أنصار الخضر يستحضرون أفراح موقعة أم درمان

بمجرد نهاية المباراة التي جمعت بين المنتخب الوطني الجزائري ونظيره الغيني، لحساب الدور ثمن النهائي، من نهائيات كأس إفريقيا بمصر في حدود العاشرة من ليلة الاثنين، حتى خرج أنصار الفريق الوطني إلى شوارع غالبية مدن شرق البلاد مثل قالمة وسكيكدة وقسنطينة، للاحتفال في ليلة بيضاء بالتأهل للدور ربع النهائي، بعدما أطلقت مواكب السيارات المغطاة بالراية الوطنية العنان لمنبهاتها، إيذانا ببدء الاحتفالات التي استمرت إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، وشارك فيها سكان المدن الكبرى، وبلدياتها المجاورة، ما تسبب في عرقلة حركة المرور عبر شارع سويداني بوجمعة بقلب مدينة قالمة والطرق المؤدية إليه، وشارع ليزاركاد في سكيكدة ولابريش في قسنطينة، فيما اصطف آخرون على الأرصفة حاملين الأعلام الوطنية، بمختلف أحجامها، وتعالت الأهازيج والأغاني التشجيعية التي بلغ صداها إلى مختلف أرجاء المدن في أجواء صيفية حارة جدا، استعاد فيها أنصار محاربي الصحراء ذكريات ملحمة أم درمان قبل نحو عشر سنوات كاملة، وانتصارات الخضر في مختلف المنافسات القارية ونهائيات كأس العالم خلال تلك الفترة. وقد صنع الأنصار الفرجة، في شوارع المدن بهتافهم وأهازيجهم التشجيعية التي عبروا فيها عن فرحتهم الكبرى بالتأهل الذي تحقق بعد سنوات وعلى أرض الفراعنة، الذين غادر فريقهم المنافسة القارية سهرة السبت.

الأنصار من مختلف الأعمار، ومن بينهم نساء وشابات حملن الراية الوطنية وأطلقن العنان لألسنتهن بالزغاريد التي تجاوب معها الشباب بإطلاق الشماريخ والألعاب النارية، ابتهاجا بما حققه رفقاء المايسترو رياض محرز من انتصارات متتالية في مصر، وعدم تلقيهم أي هدف طيلة المباريات الأربع التي لعبوها لحد الساعة. وكانت مختلف بلديات المدن الكبرى قد ضبطت عقارب ساعاتها على موعد مباراة الدور ثمن النهائي أول أمس، وتهيأ الأنصار لهذا الموعد بنصب شاشات عملاقة وحتى إخراج أجهزة تلفزيون من بيوتهم ولمّ شمل بعضهم البعض، لمشاهدة المباريات جماعيا في الأحياء والمقاهي والمطاعم وحتى في المركبات السياحية كما كان الشأن في فندق روايال توليب بسكيكدة، والساحات العمومية، حيث صنعوا أجواء تشجيعية لم تختلف كثيرا عن تلك الصور التي بثت على شاشات التلفزيون مباشرة من ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة. وتجاوبوا كثيرا مع الروح القتالية لعناصر التشكيلة الوطنية وأداء اللاعبين الذين أعادوا الفرحة للجماهير الجزائرية، بتسجيلهم للأهداف الثلاثة في شباك حارس الفريق الغيني. ولم تسجل خلال احتفالات الأنصار بانتصار وتأهل الخضر ليلة أول أمس أي حادثة تذكر، عدا الصور الجماعية التي التقطها الأنصار في شوارع المدينة في أجواء سلمية على طريقة مسيرات الحراك الشعبي كل يوم جمعة، ويأمل المناصرون في فوز قادم وكبير، يوم الخميس لتتسع رقعة وزمن الاحتفالات الشعبية.