أوضاع مزرية بالمؤسسات الصحية في برج باجي مختار بأدرار

أثارت صور شيخ مسن، بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالولاية المنتدبة برج باجي مختار، الذي تم وضعه على سرير حديدي من دون فراش، موجة غضب واستياء لدى السكان، مطالبين بلجنة تحقيق لمصالح الوزير الأول، لمعاقبة المتسببين في وصول حالة المؤسسات الصحية إلى هذه الوضعية المزرية.

استنكر مواطنو الولاية الحدودية، إلغاء زيارة وزير الصحة، مؤخرا، للوقوف على المعاناة التي يمر بها قطاعه، في المنطقة المعرضة لانتقال كل أنواع الوباء والأمراض، باعتبارها بوابة إفريقيا من الجهة الجنوبية، حيث تشهد نزوحا رهيبا للأفارقة، عن طريق الهجرة غير الشرعية. وأفاد مواطنون لـ “الشروق”، أن القضية التي هزت الرأي العام المحلي، المتمثلة في إهمال القائمين على المؤسسة للشيخ المسن، تعكس حالة الإهمال والتسيب لدى مسيري القطاع بشكل عام.

طرح مواطنون عديد التساؤلات، حول مصير الغلاف المالي التي تتغنى الدولة، بإنفاقه لتنمية المناطق الحدودية ورفع الغبن عنها، لتبقى مجرد أرقام تنويمية تعطى في الخطابات والمناسبات، في حين تشهد المؤسسة عدة مشاكل، منها غياب الإنارة وأجهزة التكييف في بعض الغرف، أمام درجة حرارة مرتفعة تعرفها المنطقة، وحسب ناشطين جمعويين فإن مشاكل الصحة تكمن في غياب الرقابة، وانعدام الضمير المهني.

تعاني المؤسسة الصحية ومنذ عيد الأضحى، غيابا كليا للأطباء والممرضين، وحتى من أعوان الأمن والوقاية، ما تسبب في انتشار الأوساخ والروائح الكريهة، أضف إليه انعدام الأدوية والوسائل الطبية الضرورية، كالأكسجين والأفرشة والأغطية للمرضى، وخروج أغلب الأطباء في عطل سنوية، مما جعل المؤسسة في شلل دائم، حيث تبعد المنطقة بنحو 750 كلم عن عاصمة الولاية، إذ يلجأ المرضى إلى استئجار سيارة لنقلهم، والتي تكلفهم أكثر من 40 ألف دينار.

أبدى السكان أسفهم الشديد، حيال المصير المجهول، الذي يلاحق مستشفى 60 سريرا، والذي انتهت به الأشغال منذ ثلاث سنوات، في حين تشهد المؤسسة العمومية الوحيدة، اكتظاظا كبيرا وخدمات سيئة، سيما في الفترة الليلية، حيث تسجل أكثر من 40 حالة لسعة عقرب، لدى فئة الأطفال بشكل يومي تقريبا، نتيجة انتشار الأوساخ، وغياب قنوات الصرف الصحي في المدينة، فالشوارع تحوّلت إلى برك ومستنقعات مفتوحة، مهدّدة السكان بكارثة بيئية قد تحدث في أي وقت.