-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ردا على تقرير حقوق الإنسان المزعوم.. سياسيون وحقوقيون لـ"الشروق":

أوربا تكيل بمكيالين.. واللائحة المكذوبة محاولة للانتقام

نادية سليماني
  • 2432
  • 9
أوربا تكيل بمكيالين.. واللائحة المكذوبة محاولة للانتقام
أرشيف

أجمعت آراء محللين سياسيين وقانونيين، أن اللائحة الصادرة عن البرلمان الأوروبي حول حقوق الإنسان بالجزائر، هي محاولة للانتقام من الجزائر بدوافع اقتصادية وخلفيات سياسية بحتة، أهمها التقارب الجزائري الصيني والروسي، وموقف الجزائر من القضية الفلسطينية وهرولة عدد من الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

اعتبر أستاذ العلوم السياسية، اسماعيل دبش، أن لائحة البرلمان الأوروبي حول حقوق الإنسان في الجزائر، ليست جديدة أو غريبة علينا، فكلما شعرت الدول الغربية بتهديد مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، تسارع لاتخاذ مواقف سلبية ضد بعض الدول.

وأكد المتحدث في تصريح لـ”الشروق”، بأن لائحة البرلمان الأوروبي، هي ردّ فعل على القرارات التي اتخذتها الجزائر في عهد الرئيس تبون، وأهمها إعادة النظر في الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي، والتي كانت تصب في مصلحة أوروبا على حساب الجزائر، خاصة مع سعي الرئيس، لزيادة التبادل الاقتصادي مع الصين وروسيا، إضافة لمواقفنا الثابتة تجاه القضية الفلسطيينة، وهو ما أزعج أوروبا، حسب تعبيره.

وتأسف محدثنا، لتعامل أوروبا مع دكتاتوريات وأنظمة سياسية لا علاقة لها بحقوق الانسان “في وقت تنتقد دولة، جاءت برئيسها عبر انتخابات ديمقراطية، ولها سلطة وطنية مستقلة عن كل مؤسسات الدولة، ومجتمع مدني فاعل، وأحزاب”.

ويقول، أن الشرعية الانتخابية والديمقراطية موجودة في الجزائر، وستعزّز مع حل البرلمان والانتخابات المحلية، كما أن الدستور الجزائري، وثق للحراك والتعددية ولمحكمة دستورية، وحافظ على تعددية الهويات، مع الذهاب إلى اقتصاد يتكيف مع العولمة.

ويبقى الأهم لدى الأوروبيين، حسب المحلل السياسي، هو الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية “ولو على حساب الجزائر والشعب الجزائري، بذهنية استعمارية تجاوزها الزمن، ولن تسمح الجزائر برجوعها”.

وحول وجود آليات قانونية تردع التدخلات المتكررة لبعض الهيئات العالمية في الشؤون الداخلية لدول معينة، يرى الخبير في القانون الدستوري والمحلل السياسي، عامر رخيلة في تصريح لـ”الشروق”، بأنه لابد من معرفة الظرف الزمني والأحداث الداخلية والبيئة الإقليمية، المتزامنة مع إصدار لائحة البرلمان الأوروبي.

وقال، بأن البرلمان الأوروبي متعود على إصدار مثل هذه المواقف، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان في الجزائر، ولذلك لابد من الرد على هذا التدخل، من خلال الإحالة على ترسانة القوانين الجزائرية، التي تتصل بالحقوق والحريات السياسة للمواطن في بلادنا.

وحسبه، لابدّ للرأي العام الدولي، من الإطلاع على التشريع الجزائري، سواء ما تعلق بدستورنا، وقانون الإجراءات الجزائية، والضمانات والآليات العديدة التي يتسم بها التشريع الجزائري لحقوق الإنسان، وضمانات ممارستها.
فيما يلعب الجانب السياسي دورا مهما في إصدار لائحة البرلمان الأوروبي، إذ قال رخيلة “تعودنا على مواقف قوى سياسية أوروبية، والتي لا تشعر بارتياح نحو الجزائر، بعد ما أجهضت مخططاتها، بشأن التدخل في شؤون افريقيا والمغرب العربي والشرق الاوسط”.

وأضاف، بأن موقف الجزائر كان مخالفا لهم، فيما يتعلق ببؤر الصراع في العالم، وأهمها نزوع بعض الأقطار نحو التطبيع مع اسرائيل، وهذه المواقف لا ترضي الدوائر الصهيونية المهيمنة على المؤسسات الدولية.

ومع ذلك، يرى محدثنا، أنه يجب التفريق بين المواقف التي تتخذها منظمات شعبية عالمية، وبين مواقف الحكومات والتي تكون حريصة على مصالحها، ولا تنقاد خلف هذه المواقف، “خاصة وأن تدخل البرلمان الأوروبي، والذي يملك فكرة خاطئة عن الأوضاع في الجزائر ليس الأول من نوعه”.

