-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيها المسؤولون.. عوموا بحوايجكم!

جمال لعلامي
  • 1088
  • 1
أيها المسؤولون.. عوموا بحوايجكم!
ح.م

قرار تنحية والي البليدة، بسبب “حادثة الكوليرا”، وما رافقها من تغييرات في أكثر من قطاع، موازاة مع الحديث عن تعديل حكومي وشيك، وحركة في سلك الولاة، هذه المؤشرات نقلت حسب الكواليس وحديث الصالونات، الرعب والهلع والخوف إلى مكاتب وبيوت وقلوب وعائلات المسؤولين، على اختلاف مناصبهم ووظائفهم واختصاصاتهم!

يُروى والعهدة على الراوي، أن وزيرا سابقا، قال لمقربيه قبل سنوات، إثر عزله من منصبه خلال تغيير حكومي: “..والله ما راني نخمم في روحي.. راني نخمم في الذراري”(..)، بينما لم يجد وزير سابق آخر، أثناء حفل خاص، سوى ارتداء قبعة “المعارض”، فتحوّل فجأة من المدافع الشرس عن كلّ شيء، عندما كان في المنصب، إلى مهاجم لا يرحم ولا يعجبه العجب العجاب!

عندما يخرج الناس إلى شوارع البليدة احتفالا بـ”طرد” الوالي، وهو السيناريو الذي حدث خلال حركة سابقة في سلك الولاة، عندما “احتجّ” مواطنون على تغيير واليهم، وأقام آخرون “الزرد” والأعراس على إبقاء “ولاة أمورهم”، فهنا يجب رسم علامات الاستفهام أمام دور الوالي وعلاقته بمحيطه والساكنة التي يُشرف على تسيير شؤونها ومشاكلها؟

ليس غريبا لو قال قائل، بأن “مصير” والي البليدة، لا يجب أن يتوقف في مدينة الورود فقط، وإنما ينبغي أن يقطع رؤوس ولاة آخرين ومسؤولين في الإدارات المحلية، يعتبرهم المواطن “عدوهم”، بسبب سوء التسيير وسوء المعاملة والتعامل، وقتل التنمية والانشغال بمصالح “الحاشية”، واستفزاز المواطنين بتصريحات غير لائقة ولا محسوبة العواقب!

الأكيد، أن الولاة وغيرهم، سيعيدون الآن حساباتهم جيّدا، ويتفادون انزلاقاتهم، ويُمسكون ألسنتهم الطويلة، ولا يقولون للمواطن إلاّ ما يُريد سماعه، بل إن بعضهم، أو أغلبهم، أو كلهم، سيختفون عن الأنظار، ويهربون من الكاميرات، وعدسات الهواتف الذكية والفايسبوك، حتى لا يقعوا في الفخ والمحظور، ويرتكبوا عن قصد، أو دون أن يشعروا، حماقات سينقلب سحرها على الساحر، ويسقطون بتهمة احتقار المواطن وإغضابه!

حالة الهلع التي يعيشها المسؤلون الذين في “كروشهم التبن”، ويخافون بالتالي من نار التغيير، هي وضعية طبيعية، قد تساعد على تغيير الكثير من الوقائع المرّة التي تضرب يوميات الجزائريين، وتصوّروا الحالة النفسية التي يتواجد عليها في هذه اللحظات الولاة “المشابهين” للوالي المعزول، وكذا وضعية الوزراء “الفاشلين” أو “المغضوب عليهم” عندما يتلقفون “إشاعة” التعديل الحكومي!

ما حدث أيضا لأحد أميار بلديات الغرب، خلال الصائفة، حتى وإن كان بطريقة مشبوهة، في كارتونة مكتوب عليها “حقّ يُراد به باطل”، ساهم بشكل كبير في دفع الأميار وغيرهم إلى تطبيق شعار “عوم وعسّ حوايجك”، وهذا وحده قد يكفي لتقويم جزء من الاعوجاج وترميم آثار الاحتجاج!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • صالح بوقدير

    نريد أن يكون للعدالة دور في تقويم الاعوجاج فتنحية المسؤول دون محاسبته قضائيا ومحاكمته تظهره في صورة ضحية تعرض للحقرة فالعدالة هي التي تكسب هيبة الدولة أوتسقطها.