل من الجزائر جنة ثقافية بامتياز.

 يدخل صاحب “كولونيل الزبربر” إلى ذاكرة الجزائر عبر قصة صديقين حاييم بن ميمون وأرسلان حنفي ابن القايد حيث يسرد اللحظات المشتركة للحياة الطويلة بين الصديقين اللذين لم يفترقا إلى أن فارق حاييم الدنيا بمرض سرطان الدم.

من المدرسة الابتدائية إلى الجامعة يتوغل السايح في سرد القهر الاستعماري والظلم الذي تعرض له “الأهالي والأنديجان” لكنه في ذات الوقت يخرج من التاريخ الرسمي والمدرسي والنظرة النمطية للثوار. هل يعني أن يكون المجاهد في حرب التحرير مسلما بالضرورة؟ ألا يحق للجزائري أن يكون يهوديا ملتزما بقضية وطنه؟ ألا يمكن مثلا أن يكون القايد متعاطفا مع بني جلدته؟ كلها أسئلة تجيب عنها الرواية بطريقة ذكية وسرد جميل يرسم لنا لوحات رومانسية لمدن سعيدة ووهران والعاصمة يوم كانت مدنا مفتوحة على الثورة والاختلاف والجامعة. يوم كانت مكانا للنقاش والجدل الثري ومكانا للالتزام الفكري والثوري. فحاييم بن ميمون اليهودي يعتبر نفسه جزائريا ينتمي إلى الأنديجان الذين قهرهم الاستعمار يساهم من خلال صيدليته في دعم الثوار بالدواء ووالد أرسلان القايد يجد نفسه يستعمل نفوذه لدى الإدارة الفرنسية لرد الظلم عن أهل بلده.

الرواية أيضا تتطرق إلى المساحات الإنسانية التي كانت نافذة لمن عاش المرحلة على الاستمرار في التماسك في ضم الحرب والحب أيضا كان له دوره في المقاومة فالمرأة كما يرسمها الحبيب السايح في الرواية لم تكن على الهامش و لا كانت” حريم” ممنوع بل كانت عنصرا فاعلا في الجامعة وجبال الثورة وفي طرقات المدن وتقرير مصير البيوت.

من جانب آخر يرسم الحبيب السايح في روايته الخيبات التي عرفها الاستقلال من خلال استيلاء بعض السياسيين على واجهة الأحداث بغرض الاستفادة من الامتيازات وتحويل أملاك الأروبيين إضافة إلى موجة الانتقام وتصفيات اليهود والأقدام السوداء فغرقت الجزائر في العنف وضيعت فرصتها في تكريس التعايش وإرساء ثقافة المواطنة.

وقال الحبيب السايح لـ”الشروق” إن التطرق إلى مسألة اليهود لا تزال طابو، وهذا يعود إلى تراجع عن قيم التعددية وحظر الأحزاب والمنظمات والصحف التي كانت بمثابة الضربة التي أوقفت القفزة التي كان مقدرا للجزائر أن تقفزها وتسهم في بناء الدولة الحديثة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • مروى

    ستكون موضوع مذكرتي انشاء الله ...

  • عبدالقادر الجزائـــري

    قال الله سبحانه وتعالى :{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) سورة المائدة /// كلام الله سبحانه وتعالى هو أفضل رد على من يريد أن ينمق صورة اليهود

  • سمير بوناب

    التعايش بين المسلمين واليهود كان موجودا في مجتمعنا وتطرقت له رواية ربيعة جلطي بعنوان الذروة من عشر سنوات وهي أول رواية بالعربية تتكلم عن الموضوع اليهود في الجزائر رواية جميلة وتحدثت عن معاناة اليهود الجزائريين بعد قانون كريميو الذي سنه الاستعمار سنة 1870وفرق بين المسلمين واليهود الذين كانوا في تعايش فاصبحوا اعداء . وأن الاستعمار يمكن أن يستغل حتى الديانات لتفريق الناس .
    والسلام ورحمة الله وبركاته

  • عيسى

    عن أي تعايش تحكي أغلبيتهم و قفوا مع فرنسا يبدو لي أن هناك أمرا ما و خاصة إن كنت مقيم فرنسا

  • فتح الله

    المؤكد ان التعددية الثقافية اضافة للمجتمع. و لكن ما لا استسيغه ان نعوض التاريخ المدرسي بما هو روائي و خيالي.
    فالبحث التاريخي المعمق هو الوحيد القادر على تفسير ما حدث و تحميل اطراف محددة المسؤولية.
    اما عن حكاية يهود الجزائر ، فاتساءل لما يكثر نحيب اكثر من كاتب جزائري عليهم هذه السنوات دون غيرهم. لان فوضى النظام بعد الاستقلال جعلت الالاف المؤلفة تغادر البلاد من كل الديانات و العقائد.

  • amine

    لم أقرأ الكتاب بعد و لكن أشم رائحة فكرة : الصهيوني ناس ملاح

  • franchise

    - تأمّلوا جيدا هذه المصطلحات :
    " المساحات الإنسانية" ، "كسر الطابوهات" ، "التعايش بين الأديان و الثقافات" ، "الحب و حقوق المرأة. "
    ظاهرها ناعم و جذّاب ، و لكن باطنه فتنة و خراب. هذه مصطلحات ليست بالهيّنة بل وراءها استراتجية و خطط مدروسة. هي أداة و سلاح فتّاك في إختراق المجتمعات الإسلامية و إضعافها من الدّاخل
    للأسف الفنانين عندنا ذوي قلوب ضعيفة و يسقطون في فخ هذه الصطلحات بسهولة

  • محمدد بوغديري

    التعايش غير وارد على الإطلاق ، أظن أن سي السايح لم يعايش الثورة ولم يدرس تاريخ اليهود والقياد

  • أبو جابر

    هناك قاعدة نحوية مفادها" الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه " فحالة شخصيات القصة شاذة فلا تقاس على غالبية الجزائريين و ما يميزهم من عقيدة، و إضهار الكاتب- مع تحفظي الشديد على منهج الرواية و القصص- الواقعة أو السيرة المذكورة في الرواية بمظهر جمالي و أدبي يوحي للقارئ سَمت و أخلاق ليهودي-و إن كان كذلك- فالعقيدة الحقّا للمسلمين لا يجب أن تُغَيَب بأخلاق إكتسبها المذكور نفسه من المُعْتقِدين بها ممن عاشرهم من الجزائريين المسلمين، فلا تُغطى شمس الإسلام بإبهام الحميمية.

  • okba

    الظلاميون لايقبلون التعايش مع الاجر لانه الاخر انهم لايتقبلون الافكار الا افكارهم الانعزاليه التطرفيه الجزاير ساهم في تحريرها كل الجزائريين باختلاف افكارهم لسانهم ومعتقداتهم كان من المفروض ان ينعم بالحريه كل الجزايريين دون اقصاء ولكن للاسف اصحاب النطره الضيقه القومين الموحدين لا يقبلون الاخر.

  • الشارف تكوك

    أنا أؤيد كاتب المقال فكثير من اللصوص تسلقوا الثورة الجزائرية وأفسدوا فرصة القفزة إلى الضفة الأخرى

  • أبو جابر

        اضهار و إبداء ما يتناسب مع الظرف مكانا أو زمانا، ليس بالضرورة ما يجب علينا فعله أو إدراجه جزافا، فترجيح المصلحة العامة و تقدير العواقب السليمة من المعني، يجدر أن يقدمه على ما اُستسيغ من أُلفَة و عِشرة، فليس كل لذيذ صحيّ.