-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيها الفلسطينيون.. خذوا العبرة من الجزائر

حسين لقرع
  • 1593
  • 8
أيها الفلسطينيون.. خذوا العبرة من الجزائر
أرشيف

لا شكّ أن ارتقاء 60 شهيدا فلسطينيا في يوم العودة، وهم يواجهون الرصاص المتفجّر للعدوّ بصدورٍ عارية، هو أمرٌ مؤلم للفلسطينيين وللشعوب العربية والإسلامية ولأحرار العالم جميعاً.
لكن بالمقابل، نأمل أن يكون الفلسطينيون بعد هذه المذبحة قد توصّلوا إلى النتيجة نفسها التي انتهى إليها الجزائريون بعد مجازر 8 ماي 1945، برغم محدودية خسائرهم في مذبحة يوم العودة مقارنة بخسائر الجزائريين منذ 73 سنة؛ فبعد نضالٍ سياسي طويل للحركة الوطنية الجزائرية، استجْدَت خلاله الاستعمارَ الفرنسي منحَ “الأهالي” الجزائريين الاستقلال بلا إراقة الدماء، أو حتى الحدّ الأدنى من حقوقهم، كانت النتيجة تلك المجازر الرهيبة التي ذهب ضحيتها 45 ألف جزائري في بضعة أيام، فتوصّل بعدها الجزائريون إلى قناعةٍ راسخة بأنه لا يفُلُّ الحديدَ إلا الحديدُ، فكانت ثورة نوفمبر 1954 التي قدّموا فيها تضحياتٍ جسيمة انتهت بانتزاع استقلالهم، وطردِ نحو نصف مليون جندي فرنسي ومعهم أكثر من مليون معمِّر فرنسي وأوربي لم يكونوا يتصوّرون لحظة واحدة أنه سيأتي يومٌ يُرغَمون فيه على ترك “الفردوس الجزائري”.
اليوم، نأمل أن يكون الفلسطينيون كلهم، ولاسيما في الضفة الغربية، قد توصَّلوا إلى النتيجة نفسها؛ فأمام عدوٍّ استيطاني إجرامي شرس مدعوم أمريكياً وغربياً، لا يتردد لحظة في إطلاق الرصاص المتفجِّر على المتظاهرين سلميا، ومنهم نساءٌ وأطفال ومقعَدون على كراسي متحرّكة… لا يمكن الحديث عن إمكانية نجاح مسارٍ سياسي قائم على استجداءٍ ذليلٍ للعدوّ للقبول بـ”حل الدولتين”، ولا التعويلُ على مجتمعٍ دولي منافق منحازٍ إلى الاحتلال يدين الضحية ويلتمس الأعذار للجلاد على جرائمه.. الصورة واضحة اليوم وهي أن الاحتلال يرفض قيام دولة فلسطينية على 22 بالمائة فقط من أراضي فلسطين التاريخية، ويريدها كلها له، باستثناء غزة، ويريد القدس عاصمة له وحده، ويشترط استسلام الفلسطينيين له لمنحهم “دويلة” هزيلة منزوعة السلاح في غزة وجزءٍ من سيناء ضمن “صفقة القرن” التي تسعى واشنطن إلى فرضها بالقوة، كما أن هذا العدو لا يطيق حتى المظاهرات السلمية ويقمعها بوحشيةٍ بالغة أمام أنظار العالم كله، فماذا بقي للسلطة الفلسطينية حتى تتشبّث أكثر بأوسلو وبالمسار السياسي لانتزاع “دولة فلسطينية” يصرّ الاحتلالُ وأمريكا على رفضها؟
لم تكن الأمور في فلسطين على قدرٍ كبير من الوضوح كما هي اليوم، وكما سقطت في الماء جميعُ رهانات الحركة الوطنية الجزائرية على انتزاع الحقوق سلميا من الاحتلال الفرنسي، بعد عقودٍ من “النضال السلمي”، واقتنعتْ أخيراً بحتمية تفجير ثورةٍ مسلحة لتحرير الجزائر بالقوة، وتمكنت من ذلك بعد قرن وثُلث قرن من الاحتلال وسبع سنوات من الثورة، فإننا لا نشكّ قيد أنملة أنّ هذا هو الطريق الصحيح للفلسطينيين، شرط أن تؤمن به الضفة الغربية وفلسطينيو 1948 أيضاً وليس غزة وحدها؛ فحينما قامت الكثير من الثورات الشعبية المتفرّقة في أجزاء شتى من الجزائر ضد الاستعمار في القرن الـ19، تمكنت فرنسا من إخمادها كلها، الواحدة تلو الأخرى، ولكن عندما قامت ثورة وطنية شاملة في كل ربوع الجزائر حققت انتصارا تاريخيا مدوِّيا بعد تضحياتٍ جسيمة، ونرجو أن يكون ذلك درسا كافيا يختصر الطريق على الفلسطينيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • عادل مراد

