أولياء يرخصون لأبنائهم الإفطار أيام الامتحانات الرسمية
-
-
906
-
1
لدى بعضهم هو ثمرة أشهر من الجدّ والاجتهاد وسهر الليالي، تستحق نياشين التقدير وزغاريد الفرح والاحتفالات، أما لدى البعض الآخر هو مجرد ضربة حظ أو إنجاز مختلس بطرق غير نزيهة.
ويكشف الواقع عن نماذج مؤسفة للنجاح الذي بات يريده بعض الأولياء لأبنائهم المتمدرسين على حساب أخلاقيات العلم، والصّدق مع الذات قبل الغير، حيث يرونه مناسبة للتفاخر، واختصارا لطريق المرور إلى مستوى أعلى من غير إعادة سنة كاملة بتكاليفها المادية والجسدية، بغضّ النظر عن مدى استحقاق أبنائهم، وشرعية السبيل إليه.
وبتزامن شهر رمضان مع فترة إجراء الامتحانات الرسمية لنهايات الأطوار الثلاث، يرضخ بعض الأولياء لسلطة العاطفة، ومع غياب الوعي يتحولون إلى مفتين، ويمنحون رخصة “الإفطار ” لأبنائهم، أو يتساهلون معهم إذا قرروا ذلك بمحض إرادتهم، ليتمكنوا من اجتياز امتحاناتهم بكامل قواهم الذهنية والجسدية، ولا ينفلت النجاح من بين أيديهم حسب اعتقادهم.
تعاني من الخلعة
وتبرر السيدة نصيرة سماحها لابنتها بالإفطار في فترة امتحانات الباكالوريا للعام الماضي بمعاناة هذه الأخيرة من “الخلعة” التي تنتابها وتجعلها تستفرغ فيفسد صيامها، وهو ما جعلها تفتي لها بالإفطار المسبق أيام اجتياز امتحانات المواد الأساسية.
جسدها هزيل
فيما تعترف أميمة المتأهبة لاجتياز شهادة التعليم الأساسي أنها اتفقت مع والديها على تجريب اجتياز الامتحان في يومه الأول صائمة، فإذا استطاعت التركيز بشكل عادي ستستمر في اجتياز بقية امتحاناتها صائمة، أما إذا شعرت بضعف في قدرتها على التركيز أو التذكّر بسبب الجوع والعطش فإنها ستفطر. وتؤكد الفتاة المراهقة أن والدتها هي من أقنعت والدها بالأمر لأنها دائمة الشفقة عليها بسبب جسدها الهزيل ما جعلها تشكّك في قدرتها على اجتياز الامتحان صائمة.
مبررات واهية
ولمعرفة مدى تأثير الصيام على التلاميذ الذين اجتازوا امتحانات شهادة الباكالوريا للعام الماضي في شهر رمضان تواصلنا مع بعضهم فاجمعوا على أن الخوف من نقص القدرات الذهنية بسبب الجوع والعطش مجرد مبررات واهية، وكدليل على هذا الكلام تستشهد أميرة الحائزة على شهادة الباكالوريا للعام الماضي بحصولها على معدل 14 رغم صومها، مؤكدة أن معدلها في الامتحان التجريبي كان أقل.
وتوافقها شبيلة الرأي بسرد تجربتها حيث تقول أنها كانت خائفة من تأثير الصيام على مردودها الذهني وذاكرتها قبل اجتيازها للباكالوريا في العام الماضي إلا أنها وجدت العكس، واستطاعت أن تحصل على معدل لم تكن تحلم به.
الامتحان ليس عذرا
يجمع الفقهاء على أن خوض الامتحانات الدراسية ليست عذرا شرعيا يجيز لصاحبه الإفطار في رمضان، توعية الأولياء بضرورة تغليب العقل على العاطفة، وإقناع أبنائهم بطرد فكرة الخوف من تأثير الصيام على قدراتهم الذهنية خلال الامتحان، بدل تشجيعهم أو التساهل معهم على انتهاك حرمة رمضان.
وفي ذات السياق ينصح خبراء التغذية جميع الصائمين وخصوصا التلاميذ المقبلين على آداء الامتحانات بشرب الكثير من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور، كما ينصحون بتناول الأغذية الغنية بالدهون والأملاح والسكريات، كاللحوم والخضر والفواكه، وتجنب شرب المنبهات على غرار القهوة والشاي، مؤكدين أن تناول وجبتي إفطار وسحور صحيتين ومتكاملتين، يوفران الطاقة الكافية للنشاطات الجسدية والذهنية طوال النهار.
