-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الممثلة مريم عمير للشروق العربي:

أولاد الحلال نقطة تحوّل في حياتي

فاروق كداش
  • 3838
  • 0
أولاد الحلال نقطة تحوّل في حياتي
ح.م

مريم عمير، أو فتاة المفارقات، هي ميمي الصاخبة، التي تملأ الدنيا مرحا، وهي في آن واحد ريم بنت الدرب الوهراني، التي تئن وتتوجع لوجع الجدران، وتحلم بأن يطير سقف البيت لتبلغ عنان السماء… لتعرفوا هذه وتكتشفوا تلك اقرؤوا ما بين سطور هذا الحوار الصريح مع مجلة الشروق العربي…

من هي مريم عمير؟

مريم شابة جزائرية، من مواليد مدينة وهران، في الرابعة والعشرين من عمرها، من أب وهراني وأم عاصمية قبائلية، ترعرعت في حي شعبي وانطلقت من هذا المكان الدافئ الإنساني لممارسة المسرح، وعمرها لا يزيد عن ثماني سنوات، تقمصت دور شجرة في المدرسة وتفرعت أوراقها لتعطي شخصيات أخرى، مثل ساندريلا في أول دور مسرحي كهاوية، وهي في عمر الثانية عشرة..

بعد المسرح الواقعي الكلاسيكي، وجدت نفسها في عالم الكوميديا.. “كنت أحلم بعمل الشو الفكاهي، تأثرا بأسماء كبيرة مثل المغربي جاد المالح والفرنسية فلورانس فورستي..” فبدأت أولى خطوات الحلم بالستاند آب كوميدي، في انتظار هذا الشو الكبير، الذي تحضره حاليا مع جولة تقودها إلى كل أنحاء الجزائر.

من جهة أخرى، مريم حائزة شهادة ماستر بيولوجيا بحرية.. وفي صدد تحضير الدكتوراه لدراسة مقارنتية بين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وفي البداية يجب أن تعترف لكم بأن حب الدراسة الأكاديمية رهن دراستها للفن الدرامي وجعله قاب قوسين.

من أطلق عليك اسم ميمي؟

الوالدة- حفظها الله- هي من أطلقت علي هذا الاسم، “دلعا” منذ نعومة أظافري، ولايزال يلازمني حتى الآن.. أما من لا يعرف اسمي، فيناديني بالممثلة والكوميدية.

من الإعلانات ثم اليوتيوب ثم التلفزيون… أين تجد مريم نفسها؟

أصحح لك معلومة فقط، أنا لست يوتيوبرز، وقناتي على اليوتيوب لا يتجاوز عمرها ستة أشهر، لست فتاة سوشيال ميديا، لكني أحترم كل من يراسلني من المعجبين، وأحرص على الإجابة شخصيا عن كل أسئلتهم وتشجيعاتهم، وهذا الدعم يجعلني فخورة بهذا الجمهور الرائع، الذي يتابع مسيرتي منذ بدايتها… أفضل تقديم نفسي ومواهبي بعيدا عن بلاتفورم اليوتيوب، مع احترامي لكل من ينشط فيه.

التلفزيون شهد أولى بداياتي في أدوار صغيرة، في مسقط رأسي وهران، مثل مسلسل بوضو، وفتحت لي العاصمة أبوابها بعدها فقمت بإعلانات وأدوار في مسلسلات متعددة، إلى أن أتيح لي العمل في فيلم قمت فيه بدور البطولة تحت عنوان “كاميليا”، وداعبت المسرح والأفلام القصيرة، وهذا ما سمح لي بالمشاركة في “برنامج دي زاد شو”، حتى النهائي. ورغم أنني لم أفز باللقب، إلا أن هذه الفرصة فتحت لي المجال على مصراعيه، وخضت أول تجربة ناجحة في مسلسل الخاوة في دور “زيكا”… عدت إلى وهران لكتابة أعمال جديدة في الستاند آب وتنمية مواهب خفية في شخصيتي، وشاركتني صديقتي الأنتيم عبير في كتابة سلسلة ” ميمي وعبير”، التي اقترحناها على التلفزيون الجزائري بوهران، وكان النجاح كما يعرفه الجميع في رمضان 2018 وتبعه عملي في طابلة مع المخرج يحيى مزاحم.

باعتبارك من خريجي ديزاد كوميدي شو هل تعتبرين أن برامج الفكاهة ساهمت في التعريف بالمواهب الكوميدية؟

بطبيعة الحال، تساعد هذه البرامج في التعريف بالمواهب الحقيقية، لكن هناك كم هائل منها غير مكتشف يحتاج إلى أكثر من برنامج.

