-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيضا هناك حراك دولي.. ضد الشعوب!

الشروق أونلاين
  • 792
  • 0
أيضا هناك حراك دولي.. ضد الشعوب!

يشهد العالم اليوم حراكا غير مسبوق بين القوى الكبرى التي باتت تعمل في العلن قبل السر، للإطاحة ببعضها البعض والهيمنة على الشعوب الأضعف فالأضعف. سيكتب التاريخ بعد عقود من الآن كيف أن قوى الاستعمار التقليدي فقدت مكانتها في العالم لصالح قوى جديدة، وأن الشعوب المستعمَرة سابقا في إفريقيا وآسيا باتت على وشك معرفة استعمار آخر إذا لم تتمكن من تقرير مصيرها وتركت نفسها عرضة للتجاذبات الدولية أو رَهنت مستقبلها لهذه القوة أو تلك.

بالأمس فقط كانت ليبيا تفتخر بأنها قهرت الاستعمار الإيطالي وأن زعيمها يمتلك نظرية عالمية جديدة ستُغيِّر القارة الإفريقية على الأقل رأسا على عقب إن لم تُغيّر كل العالم، فإذا بليبيا اليوم تقع تحت تأثير تجاذبات دولية لا حدود لها، حتى اعتقد الفرنسيون أنهم سيكونون البديل المهيمِن الجديد، فضلاً عن الأمريكان والروس وبلدان الخليج وتركيا والصين… وأصبح كلٌّ من هؤلاء يعمل في السر والعلن لأخذ نصيبه من هذه الكعكة الطازجة. وهكذا بدل أن تسهل مهمة الخط الوطني الليبي في التأسيس لدولة جديدة، هاهو اليوم يعرف أصعب أوقاته ويجد نفسه مخيَّرا بين حلول أفضلها أسوأ من الآخر.

وما حدث من تأثيرات دولية على ليبيا، حدث ما يشبهه في العراق وسوريا ومصر ويحدث اليوم في اليمن والسودان وفلسطين، وأخيرا وليس آخرا الجزائر، بدل أن تخدم التطورات الدولية الاتجاهات الوطنية الصاعدة الرافضة للهيمنة والاستغلال والانبطاح، وجدت نفسها مُجبَرة على خدمتها هي، تحت طائلة العقاب الشديد أو تحطيم بلادها من الأساس.

والمسألة ليست مسألة تخويف البتَّة من هذا الحراك الدولي بقدر ما هي تنبيه، إلا أن تضارب المصالح الدولية اليوم بات أخطر من حقبة الاستعمار المباشر، ما يجعل أي حركة تغيير وطنية مطالَبة بأن تضع في الحسبان خطورته وقدرته على الإيذاء والتحطيم.

وفي الجزائر بالتحديد تتضارب مصالح قوى دولية غير مُستعِدة لخسارة المعركة فيها: الفرنسيون والأمريكان والروس بما لكل منهم من أتباع وأنصار على الصعيدين المحلي والدولي.

ونحن إذا كُنّا نرى تراجع الدور الفرنسي على أكثر من صعيد، من خلال ما تعيش الوجوه التي تُمثِّله من أوقات صعبة اليوم، فإننا ينبغي أيضا ألا ننسى أن هذا البلد لن يقبل بسهولة التقهقر في الجزائر كما حدث له في رواندا التي تحولت إلى أمريكا، أو ليبيا التي ظن أنه صاحب مبادرة التغيير فيها، أو مالي التي يثور حراكها الشعبي اليوم ضده. وإذا نجحت استراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تقويض مصالح هذا البلد الذي شاخ كما وعد ونفّذ، وتمكّنت روسيا من ضمان مصالحها هي الأخرى، وكذا الصين وكل القوى التابعة لهذا أو ذاك، فإنه علينا أن نضع في الاعتبار كل هذا وخطنا الوطني اليوم يتحرك لوضع البلاد ضمن خارطة طريقة ما بعد 2030.. بل علينا أن ننظر إلى ما بعد هذا التاريخ إذا كنا بالفعل نريد أن نخرج سالمين من هذا المنعرج الخطير. وبدل أن نعتبر أن الرئيس القادم للجزائر بعد 04 جويلية القادم، هدفٌ استراتيجي، وأنه مسألة حياة أو موت.. علينا أن نُقنع أنفسنا بأن الأهمّ هو الشروع من الآن في التفكير في مَن سيحكمنا سنة 2029 وما بعد.. وإلا فقد يفوت الأوان حتى بالنسبة إلى هذا التاريخ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!