-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أهلا وسهلا.. لكن!

جمال لعلامي
  • 848
  • 2
أهلا وسهلا.. لكن!

فجأة تحوّل ملف المهاجرين الأفارقة، إلى وسيلة ضغط وابتزاز، لجأت إليها دوائر أجنبية في حقّ الجزائر، واستغلـّت تقارير إعلامية أجنبية أيضا تدّعي وتزعم زورا وبهتانا، أن الجزائر “تخلت” عن “حراقة” في الصحراء، بينما جاء تقرير للخارجية الأمريكية، حول الاتجار بالبشر، ساعات بعد الاتهامات والأكاذيب الغربية، لينصف الجزائر وتعاملها مع الملف!
لا يجب لأيّة دولة، أن تزايد على الجزائر في مجال إيواء المهاجرين الأجانب، والتعامل معهم بكرامة وإنسانية، وحتى عندما اضطرتها الظروف وأسباب أمنية موضوعية، فإنها شرعت في إعادة جزء من هؤلاء إلى بلدانهم الأصلية بالاتفاق مع حكوماتهم والتعاون معها!
ليس منـّا ولا ندما، لو قال قائل، بأن الجزائر فتحت مخيمات محترمة للاجئين من الأشقاء السوريين والليبيين والماليين، والكثير من الجنسيات، ووسط كلّ هؤلاء المرحب بهم وسط الجزائريين، والذين احتضنوهم لسنوات طويلة، وتعاملوا معهم كإخوان وضيوف، تسرّب مشبوهون ومجرمون ومبحوثون من الأمن ومطاردون من العدالة، وبعد شكاوى وقرائن وجرائم وخروقات، شرعت الجزائر في ترحيلهم، فقامت القيامة!
لقد تورط بعض المهاجرين اللاجئين -وليس كلهم طبعا – في عمليات التزوير وتجارة المخدرات والتسوّل غير المشروع والدعارة وتبييض الأموال من خلال نسخ عملات مزيفة، وللأسف، فقد استفاد بعض الضيوف من “الامتياز” الذي مكنهم منه ميلاد أبناء لهم فوق الأراضي الجزائرية خلال تواجدهم بها، فتحوّلت القضية إلى قضية إنسانية!
الجزائر لم تطرد أيّ لاجئ أو مهاجر هارب من الحروب والموت والنعرات، فكلّ من دخلها فهو آمن ولا خوف عليه ولا هم يحزنون، لكن هذا لا يمنع الجزائر من حماية حدودها وأمنها واللجوء عندما يقتضي الأمر إلى ترحيل المتورطين ومنفذي ما ينصّ عليه القانون الجزائري على إدانته ومعاقبة أصحابه، وبالتالي فإن عمليات الترحيل، التي انطلقت منذ عدّة أشهر، ما هي في الواقع، سوى النصف الفارغ من الكأس!
مازال هناك مهاجرون أفارقة وغيرهم، يصولون ويجولون بكلّ حرية، ومنهم من تمّ “إدماجه” في عشرات الورشات في إطار تمكين هؤلاء الإخوان الذين استجاروا بالجزائر، من لقمة عيش كريمة، يدفعون تكاليفها من عرق جبينهم وما يتأتـّى لهم من الرواتب التي يمنحها إياهم مستخدموهم الخواص، حتى وإن كانت في كثير من الحالات غير مقنّنة وبطرق سرية!
أهلا وسهلا ومرحبا بهؤلاء وأولئك في أرض الشهداء، لكن هذا لا يعني أن الجزائر “وكالة من غير بوّاب” أو انها “قهوة سي موح أشرب وأروح”، وبالتالي على التقارير الغربية، أن توجه روبورتاجاتها وصورها إلى ما يحدث في مراكز تجميع “حراقتنا” وكل المهاجرين السرّيين بالدول الكبيرة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • حيران

    الهربة تسلك قبل أن تنزلق الأمور من تلاسن شعبوي و نيران صديقة إلى إستعمال الهريسة الحية...نحن لاجئون في بلد يملكه الطابور الخامس...لن نستغفل للمرة الثانية و لن ندفع الثمن مرة أخرى...سنهرب قبل فوات الأوان و تقاتلوا وحدكم...فلم نجني من الجمل حتى و لو وذيناتوا...

  • حيران

    أرى أننا نحن الجزائريين أصبحنا لاجئين في بلد لا نملكه ..نعيش على الهامش في زمن هوشة الطابور الخامس على الثروات و الخيرات و شد حزام شعيب الخديم الذي فاق أخيرا و حزم الحقائب للهربة قبل أن تتحول الهوشة إلى تراشق بابهريسة الحمراء...