-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بولايات الجنوب

أهداف حكومية كبيرة وواقع محتشم في التحول نحو الطاقات النظيفة

الشروق
  • 272
  • 0
أهداف حكومية كبيرة وواقع محتشم في التحول نحو الطاقات النظيفة
ح.م

تعتبر الطاقة الشمسية البديل عن موارد الطاقة الحالية، خصوصا بالنسبة إلى مناطق الجنوب التي تعتبر أفضل فضاءات إنتاج هذه الطاقة، بالنظر إلى حجم تعرض المنطقة لأقوى وأطول الساعات لأشعة الشمس التي تعتبر العنصر الأولي في هذه التقنية.

وتعتبر مبادرات السلطات المحلية بالمنطقة غير كافية في هذا المجال، حيث لا تزال عملية التحول من مصادر إنتاج الطاقة التقليدية الناجمة عن استعمال مختلف أنواع الوقود خاصة الغاز والديزل، نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح محتشمة، ولا تكاد توجد في سوى تغطية بعض المناطق النائية وتجمعات البدو الرحل، بينما لا تعتبر هذه التقنية مستغلة لإنتاج الطاقة للمدن الكبرى بالجنوب، إلا بأحجام صغيرة، على غرار محطة الإنتاج بمدينة جانت بولاية إيليزي، وتلك الواقعة بمدينة تسابيت بولاية أدرار، وهما المحطات اللتان تنتجان فقط 3 ميقاواط لكل منهما، من مجموع 5 محطات أخرى منجزة بالمنطقة، جاءت بمبادرة من وزارة الطاقة، تعود إلى عام 2009، حين أطلقت مشاريع تجريبية لإنجاز محطات لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، بينما تمتلك الجزائر– وفق إطارات من قطاع الطاقة- برنامجاً لإنجاز 15 محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية و4 محطات لإنتاج الكهرباء بطاقة الرياح، كلها موجهة إلى الجنوب الجزائري، وهي تسهم فقط في دعم إنتاج المحطات الحلية بالمنطقة التي تستعمل وقود الديزل، بمعنى ليست محطات قائمة بذاتها لتموين الساكنة بالمنطقة.

وتفيد الإحصائيات الحالية لوزارة الطاقة بأن إنتاج الجزائر من الكهرباء بالطاقة النظيفة لا يزيد في الوقت الحالي عن 5%، على الرغم من وجود 15 مشروعاً لإنجاز محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية قيد الإنجاز، ووجود 5 محطات صغيرة دخلت الخدمة فعليا، وفضلا عن ذلك، فإن إنجاز تلك المحطات تكفلت به مؤسسات أجنبية وآسيوية على وجه التحديد، في وقت تسجل الجزائر إنتاج أكثر من 85 بالمائة من إنتاجها من الكهرباء– وفق إحصائيات رسمية- بواسطة محطات تعمل بالغاز الطبيعي، بينما تتوزع المحطات الأخرى بين محطات تعمل بالديزل ومحطات تولد الكهرباء بواسطة تدفق مياه السدود، على مستوى عدد من مدن الشمال، إذ رغم المخطط الحكومي الذي يتحدث عن أهداف بتمكين البلاد من إنتاج 27 بالمائة من طاقتها الكهربائية بالطاقة المتجددة، في آفاق 2030، والتوجه نحو زيادة تصدير النفط والغاز في ظل المتاعب والصدمات النفطية الناتجة عن تراجع مداخيل البلاد التي تعتمد بصورة كبيرة على البترول.

إلا أن الواقع لا يزال عذريا في قطاع الطاقة النظيفة خاصة بالجنوب، خصوصا في جانب المنشآت العملاقة لإنتاج الطاقة الشمسية، وكذا التأخر في اكتساب الخبرة المطلوبة في التسيير والتحكم في الطاقات المتجددة، حيث لا تزال حتى بعض التجارب الصغيرة لتزويد البدو الرحل- على بساطتها- تعاني من مشاكل كثيرة، مرتبطة بغياب صيانة تجهيزات توليد الطاقة الموزعة على سكنات المواطنين، وكذا غياب التكوين المتخصص أو التحول نحو تكوين اليد العاملة البسيطة، وحتى المتخصصة في المجال، التي لا تزال أعدادها بالمنطقة قليلة ولا تكفي حتى لصيانة وتشغيل ما هو متوفر من تجهيزات، فيما تبقى آمال السلطات الحكومية أكبر بكثير من الواقع، الذي يفترض أن يوفر للجزائر، وللجنوب الجزائري تحديدا، أكبر فرص لإنتاج طاقة نظيفة، لا توجه فقط إلى سكان المنطقة فحسب، بل يمكن أن تغطي جزءا معتبر من الحاجة إلى الكهرباء على المستوى الوطني، على غرار تجارب دول مجاورة خطت خطوات مهمة في هذا المجال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!