ميمي وعبير ثنائي ناجح جدا كيف ترى مريم نفسها من دون عبير؟

تربطني مع ميمي علاقة تناغمية، لا يمكن أن تتصور حدودها.. فبنظرة فقط يمكننا أن نفهم بعضنا البعض، لسنا فرقة روك يمكن تفكيكها، صداقتنا متينة لكن يمكن لكل منا أن تشق طريقها لوحدها، ولكن هناك دائما نقطة تلاق تجمعنا في الأخير، قد يكون عملا تلفزيونيا أو مسرحا أو سلسلة على اليوتيوب، فلا حدود لخيالنا.. وعلى فكرة، عبير بارعة في الماكياج الفني، واشتغلت كثيرا في عدة أعمال، ليس كممثلة بل مايك آب أرتيست.

خضت في رمضان تجربة التمثيل في مسلسل أولاد الحلال الذي بثته قنوات الشروق… هل هذا يرفع سقف معايير الاختيار للأدوار القادمة؟

أنا مؤمنة أشد الإيمان بأن الله- سبحانه وتعالى- خط لكل منا قدرا رائعا، بمره وحلوه. وهذا ما التمسته في تجربتي في مسلسل أولاد الحلال، فيوم الكانستيغ لم أكن في وهران، بل في العاصمة، وتم إلغاء رحلة العودة، ففقدت أمل المشاركة في الكاستينغ، غير أن الحظ ابتسم لي فحصلت على فرصة ثانية للمشاركة والظفر بدور “ريم”، الذي أحبه الجمهور… هذا المسلسل أعتبره نقطة تحول في حياتي وفي مسيرتي القصيرة، مشاركتي في أولاد الحلال لم ترفع سقف اختيارتي المستقبلية بل وضعتني أمام تحد مع نفسي، وقد وصل صدى المسلسل إلى المغرب وتعاطفوا مع شخصية ريم أيما تعاطف.

ما هي علاقة مريم بالسوشيال ميديا وما هو أول تطبيق تفتحه عندما تستيقظ؟

أنا إنسانة تعيش على طبيعتها، ولا أبدأ يومي بالسوشيال ميديا، بل أختلي بنفسي مع كوب قهوة، أتوحد في ملكوت الله وعجائب قدرته، أنا مثل جدتي التي تبدأ يومها باستنشاق الهواء وارتشاف القهوة… بعيدا عن صخب الإنترنت والمواقع وأخبارها الحزينة..

هل مريم من عاشقات فيلترات سناب شات؟

لا أحبذ الاختباء وراء فيلترات غير طبيعية، وهي تبدو لي ماسْكات تخفي حقيقة الإنسان، لكن لا ضير من استعمالها للمرح فقط..

ما هو الدور الذي تحلم به مريم عمير؟

أنا أحلم بأدوار معقدة كمريضة نفسيا وخرساء، أحلم بتقمص شخصيات مركبة أعيشها من الرأس إلى أخمص القدمين، أحلم بأدوار تسكنني وأسكنها.

إلى جانب من تحلم مريم بالتمثيل؟

أحلم بالتمثيل أمام كل ممثل جزائري عبقري وكل ممثلة جزائرية موهوبة..

هل يبعد التلفزيون مريم من الستاند آب كوميدي؟

لا.. هذا لا يمنع ذاك لكن قد تبعدني الأعمال التلفزيونية بعض الوقت عن الكتابة والبروفات في الشو والستاند كوميدي، فهي تحتاج إلى جهد كبير ووقت أكبر للتحضير.

هل تحب مريم الموضة وما مدى تأثيرها على لوكاتها وستايلها؟

أحب الموضة العقلانية التي تلائمني، أعشق اللباس التقليدي المودرن، الذي أمثل به الجزائر في الخارج في كل مرة أسافر فيها في تظاهرات فنية أو لقاءات مهنية… أقول لك شيئا قد يبدو بديهيا للكثير منا، أنا أعشق الجزائر إلى حد النخاع… أنا جزائرية وأفتخر، ليس شعارا رنانا فقط، بل كلمات أعيشها بكل مشاعري..

ما هي الخطوة التالية بعد أولاد الحلال؟

هناك عدة مشاريع قيد الدراسة في الجزائر والمغرب، وأتريث لاختيار أفضل الأعمال التي ترضي الجمهور الجزائري الذواق، الذي يثبت في كل مرة أنه أكبر ناقد للدراما والكوميديا وحكمه لا يقبل أي تعقيب أو طعن، وأحضر جديا لشو متكامل الجوانب من كتابتي وإخراجي لأقدم مريم عمير في ساعة تقريبا بشكل لم يره أحد من قبل.

كلمة للقراء؟

أدعو الله أن يوفقني في تمثيل بلدي أحسن تمثيل، وتقديم الصورة الحقيقية للمرأة الجزائرية الرائدة والمكافحة.. وحلمي، أن أشارك ولو بمجهود صغير في تطوير السينما الجزائرية.. وشكرا للشروق على هذه الفرصة الجميلة للالتقاء بالقراء، وأتمنى لهم طيب العيش والسعادة، وأن يدعموني بحبهم وتشجعيهم للمضي قدما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!