-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المال يفجر كرة القدم الجزائرية

أندية تعيش في بحبوحة مالية وأخرى تتسول

الشروق العربي
  • 953
  • 3
أندية تعيش في بحبوحة مالية وأخرى تتسول
ح.م

تعيش كرة القدم الجزائرية، قبل انطلاق الموسم الكروي، في دوامة من المشاكل، جعلت أغلبية رؤساء الأندية يصيحون بصوت واحد: “نعاني أزمة مالية خانقة وعلى المسؤولين التدخل لحلها قبل انطلاق أصعب موسم في تاريخ الكرة الجزائرية”. وهذا بسبب جائحة كورونا، ومن جهة أخرى، إجراء بطولة بعشرين ناديا، وهو ما يجعل نهايتها تتأخر، وهو ما قد يحدث أزمة يصعب الخروج منها.

الظاهر، قبل بداية الموسم الكروي، ومن خلال عملية انتدابات الأندية، أن بعض الفرق جاهزة للمنافسة من خلال الانطلاقة المبكرة في التحضيرات، خاصة أنها تملك ميزانيات محترمة من مصادر التمويل من طرف مؤسسات وشركات عمومية، وأخرى تتخبط في مشاكل عديدة، منها المالية والتنظيمية، بسبب تراكمات الديون وضعف الموارد المالية التي تسببت في هجرة أغلب الركائز، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على سير التحضيرات وضبط تعداد الموسم الجديد.

خمسة فرق محترفة على الطريقة الأوروبية

وفي متابعة لأندية المحترف الأول، يظهر جليا أن أندية المولودية العاصمية وشبيبة القبائل وشباب بلوزداد وقسنطينة واتحاد العاصمة، لم تجد أي صعوبة، سواء في عملية الاستقدامات، حيث منحت أموالا طائلة للاعبيها، تجاوزت في بعض الأندية عتبة الـ 300 مليون شهريا أو أكثر لبعض اللاعبين، وجلب مدربين من الخارج أحدهم جلب في طائرة خاصة رفقة لاعبيه وطاقمه والتحضير في أحسن الفنادق. وأجرت هذه الأندية تربصاتها في أحسن المراكز والفنادق ودون مشاكل تذكر. كما حرصت هذه الأندية على ضبط أمورها التحضيرية، من خلال استهداف أبرز العناصر البارزة في البطولة، مع جلب لاعبين من خارج الوطن، بحكم أنها تتوفر على شركات أو مصادر تمويل مكنتها من التكيف مع التحديات المقبلة، على غرار شبيبة القبائل التي كانت في صدارة الأندية التي باشرت التحضيرات بشكل مبكر. كما خطت مولودية الجزائر خطوات مهمة رفقة اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد وبقية الأندية التي تتوفر على شركات ومصادر تمويل مريحة.

أندية تتمتع بشعبية لكنها تتخبط في مشاكل إدارية ومالية

من جانب آخر، بدت العديد من الأندية حريصة على الوفاء لتقاليدها في البطولة، بناء على ماضيها الكروي وثقلها الشعبي. وهذا رغم المشاكل الإدارية والمالية التي تعاني منها، بحكم أنها مرت بمتاعب انعكست عليها سلبا مع نهاية الموسم المنصرم، ولو أن ذلك لم يمنعها من محاولة رفع التحدي، على غرار وفاق سطيف الذي يريد أن يكون في مستوى تطلعات أنصاره تحت قيادة المدرب التونسي نبيل الكوكي. فيما تعمل أسرة نصر حسين داي في صمت، موازاة مع انتداب المدرب لكناوي في وقت مبكر، والمراهنة على اصطياد العديد من العصافير النادرة، في انتظار البرهنة خلال المحطات الرسمية. أما مولودية وهران، فتريد التغلب على مشاكلها، بدليل تعاقد إدارة محياوي مع المدرب الفرنسي كازوني، وانتداب عدة أسماء تنشط في القسم الأول، مقابل التخلي عن أسماء أخرى لأسباب مختلفة. كما تعمل إدارة شبيبة الساورة في هدوء، وكلها حرص على أن يكون نسور الجنوب رقما فاعلا في الموسم المقبل، شأنها شأن نادي بارادو، الذي يبقى وفيا لسياسة التكوين ومنح فرص البروز للعناصر الشابة والموهوبة.