وتأسف المحلل السياسي، لسياسة الكيل بمكيالين، متسائلا “ما موقف البرلمان الأوروبي، من القمع الذي يتعرض له الفلسطينيون، ومما يجري في فرنسا طيلة سنة كاملة، وحول الأوضاع في ليبيا، وتجاوزات القوات الغربية وخاصة الفرنسية في الساحل الفريقي..”.

ويرجح محدثنا، بأن يكون للدبلوماسية المغربية يد في إصدار هذه اللائحة، “بعدم ا تعودت على الاستعانة بمنظمات معروفة باتخاذ مواقف تحت الطلب”.

ولإجهاض مثل هذه المواقف “المتكررة والمعادية” للجزائر، يؤكد أستاذ القانون الدستوري، بأنه لابد من تحرك الدبلوماسية الجزائرية، والمجتمع المدني، والاستنكار الشعبي، “لأن ردود الأفعال الشعبية، تؤثر في الرأي العام الأوروبي”، كما تأسف مجددا على ظاهرة اختباء البرلمان الأوروبي وراء تقارير لناشطين حقوقيين وسياسيين جزائريين، يشتكون من الأوضاع في بلدهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • Hassan

    Nous sommes en 2020 , et ils sont toujours dans les années 70 !!!

  • عبداالله

    علينا أن لانسمع لصياحهم ونسمع لتغنيهم بحقوق الإنسان ويطبقونها على حسب مصالحم ، وترجع الى منهجنا القويم الدين الاسلامي والعربية ونغلي التعاملات باللغة الاجنبيه الا في الثانويات والجامعات تدرج الانجليزيه

  • كمال

    اتحداهم ان يصرحوا في وسائل يهتم بها الساسة الاوربيين , لانهم يخافون من البلاك ليست , يثرثرون فقط في الجرائد المحلية , قل لهم ان يعملوا مسيرة صغيرة لمجلس الشعب وتكون مرئية على وسائل الاتصال ويثرثرون براحتهم وبشجاعتهم ان حقا كانوا رجالا ضراغم

  • لا تستحمرونا يرحم والديكم

    كل ما جاء في لائحة البرلمان الأوروبي صحيح وموثق وبالدلائل شاء من شاء وأبى من أبى فلماذا الصياح والصراخ والتملص من الواقع البئيس الذي يراه العالم كله ؟؟... انتهى الاستحمار والاستغباء يا سادة فالناس بعصر النت والعالم صار قرية الكل يرى الكل والكل يسمع الكل فماذا نخفي أو يخفي غيرنا ؟؟

  • elgarib

    لا تكذبوا و لا تستحمروننا،هذه ليست بدوافع إقتصادية و الدليل الفلاحون الجزائريون يرمون محاصلهم و تشرها العصابة منهم مثل القمح و البطاطا و الطماطم و التمور وغيرها ثم تشتريها من أوروبا منتهية الصلاحية.كم من معتقل سياسي في السجون العصابة و الأحرار و الحريرات؟ دليل أخر، علي بن حاج، نكاز، لعلالي و غيرهم.جماعة التسعينات التي أنتهت محكومياتهم و ليزالون يقبعون في السجون؟

  • TAFOUGT

    أوربا تكيل بمكيالين.. وأنتم أيضا تكيلون بمكيالين حيث سكنكم السكوت عن تصريحات ماكرون يوم 23 نوفمبر 2020 وزلزلتم الأرض تحت أقدامنا لتصريحات البرلمان الأوروبي يوم 28 نوفمبر 2020 . غرائب وعجائب

  • سماش

    أين كان هؤلاء المحللين السياسيين والقانونيين وأين كان هؤلاء الأساتذة : اسماعيل دبش وعامر رخيلة .... من تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون قبل أسبوع في حواره مع مجلة "جون أفريك" ؟ سؤال وجب طرحه كما وجب البحث عن الجواب الشافي الذي طبعا قد لا نجده الا لدى المحنكين الذين نتمنى أنهم لن يبخلوا علينا بأجوبتهم وهم مشكورين مسبقا .

  • fouad

    لا دوافع اقتصادية وخلفيات سياسية ولا هم يحزنون , لو كنتم تحترمون أنفسكم وتعلمون ما معنى حقوق الإنسان ما أدخلتم المئاة من الشباب إلى السجون ولا شردتم العائلاة ولا أبكيتم الأمهات على أكبادهن وخليتو الشراذم اليم يتكلمون علينا , أنتم اللعنة

  • متابع

    إلى الصحافية
    (وقال، بأن البرلمان الأوروبي متعود على إصدار مثل هذه المواقف..)
    نقول متعود أو معتاد ؟!!!!!!!