    بالنسبه للاخ من السعوديه.اظن ان حكام المملكه خارج الاطار فعوض محاربه ايران راحت السعوديه تدمر اليمن.اليمن بلد فقير مجاور لاغنى دوله في العالم .
    لو ادخلتم اليمن في مجلس التضامن الخليجي و اعطيتم اليمن من المال خمس ما تعطوه لامريكا لما فتح اليمن ذراعيه لايران.
    بالنسبه لكاتب المقال المحترم انا قناعتي ان القدس هي قضيه.كل المسلمين و المسيحيين و ليس العرب فحسب و فلسطين هي قضيه الفلسطينيين.تحرير القدس هو واجبثعلى كل مسلم و مسيحي اما باقي المدن الفلسطينيه فعلى اصحابها تحريرها. كيف لفلسطيني ياتي هنا لامريكا و يفتح محلات في اول شهر من هجرته بينما باقي العرب يعمل عشرات السنين.كي يفتح محلا؟

  • لا ثقة بيننا نحن نخاف أنفسنا

    إلى عادل مراد
    نفس شيئ هنا في أروبا نصابين عنصريين وخبثاء متآمرين حاسدين غيارين ملهوفين على النساء وجمع المال لُّبَدًا لُّبَدًا

  • عادل مراد

    لو رأيت.كيف يعيش الفلسطينيون في امريكا و ما موقفهم من القضيه الأم لتوقفت عن الكتابة و فتحت محلا لبيع الزلابية.
    انا لا اشتم الفلسطينيين بل اعطيك شهادتي فيهم في اوطانهم الثانيه و هي الجزائر و امريكا.
    في الجزائر معظمهم أثرياء بسبب تسهيلات ااحكومات الجزائرية لهم و انتهاز الفرصة من الفلسطينيين الذين لا يهمهم الا المال .
    في امريكا اين امكث منذ ربع قرن لم الاقي سوى فلسطيني واحد تكلم معي عند قضيتهم أما الباقي و اعدادهم كبيره جدا فلا يهمهم الامر بتاتا حتى انهم اذا سىِلوا عن جنسيتهم قالوا إسرائيل.
    الفلسطيني خارج الديار ليس هو نفسه اامحاصر في غزه بل هو انسان يفكر في نفسه و عافيه رصيده البنكي.

  • رياد

    مش عارف واش نقول إذا راكم صاحيين ولا نايميين
    لحد الآن لم يوضح الإعلام كيف بدء المشكل في فلسطين
    أقصد بعد قرار فتح قنصلية أو سفارة أمريكية في القدس
    كيف بدء المشكل الذي أدى إلى إطلاق النار على المدنيين
    أنا لا أصدق بأنها كانت مسيرة إحتجاجية سلمية
    ولا أعتقد بأنه هناك وجه تشابه بين ما حدث
    بين ما حدث في الجزائر 1945
    وبين ما يحدث في فلسطين 2018
    الموقف يختلف و الوضع مختلف
    والحسابات المستقبلية تختلف

  • ابي

    أي عبرة يا عمي حسين....الا تعلم أن الشهداء في حسرة وألم شديدين في قبورهم مما حدث وصار لثورتهم ودمائهم التي ضاعت مثل المياه التي تضيع من المواسير وتذهب الى الشارع او الرصيف.....

  • الطيب / الجزائر

    إذا كانوا يعتبرون هم يعيشون ظروف الجزائر في أربعينيات القرن الماضي و لا يفصلهم عن نوفمبر إلا القليل ...
    فقط عليهم حل كل أحزابهم و حزيباتهم بما في ذلك فتح و حماس و حرق كل أوراق السلام المزعوم و تشكيل جبهة واحدة موحدة غايتها الكبرى هي تحرير فلسطين كل فلسطين و يقررون بكل بسالة : " إما فلسطين حرة متحررة منتصرة كلها أو فلسطين شهيدة كلها و لا لخيارات أخرى " ... أما الرد عن مواقف العرب و العجم اتجاه هذا المسار الجديد لأنه ستكون هناك ردود متباينة هو إما قبول مَن أراد الإنضمام أو دعم هذا المسار الجديد و الترحيب به أو رفض إملاءاته و محاولاته التشويش على هذا الاختيار .

  • سعودي

    اسمحوا لي ان اتحدث ايها الاحبه اولا ندعوا الله الرحمه لشهداء الجزاءر وفلسطين ولابناوونا واخواننا شهداء المملكه العربيه السعوديه الذين يدافعون في الحد الجنوبي للمملكه ضد الحوثيين الشيعه الايرانيين الذين نقضوا الاتفاقيات واستولوا علي السلطه بالغدر والخيانه ففي هذا الشهر الكريم نرفع اكفنا الي الله ان يرحمهم ويجعلهم في جنات وعليين فالمملكه العربيه السعوديه وقفت امام المخططات الصفويه واحبطتها ولله الحمد والمنه ثانيا اطالب المسلمين والعرب فتح جبهه مع اسراءيل وحمل السلاح واقتناء اسلحه متطوره لارهاب العدوا وتسليم القياده لرجال اشداء ثقات يلحقون بالعدوا الالم كما هم يلحقون الالم بشعبنا الفلسطيني

  • فؤاد من سدراتة

    نعم الرأي الصواب الذي لا يحتمل الخطأ. هذا ما وجب فعله منذ زمان بعيد. و القضية يجب أن تخرج من ايدي الحكام العرب الذين تاجروا بها لعقود. القضية مصيرية يتحكم فيهها الفلسطينيون فقط.