-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أهمية الوصول إلى لحظة الانطلاقة؟

أهمية الوصول إلى لحظة الانطلاقة؟
أرشيف

هناك الآلاف من القضايا المطروحة على وزاراتنا ومؤسساتنا، والأهم من ذلك هناك الآلاف من الحلول المقترحة أيضا، وهناك الآلاف من الإرادات الخيِّرة المُستعِدة لتنفيذ هذه الحلول، بما في ذلك مسؤولين على مستويات عليا. ما الذي يجعلنا لا ننطلق، ونسعى باستمرار إلى تعقيد الأوضاع أكثر فأكثر، وإلى البحث حيث الإرادات السيئة، أو حيث رفض الإصلاح والإبقاء على الوضع القائم؟

بكل تأكيد قوى الجمود، والتعطيل والفساد، لم تختف من الساحة، لأنها لا يُمكن أن تختفي فجأة، ولا يُمكن حتى اكتشافها بالكامل في ظرف وجيز، بل نحن في حاجة إلى ثقة في النفس، وإلى عمل  دؤوب ومستمر للتغلب عليها في أي من القطاعات، إذ ليس من السهل تصحيح الأوضاع بالحد الأدنى من الخسائر وفي وأقل وقت ممكن.

إن هذا الأمر يحتاج إلى عمل ذكي، وإلى صبر، وإلى نية خالصة، وإلى ثقة في الأفكار الجديدة التي يتم طرحها، وقبل هذا وذاك إلى معرفة كيف نُميِّز بين الثانوي والأساسي، بين الخطير والأخطر. وكيف لا نُخضِع الاستراتيجية إلى التكتيك، وكيف لا نقع في ضرب أنفسنا بأنفسنا ونحن نريد الإصلاح، وكيف لا نجد أنفسنا ضحية مناورات الآخرين الذين مازالوا  يقاومون، سرا وعلانية، ضد أي إصلاح حقيقي ممكن، بل وكيف لا نقع مرة أخرى ضمن الأخطاء ذاتها التي وقع فيها الكثير مِمَّن كانت لديهم النوايا الحسنة ووجدوا أنفسهم في آخر المطاف ضحايا هذه النوايا…

إن قطاعات عديده بدأت تطرح اليوم أفكارا جديدة لا يُمكن سوى الاتفاق معها، إلا أن المسألة الجوهرية تبقى: كيف يُمكن لهذه الأفكار أن تتجسد في الواقع، ولا يَحصل لها ما حصل لأفكار كفاءات سابقة كانت لامعة وراقية على المستوى الفردي؟

إن الأمر يتعلق بديناميكية عامة للمجتمع ينبغي أن تتحرك، وباتفاق ضمني بين الناس. أننا ينبغي أن نتغير، وبنوعية قرارات ملموسة تؤكد بالفعل جدية هذا المسار.

وهذا لن يتأتى إلا عندما يتم الشروع بالفعل في تنفيذ مشروع اقتصادي واجتماعي واضح المعالم وفعّال للبلاد بعيدا عن كل مزايدات أو مناورات.

متى سيكون لنا ذلك؟ متى سنشعر أننا انطلقنا الانطلاقة الصحيحة؟ كيف سيتم ذلك؟ تبقى أسئلة مطروحة على أكثر من صعيد، وتبقى هذه المهمة لمن يتولى أمرها، مهمة استراتيجية بمعنى الكلمة، إذا ما استطعنا تفعيل انطلاقتها، فإننا لن نحتاج سوى لأكثر من بضع سنوات لنُصبح أفضل مما تصورنا أن نكون… وإذا لم نستطع فإن مصير كل هذه الأفكار الجيدة التي تُطرح اليوم في أكثر من مجال سيكون كمصير سابقتها؟ هل نستطيع تحقيق انطلاقة فعلية هذه المرة؟ ذلك هو الأمل الذي يحدونا جميعا وعلينا العمل جميعا لأجل تحقيقه كل بالقدر الذي يستطيع. قال تعالى “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” [الرعد:11]، صدق الله العظيم، وتقبل الله الصيام والقيام وغفر لنا ولكم أجمعين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • كن يقظا

    كيف تصل الى لحظة الانطلاقة وانت تسيرالى الخلف_مارش_اريار_؟

  • لزهر

    العملية تحتاج إلى تسطير برنامج طويل المدى و عدم الخروج عنه و تطبيقه من الاول إلى الآخِر
    الاعتماد على الكفاءات الشبانية و إشراك الفيئة النسوية و جميع شرائح المجتمع.
    البرنامج لا بد أن يشمل كل القطاعات الحساسة
    الطاقة الفلاحة الصحة السكن الصادرات
    أريد أن أقول خلق تلاحم و تساوي بين جميع فيئات المجتمع كي نصحح التفاوت الاجتماعي السائد بالمساعدة على وجود عافيته من خلال توفير عمل يسد به رمقه و عائلته
    البداية من الصفر تحتاج إلى شرارة كهربابئة لكي نبدأ بتشغيل المحرك.
    المسؤول يقترب من المواطن البسيط و يمد له يد العون
    المواطن البسيط بداخله حرارة الشمس.
    إذا قمت بإدارة المفتاح فسيشتغل

  • نحن هنا

    ليس هناك اراد سياسية حقيقية تلوح في الافق ببدء الانطلاقة الحقيقة وأن ماتلوكه مجرد أحلام وأوهام دعكم من تدليس الواقع والتلبيس على الناس

  • Sofiane

    We have everything (Elites, Resource,.....ect) brother Dr Salim.
    The fact :The problem in our country is ONLY missing el IRADA ." No IRADA tekoun Ibada" to a nation simple as that

    Allah yahfadena wa yahdina ila khidmet el Bilad wa el Ibad

  • ابن الجبل

    كيف تتحدث عن لحظة الانطلاقة ونحن مازلنا لم نتخلص بعد من الاستعمار ومخلفاته الثقافية والاقتصادية ؟!. لن تكون لنا الانطلاقة الصحيحة الا باعداد خطة مستقبلية واضحة ومحددة، ولن يكون ذلك الا بعدة شروط أهمها أولا : التخلص من مخلفات الماضي وتعزيز الوحدة الوطنية بخلق جو من التسامح والمساواة . ثانيا : تشجيع الاستثمار وتحويل التكنولوجيا ، مع اعطاء الأولية لأبناء البلد ، سواء هنا أو في المهجر . ثالثا : فتح الاعلام على مصراعيه ، وتشجيع المبادرات والمبدعين ، واعطاء أدوات البحث عن الحقيقة والمعلومة الصحيحة . اذا آمنا بقدرتنا يمكن أن ننطلق !.