فرق غارقة في الأزمات وتريد تفادي النكبات

وبحكم أن الفرق التي ذكرناها سابقا تبدو في خانة الأندية الميسورة ماديا والمقبولة إداريا وهيكليا، فإن هناك عددا معتبرا من أندية القسم الأول تتخبط في مشاكل بالجملة، بدليل أنها تسير متطلباتها بميزانية مستوى القسم الهاوي، بسبب ضعف الإعانات وغياب مصادر تمويل قارة، على غرار نجم مقرة الذي يحرص على حسن توظيف رأس المال البشري، باستهداف المواهب الشابة وطاقم فني يقوده باشا، مقابل انتداب أكثر من 16 لاعبا من فرق مختلفة. فيما حرص اتحاد بسكرة على مباشرة التحضيرات وسط إقدام إدارة بن عيسى على عدة انتدابات تجمع بين الشبان وأصحاب الخبرة، مع إقناع بعض القدامى بالتجديد، في الوقت الذي واجهت أسرة اتحاد بلعباس متاعب كبيرة لضبط التعداد، بسبب أزمة المال وهجرة العديد من الأسماء البارزة، ما جعل المسيرين يسعون إلى تدارك الوضع في الوقت بدل الضائع، وهو الوضع الذي لا يختلف عن وداد تلمسان الذي يريد رفع التحدي بسلاح الاستقرار، بعد إقناع المدرب عزيز عباس بمواصلة مهامه للموسم الثاني على التوالي، وانتداب أسماء يعول عليها محيط النادي. وهو المشهد الذي يميز أولمبي المدية الذي عمد إلى إعادة ترتيب البيت أملا في الصمود وتفادي الأخطاء السابقة.

أندية في القسم الأول انتدبت مدربين في الوقت الضائع

ومن الجوانب التي تعكس معاناة الكثير من أندية القسم الأول في الشق المالي، هو العجز الواضح في القيام بانطلاقة ميدانية، حتى إنها تأخرت بشكل واضح في تدشين عملية التحضيرات للموسم الجديد. والأكثر من هذا، فقد عجزت عن انتداب المدربين في الوقت المناسب، فضلا عن مشكل الهجرة الجماعية والعجز في مواكبة متطلبات الميركاتو الصيفي، على غرار ما حدث لجمعية عين مليلة التي عرفت نزيفا حادا مس أبرز لاعبي الموسم المنصرم. كما أن وضع شبيبة سكيكدة ليس أحسن حالا من أبناء قريون، وهذا رغم الوعود بتمويل الفريق من طرف شركة الميناء، ما يجعل إدارة قيطارني أمام حتمية ضبط الأمور قبل فوات الأوان، وهو نفس الرهان الذي ينتظر سريع غليزان الذي تعول إدارته على خدمات المدرب شريف الوزاني، شأنها في ذلك شأن جمعية الشلف التي تبحث عن نفسها وسط متاعب بالجملة بسبب أزمة المال ومخاوف الأنصار، مخاوف تسود محيط النادي للموسم الثاني على التوالي.

وعلى ضوء هذه المعطيات الأولية التي تسبق مجريات الموسم الكروي الجديد، فإن الكثير من المتتبعين يتساءلون عن مستقبل بطولة القسم الأول التي تعد النموذج الأساسي الذي يعكس صورة وواقع الكرة الجزائرية، مادامت أغلب الأندية تعاني ماديا وتنظيميا، بعدما وصل بها الأمر إلى العجز في ضبط الحد الأدنى من المتطلبات، خاصة في ظل عدم حيازة ثلثي الأندية شركاتٍ أو مصادرَ تمويلٍ قارةً، وهو الأمر الذي ينبئ بمتاعب أكثر عمقا وتأزما في منتصف الموسم، حيث تزيد حدة المطالب المالية، موازاة مع مطالب اللاعبين بتسوية المستحقات، وكذا ضغوط الأنصار التي تصب في خانة تحقيق أهداف طموحة تصب في خانة الأدوار الأولى، أو تفادي السقوط.. وهو أضعف الإيمان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • tlemcen bab el 3asa

    زطشي هو سبب و ناقص التسير زطشي واتحاده وتوظيفه بشكل غير قانوني

  • اين الجزائر الجديدة

    لاعب يتقاضى شهريا 300 مليون على الاقل شهريا وطبيب اخصائي رئيس (جراح او طبيب عظام او......) وبالاقدمية اكثر من 25 سنة لا يتعدى دخله 20 مليون على الاكثر شهريا اين هي العدالة ماذا قدموا للشعب مع انه مال الشعب سوناطراك والله حرام عليكم حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم.....

  • Karim dz

    موضوع حساس جدا يا شروق.نحن في عهد الديمقراطية والجزاءر الجديدة. نريد منكم أن تعملو لنا حصة في قناتكم يقدمها المخضرم قادة بن عمار ليفهم الشعب برمته. كيف لفريق أن يأتي بلاعبين بأثمان ضخمة جدا وفريق آخر لا يستطيع حتى يمسك لاعبي الموسم السابق.. كيف لفريق مثل مولودية الجزائر أن ينتدب ثلاثين لاعبا بأكثر من 250 مليون شهريا للاعب وا مع أن هذا الفريق كل مرة يلعب منافسة خارجية .يوسخ سمعة الكرة ببلادنا..ماهو الفرق بين المولودية ووفاق سطيف مثلا .. لماذا الوفاق في كل سنة لايستطيع حتى إنتداب لاعب واحد وكل اللاعبين يفضلون المولودية نظرا لبحبوحة سوناطراك..أين هو العدل في تقسيم الثروة دون نسيان الفرق الاخرى